الانتشار السوري الدفاعي في مواجهة هضبة الجولان ادى في الايام الاخيرة الى استنفار اسرائيلي واسع, هو السادس من نوعه

سوريا ـ اسرائيل: حسابات الحرب

الانتشار السوري الدفاعي في مواجهة هضبة الجولان ادى في الايام الاخيرة الى استنفار اسرائيلي واسع, هو السادس من نوعه في الاسابيع الستة الاخيرة. والتقارير الاستخبارية الاسرائيلية تقدر ان الجيش السوري اتخذ مجموعة تدابير مكثفة على طول الجبهة وقد يكون في نية القيادة السورية تنفيذ هجوم خاطف من اجل تحريك العملية السياسية. والسؤال: هل إن الحرب واردة فعلاً في هذه المرحلة وما هي المؤشرات الاخيرة على احتمال حدوثها؟

المفارقة واضحة على مستوى التعاطي السوري ­ الاسرائيلي مع قراري السلم والحرب في الفترة الاخيرة. مناورات عسكرية على الارض ورسائل دبلوماسية تدعو الى التفاوض. صحيفة «هآرتس» ذكرت يوم الثلاثاء من الاسبوع الفائت "7/8/2007"ان ميغائيل موراتينوس وزير خارجية اسبانيا عاد من زيارة لدمشق التقى خلالها الرئيس بشار الاسد وطلب لقاء مع ايهود اولمرت رئيس الحكومة الاسرائيلية لينقل اليه رسالة شخصية «ايجابية جداً» من الرئيس السوري حول امكانية استئناف المفاوضات مع اسرائيل. ووفقاً لتقارير اوساط سياسية اسرائيلية فان موراتينوس وصف اللقاء مع الاسد بـ"الممتاز" وقال انه سمع منه اقتراحات مثيرة للاهتمام حول السلام مع اسرائيل. وبالرغم من عدم حصول موافقة نهائية فانه من المتوقع وصول الوزير الاسباني الى اسرائيل في الاسبوع الاول من ايلول المقبل. وفي انتظار وصوله تواصل الحكومة الاسرائيلية تقييم الموقف بكل الوسائل المتاحة, ويحاول اولمرت طمأنة وزرائه الى ان الخريف المقبل "سيكون هادئاً" وكذلك «الشتاء المقبل» وان التحركات السورية العسكرية مردها على الارجح الى التدريبات العسكرية التي تجريها اسرائيل بصورة مكثفة بعد حرب تموز 2006 في لبنان.

آخر الاجتماعات الحكومية التي خصصت لمناقشة الوضع على الحدود السورية ­ اللبنانية ­ الاسرائيلية, وامكانية اندلاع حرب بين سوريا واسرائيل, عقد يوم الاربعاء من الاسبوع الفائت, وقد وصف بأنه «حساس للغاية» وطلب من الوزراء والمسؤولين الامنيين الذين حضروه ترك هواتفهم الخلوية خارج القاعة لأسباب أمنية. وقد شارك معظم اعضاء الحكومة المصغرة في المناقشات ومن بينهم ايهود اولمرت وتسيبي ليفني وايهود باراك وحاييم رامون وافيغدور ليبرمان وايلي يشاي ورافي ايتان وشاؤول موفاز وبنيامين بن اليعازر ودانييل فريدمان. ومرة اخرى عرض المجتمعون المعلومات التي تملكها المخابرات العسكرية حول مخزون سوريا من صواريخ ارض ­ ارض واستمعوا الى تقارير من مسؤولين في الاستخبارات العسكرية وقيادة الجبهة الداخلية حول نوعية هذه الصواريخ وجاهزية الجبهة الداخلية الاسرائيلية في حال اندلاع اي قتال. اللقاء بحث ايضاً بصورة مفصلة في تحصين المواقع الاسرائيلية المعرضة للقصف السوري وعرضوا مستوى الاستعداد لخطوات الرد على اي هجوم سوري محتمل, وكان البريغادير جنرال يوسي بايداتز رئيس شعبة الابحاث في الجيش الاسرائيلي حاسماً إذ قال «ان الرئيس السوري بشار الاسد يستعد للحرب بتصريحات تفاوضية», واضاف انه «أمر بزيادة انتاج الصواريخ البعيدة المدى واعطى تعليمات الى الجيش السوري بتركيز صواريخ مضادة للدروع اقرب الى الحدود السورية مع اسرائيل في هضبة الجولان». في الوقت نفسه ابلغ بايداتز الحكومة ان الاسد الذي يتهيأ للقتال لا يستبعد بصورة نهائية امكانية التوصل الى تسوية.

