اتهمت المصادر السورية الدوائر الأمنية والعسكرية الإسرائيلية بتسريب معلومات وتقارير متناقضة حول وجود استعدادات تقوم بها دمشق لشن هجوم على إسرائيل في الخريف القادم، وذلك في محاولة للتغطية على الاستعدادات العسكرية والعدوانية التي تقوم بها القوات الإسرائيلية في الجزء المحتل من الجولان السوري المحتل، لافتة إلى أن هذا الأسلوب هو نوع جديد من الحرب النفسية التي ترمي إلى تضليل الرأي العام وخداعه، وبالتالي ايجاد مسوغات مسبقة للعدوان الذي تحضر له حكومة أولمرت وأوضحت هذه المصادر لـ الوطن أن هناك بلبلة الآن مفتعلة في الموقف الإسرائيل، وهم يريدون من خلال هذه الطريقة اقناع الآخرين بأن إسرائيل من حقها شن ضربة وقائية ضد سوريا، طالما أن دمشق تستعد وتخطط لشن هجوم على إسرائيل في الخريف القادم. وتوقعت المصادر نفسها عن بعض التقارير الإسرائيلية ومنها تقرير أمني إسرائيلي صادر عن مؤسسة «دبكا» المقربة من الاستخبارات الإسرائيلية في تل أبيب ذكر ان سوريا أرجأت خططها الحربية المقررة من نهاية هذا الصيف حتى شهر نوفمبر القادم. وربط التقرير بين جملة وصفها بـ «اللافتة» وردت في خطاب ألقاه رئيس الوزراء ايهود أولمرت في «كلية الدفاع الوطني» في القدس بمناسبة انتهاء حلقة دراسية حول التوقعات المرتقبة على الجبهة السورية، وبين معلومات استخبارية وردت إلى إسرائيل حول ما زعم بأنه تأجيل سوريا لخططها الحربية «الهجومية» حتى الخريف، وكان أولمرت قد قال في الخطاب المذكور «أعتقد أن هذا الصيف سيكون حتى نهايته أقل حرارة مما كنا نتوقعه»، وكانت كلية الدفاع الوطني قد اختتمت الثلاثاء حلقة دراسية حول التوقعات المرتبة من الجبهة السورية ومن جبهة المواجهة مع حزب الله، وشارك فيها وزير الدفاع ايهود باراك، ورئيس الأركان الجنرال غابي اشيكنازي وخريجون من قادة الفرق والأولوية في مختلف اذرع الجيش الإسرائيلي، الجوية والبرية والبحرية والاستخبارية، وجاءت هذه الدورة استجابة لتوجيهات لجان التحقيق بضرورة اخضاع قادة الفرق والألوية لدورات دراسية متقدمة في مجال القيادة والأركان في ضوء الدروس المستخلصة من الحرب الأخيرة مع حزب الله.

ونقل التقرير عن مصادر عسكرية قولها «إن آخر المعلومات الاستخبارية الواصلة إلى إسرائيل عبر واشنطن تشير إلى أن القادة السياسيين والعسكريين في سوريا أعادوا جدولة موعد انطلاقة الأعمال الحربية ضد إسرائيل في مرتفعات الجولان إلى النصف الثاني من نوفمبر، مرجئين خططهم الاصلية لمدة شهرين، لكن التقرير لم يقدم تفسيرا لهذا التأجيل»، وقال التقرير نقلا عن مصادره إن خططا سورية كانت مقررة للبدء بسلسلة من الهجمات عبر وحدات فدائية على القرى المدنية «الإسرائيلية» والقواعد العسكرية والطرق السريعة، بالاضافة إلى إطلاق النار من وراء الحدود على العربات العسكرية الإسرائيلية ومخافر الحراسة الحدودية المتقدمة.