حذر المدير العام السابق للخارجية الاسرائيلية آلون ليئل من خطر تردد إسرائيل في اتخاذ قرار نحو مفاوضات سلام مع سورية والتخبط ما بين الملف الفلسطيني والسوري.

وقال ليئل إن ثلاثة أشهر فترة كافية تستطيع إيران خلالها منح سورية الدعم المالي الذي تريده والترسانة العسكرية التي تسعى من خلالها الى تعزيز قدراتها العسكرية لمواجهة أي احتمال حرب. وبرأيه فإن عدم اتخاذ اسرائيل خطوة ايجابية تدعم المفاوضات مع سورية خلال هذه الفترة سيضع دمشق أمام وضع لن تكون لها فيه فرصة للتراجع مع إيران، بل ستكون ملزمة عدم فك الشراكة معها، ما سيدفع أكثر باتجاه تعقيد المفاوضات وربما الوصول الى الحرب.

واعتبر ليئل إن حال التوتر التي تعيشها المنطقة قد تؤدي الى حرب، مشيراً الى خطورة أبعاد الموقف الأميركي وعدم دفع عجلة المفاوضات. وأضاف أن تركيز رئيس الوزراء ايهود أولمرت والإدارة الأميركية على الملف الفلسطيني، والسعي الى مفاوضات سلام مع الرئيس محمود عباس سينعكسان سلباً على الملف السوري. وأضاف ان اسرائيل تدرك تماماً أنها لن تصل الى اتفاق سلام مع الرئيس محمود عباس طالما لا يمثل كل الشعب الفلسطيني و «حماس» تسيطر على غزة وتقيم لها فيها شبه دولة مستقلة. وتابع ان هذا الموقف تجاه الفلسطينيين يأتي على حساب الملف السوري، وهذا يزيد من حال التوتر ويدفع اكثر نحو الحرب.

وقال ليئل إن الأوروبيين يحاولون بذل جهود لدفع عملية السلام، خصوصاً النروج، وسيعملون في غضون فترة قصيرة على ارسال أشهر مخططي المناظر الطبيعية الى الجولان للبدء في هندسة الحديقة الدولية التي تسعى أطراف مختلفة الى اقامتها في هذه المنطقة المختلف عليها وجعلها منطقة خضراء تحت اشراف وإدارة أوروبيين.

وبرأي ليئل، فإن الاسراع في تنفيذ هذا المشروع وتفعيل الدور الأوروبي قد يساهمان في طرح بدائل من شأنها ان تدفع أكثر نحو المفاوضات قبل فوات الأوان.

وتتفق الأطراف في اسرائيل على ضرورة الانتظار فترة من الزمن حتى تتضح الصورة الحقيقية لوجهة سورية. وكما يتضح من الاجتماعات الداخلية، فإن تقديرات باراك واشكنازي متباينة في شأن خطر اندلاع الحرب مع سورية، غير انهما لا يخفيان قلقهما من خطر التوتر الذي يسود المنطقة.