المعلومات الاخرى التي نقلت عن الاجتماع نسبت الى الوزير رافي إيتان, عضو المجلس الوزاري المصغر, ان الجلسة تناولت قدرة الجيش الاسرائيلي على الرد عقب اي هجوم سوري صاروخي, على خلفية التقارير التي اعدت حول إعادة بناء الجيش الاسرائيلي في اعقاب حرب لبنان, والخطط الاميركية ­ الاسرائيلية القاضية بتحسين الاستعدادات تجاه ايران, والخطط الاخرى الطويلة المدى حول المساعدات الامنية الخاصة التي سوف تتلقاها اسرائيل من الولايات المتحدة والمتعلقة ببرنامج الـ30 مليار دولار على مدى السنين العشر المقبلة.

دراسة

«الكفاح العربي» حصلت بالمناسبة على دراسة محدودة التداول في الاوساط العسكرية اعدت قبل ايام حول احتمالات الحرب والسلام على الجبهة السورية ­ الاسرائيلية, والمبررات والاسباب التي قد تحدو بأي من الجبهتين للنزوع نحو التفاوض او القتال. الدراسة تنطلق من التصريحات الاسرائيلية والسورية الاخيرة التي تجمعت خلال الاشهر الثمانية التي انقضت من العام 7 200 في محاولة للوصول الى خلاصة واضحة حول الخيارات الحقيقية للجانبين في غياب المفاوضات التي توقفت عملياً منذ سبع سنين.

في ما يتصل بسوريا تتوقف الدراسة عند التصريحات الآتية:

­ بتاريخ 19/6/2007 اعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم «ان سوريا على استعدا للتفاوض مع اسرائيل حول السلام لكنها ترفض اي شروط مسبقة».

­ في الخامس من حزيران 2007 قام الجيش السوري بتدريبات للوحدات العاملة على خط الجبهة الاول. وتفيد التقديرات الاستخبارية الاسرائيلية ان الجيش السوري اتخذ استعدادات مكثفة في جبهة الجولان, حيث احضر وحدات من الصواريخ الثقيلة من الطراز الذي اطلقه «حزب الله» على حيفا خلال الحرب اللبنانية. كما أحضرت صواريخ جديدة مضادة للطائرات والدبابات وذات انتاج روسي, الامر الذي اثار مخاوف في اسرائيل من قدرة سوريا على تنفيذ هجوم خاطف في الجولان والسيطرة على منطقة صغيرة بغية تحريك المسيرة السياسية التي من شأنها ان تفضي الى انسحاب اسرائيل من الهضبة كاملة من دون السماح لاسرائيل للاستعداد, اذ ان هناك مخاوف لدى اجهزة الأمن من زيادة فرصة الاستعداد السوري لتنفيذ هجوم مباغت.

­ عضو البرلمان السوري محمد حبش قال في مقابلة تلفزيونية: سوريا تستعد لخوض حرب ضد اسرائيل, وان هذه الحرب ستندلع خلال الصيف المقبل "الحالي". واضاف محمد حبش ان مراقبة التحصينات والتسلح بالاسلحة الجديدة, وبرامج وزارة الدفاع لحماية الدولة هي اشياء غير سرية, بل علنية وواضحة, فالشارع السوري يريد إعادة الجولان الى السيادة السورية والشارع السوري غاضب, ولو كان الامر رهناً بسوريا لنشبت الحرب منذ زمن بعيد. قال ايضاً: نحن نخاف من هذه الحكومة الاسرائيلية لأنها مهددة في الداخل, وربما تهرب عبر خلق توتر جديد وحرب جديدة في المنطقة لتحافظ فيها على بقائها». واستطرد: ان اسرائيل هي المعنية والمهتمة في الوقت الراهن بشأن الحرب اكثر من غيرها واكثر من اي وقت آخر واسرائيل ارتكبت الاخطاء في الصيف الماضي "صيف 2006" كما انها هي التي تتحدث عن توقها واشتياقها الى عمل آخر في الصيف المقبل وهي التي تبحث عن تسخين الجبهات» "راديو اسرائيل 5/6/2007"

في الوقت نفسه اعلنت مصادر سورية رفيعة لموقع الكتروني عربي على الانترنت ان الجيش السوري بدأ منذ فترة باعادة هيكلته بغية صد اي عدوان اسرائيلي محتمل على اراضيه, واكدت ان الهيكلة تمت عبر تشكيل مجموعات صغيرة متصلة بقيادة واحدة, لكن لها استقلالية المناورة وتكون مزودة بصواريخ مضادة للدروع وقادرة بمهارة على نصب العبوات الناسفة. المصادر نفسها اكدت ان هذه المجموعات ستكون قادرة على البقاء لمدة اشهر من دون الاتصال بالقيادة بعد تزويدها بالمواد الغذائية والادوية والمستلزمات الضرورية التي تجعل المقاتلين في حال نشاط لعدة ايام بالاضافة الى الاسلحة المضادة للمدرعات على غرار ما فعل «حزب الله» في تموز 2006 واضافت ان هذه الاسلحة انهكت الجيش الاسرائيلي في حرب تموز الاخيرة على لبنان وا سفرت عنها مجزرة سميت «مجزرة الميركافا» التي اسقطت نظرية «ميركافا الدبابة الرقم 1 في العالم» وكبدت اسرائيل خسائر مادية فادحة من جراء صفقات مبرمة معها من قبل بلدان اوروبية لشراء هذا النوع من الدبابات بعدما اصبحت هدفاً سهلاً لصواريخ «حزب الله» المتطورة وسوريا تمتلك الآلاف من هذه الصواريخ. واكدت المصادر إعادة هيكلة الجيش السوري بحيث يتبع اسلوباً قتالياً مشابهاً, لما اتبعه «حزب الله» في الحرب الاخيرة مع اسرائيل, وشراء وتوقيع سوريا لعقود بمليار ونصف دولار لاسلحة متطورة من صواريخ ارض جو وارض ارض.

­ الممثل السوري في محادثات CHATHAM HOUSE التي عقدت في واشنطن توطئة لزيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى واشنطن في شهر حزيران الماضي قال من جهته: ان سوريا تسعى الى تحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة وابدى رغبة بلاده في التحدث من دون شروط مسبقة مع اسرائيل. وقد نسب اليه قوله ان التوقعات الخاصة بمواجهات سورية اسرائيلية ليست كبيرة,حيث يمكن حل القضايا محط النزاع بالوسائل السلمية, بالرغم من ذلك اذا كانت اسرائيل راغبة في الحرب فسوف تواجهها مفاجآت كبيرة من سوريا.

وتشير التقارير الاستخبارية الى ان الاوضاع على الجبهة الاسرائيلية السورية آخذة في التصعيد في ظل ما اسمته غياب قناة رسمية للاتصال بين البلدين او اجراء مفاوضات ورفض الاميركيين المشاركة في رعاية الاتصالات مثلما تريد سوريا, واسرائيل مقتنعة بأن سوريا وايران و«حزب الله» تنسق معاً لتشكيل جبهة موحدة تحسباً لاندلاع حرب مع اسرائيل في هذا السياق يمكن التوقف عند التصريحات الاسرائيلية الآتية:

­ يجب ألا يربكنا تصريح وزير الخارحية السوري حول استعدادات سوريا للتفاوض. لأن ايران مولت لسوريا شراء اسلحة بملايين الدولارات. "معاريف 17/6/2007".

­ لدى «حزب الله» صواريخ تصل الى القدس. "القناة الاسرائيلية الثانية 7/6/2007 نقلا عن شاؤول موفاز".

­ اسرائيل تعتقد انه اذا لم تبدأ مسيرة سلمية, فسوف تبادر سوريا الى القيام بعمليات «ارهابية» في الجولان لجر اسرائيل الى مواجهات. وقد اجرى الجيش السوري اخيرا سلسلة مناورات شاملة تحسباً لنشوب حرب مع اسرائيل خلال الصيف €يديعوت احرونوت 6/6/2007.

­ سوريا خلقت لنفسها بدائل عن الجبهتين المصرية والشرقية "العراق والاردن" عبر فتح جبهة «حزب الله» والتسلح بالصواريخ, والتعاون مع ايران. ان النظرية القائلة ان سوريا لا تستطيع خوض حرب من دون حلفاء قد سقطت, فلدى الاستخبارات الاسرائيلية تقديرات تفيد ان لدى الاسد مقدرة على تنفيذ عملية خاطفة في الجولان. راديو اسرائيل 6/6/2007.

­ اسرائيل قامت بتمثيل مناورة في الجيش الاسرائيلي لاحتلال قرية سورية خلال مناورة كبيرة في النقب وقد شاهد هذه المناورة وزير الدفاع السابق عمير ييرتس ورئيس هيئة الاركان العامة غابي اشكنازي والعديد من الشخصيات ذات القدر العالي في الجيش الاسرائيلي. "راديو اسرائيل 6/6/2007.

­ تقديرات لجنة الخارجية والأمن الاسرائيلية في جلستها الاخيرة ان سوريا تبذل جهوداً واسعة على صعيد التسلح عبر انفاق مبالغ طائلة, وقد اكتسبت هذه الجهود وتيرة اسرع منذ الحرب اللبنانية الاخيرة وصلت خلالها الى مئات ملايين الدولارات على التحصينات وشراء صواريخ مضادة للدبابات والطائرات ومعدات حربية اخرى. €راديو اسرائيل 6/6/2007.

­ الجنرال غابي اشكينازي رئيس اركان الجيش الاسرائيلي قال ان جيشه يستعد لتدهور الوضع الامني على الجبهتين الفلسطينية والشمالية في حين وجه رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية الميجر جنرال عاموس يدلين تهديداً غير مباشر الى دمشق عندما قال ان السوريين سيخسرون كثيراً اذا اندلعت الحرب». وخلال زيارة لقاعدة «شيزافون» العسكرية في جنوب اسرائيل قال الجنرال اشكنيازي ان الجيش الاسرائيلي يعمل حالياً على تحسين جاهزيته للنزاع ويحارب الارهاب في الوقت ذاته. "هآرتس" 2/6/2007. واضافت الصحيفة ان رئيس هيئة الاركان للجيش الاسرائيلي الجنرال غابي اشكينازي قد اوعز الى قوات الجيش باستكمال تدريباتها واستعداداتها تحسبا لأي طارئ وفي ظل الاستعدادات التي يجريها الجيش السوري لاحتمال نشوب حرب بما فيها التمارين وتسريع وتيرة التسلح. وقالت ان «سوريا ابتاعت اخيراً وسائل قتالية متقدمة من روسيا بأموال المساعدات التي تتلقاها من ايران». الصحيفة اشارت ايضاً الى انه في المقابل فان الجيش الاسرائيلي يواصل اجراء التدريبات في هضبة الجولان السوري المحتل, وذلك في اطار الاستعدادات العسكرية لامكانية حصول مواجهات مسلحة اخرى في الشمال في الصيف القريب.

وكان رئيس هيئة اركان الجيش, غابي اشكينازي, قد وصل الى مقر قيادة الشمال, قبل اسبوعين والتقى كبار الضباط في مباحثات تناولت الخطط العملياتية وجاهزية قيادة الشمال. وفي هذا السياق تجدر الاشارة الى مناورات واسعة النطاق اجراها الجيش الاسرائيلي قبل اسابيع قليلة للوقوف على جاهزية الجيش وخطط قيادة الشمال على خلفية دروس حرب لبنان الاخيرة. ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية اسرائيلية قولها ان المناورة العسكرية السورية الاخيرة تشير الى ان الجيش السوري يتدرب على عمليات دفاعية وليس هجومية, واضافت المصادر ذاتها ان السوريين يواصلون بناء الخنادق بشكل متسارع في هضبة الجولان. كما اضافت الصحيفة ان التقديرات السورية تشير الى انه بامكان السوريين تكبيد الاسرائيليين خسائر موجعة خصوصاً وانهم يقومون بحملة لم يسبق لها مثيل في امتلاك وتحديث الوسائل القتالية الموجودة في حوزة الجيش السوري.

الى ذلك, وفي السياق ذاته, قالت «يديعوت احرونوت» انه في اطار الجهود السورية لتحديث الوسائل القتالية الموجودة في حوزتهم, فقد قام السوريون في السنة الاخيرة بشراء منظومات دفاعية متطورة ضد الطائرات من طراز «بنتسير ­ 1» من روسيا, يصل عددها الى 50 منظومة, تصل قيمتها الى 730 مليون دولار. وتقول الصحيفة ان هذه المنظومة الدفاية الجوية التي قامت روسيا بتطويرها في السنين الاخيرة, مؤلفة من مركبة عسكرية تتحرك بسرعة, ومزودة بمنصة اطلاق بامكانها اطلاق 12 صاروخاً يزن كل واحد 65 كيلوغراماً في حين يحمل كل منها رأساً متفجراً يزن 16 كيلوغراماً, ويصل الى ارتفاع 12 كيلومتراً. وسوريا تنوي تزويد ايران بقسم من هذه الدفاعات الجوية من اجل تخصيصها للدفاع عن المنشآت النووية الايرانية, وذلك في اطار اتفاق التعاون الاستراتيجي الذي تم التوقيع عليه في العام 2005 بين الدولتين.

تضيف التقديرات الاسرائيلية ان هذه الصواريخ يجري توجيهها نحو اهدافها بواسطة رادار متطور, وقد وصفه الخبراء الاسرائيليون هذه الصواريخ بأنها فعالة جداً في الدفاع عن مواقع معينة. "يديعوت" و "هآرتس" 6/6/2007

يبقى هناك سؤالان لا يلقيان اجابة حاسمة حتى الساعة:

اولا ­ هل تحرك سوريا الوضع الحربي على الحدود وما هي مبرراتها, خصوصاً في ظل رفض الاميركيين لعب دور الوسيط في المفاوضات, وهو ما يرغب فيه السوريون؟

الجواب الممكن هو:

1 ­ ارغام, او دفع الاميركيين الى التدخل ورعاية المفاوضات, كي لا يضطروا لمواجهة جبهة حرب جديدة الى جانب الجبهة العراقية والاحداث على الجبهة الفلسطينية.

2 ­ إتاحة الفرصة للاميركيين للتخلص من عقدة «جبهة الشر» بدعوى ان الحرب وقعت ويفترض التدخل لوضع حد لها عن طريق التفاوض.

3 ­ اعطاء مبرر لاولمرت لاقناع الجماهير الاسرائيلية بعدم ضرورة خوض الحرب بما تعنيه من دمار وان بالامكان حل المشكلة عبر التنازلات عن اراض ليست اسرائيلية مع بعض المكاسب ومقابل سلام شامل مع سوريا.

4 ­ حث المجتمع الدولي على التدخل الجدي لحل المشكلة.

السؤال الثاني: هل تحرك اسرائيل الوضع على الجبهة السورية, وما هي مبرراتها؟ والجواب الممكن هو:

1 ­ الحاق هزيمة كبيرة بالجيش السوري واحتلال المزيد من الاراضي بما يمنحها ورقة مساومة جديدة اضافة الى الجولان.

2 ­ مساعدة الاميركيين عبر فتح جبهة جديدة واشاحة الانظار عما يحدث في العراق.

3 ­ استرداد القدرة على الردع والتي اصيبت باضرار جسيمة خلال الحرب اللبنانية الاخيرة.

4 ­ تحجيم حركة «حماس» باعتبار ان قياداتها موجودة في سوريا وتتلقى دعماً سورياً.

5 ­ تحجيم الدور الايراني عبر كسر أحد حلفائها, في حال عجزها عن مساعدة هذا الحليف.

وباختصار تبدو مبررات التحريك للجانبين كبيرة خصوصاً في ظل غياب قناة اتصال اميركية.

في الوقت نفسه تبدو فرص اجراء مفاوضات ضئيلة للغاية, مع استحالة بقاء الوضع على ما هو عليه لفترة اطول. ويلاحظ التشابه الكبير جداً في اسلوب الدولتين على صعيد النداءات السلمية المشفوعة بالتهديدات العسكرية, واتخاذ الخطوات العملية كالمناورات وشراء الاسلحة.

مصادر
الكفاح العربي(لبنان)