إتهام «القاعدة» والحكومة تشكّل لجنة تحقيق وحملة أميركية جنوب بغداد يدعمها الطيران ...

تجاوز عدد الضحايا من الايزيديين الذين سقطوا في مجزرة قضاء سنجار اول من امس، الـ500 شخص، نصفهم قُتل على الفور وأصيب النصف الثاني بجروح بالغة، تم توزيعهم على 7 مستشفيات، ولا تزال أعداد كبيرة من المصابين تحت انقاض المنازل التي هُدمت على اصحابها. وذُكر ان اربعة انتحاريين، يُشتبه بانتمائهم الى تنظيم «القاعدة» فجروا انفسهم في اربع شاحنات مفخخة في ضاحيتي القحطانية والعدنانية مستهدفين ابناء الطائفة الايزيدية.

وندد البيت الأبيض والجامعة العربية والرئيس العراقي جلال طالباني بالهجمات وأمر رئيس الوزراء نوري المالكي بتشكيل لجنة تحقيق، فيما شددت أمية بايزيد، ابنة شقيق أمير الطائفة الايزيدية، على «حاجة عشرات العائلات من ضحايا العملية الارهابية الى الاغاثة لا بيانات الاستنكار»، وحملت الحكومة مسؤولية عدم اتخاذ الاجراءات الأمنية في سنجار التي تسكنها غالبية من ابناء الطائفة.

وتوقع قائمقام سنجار دخيل حسون، في اتصال مع «الحياة»، «ارتفاع حصيلة الضحايا لأن عدداً كبيراً منهم ما زالوا تحت الانقاض»، وتستخدم فرق الانقاذ وقوات الجيشين الاميركي والعراقي الآليات لانتشال المصابين ونقلهم.

وأوضح ان «هناك 40 جثة تحولت اشلاء لم يتم التعرف على أصحابها»، مشيراً الى تدمير 35 منزلاً بالكامل فيما دمرت عشرات المنازل المجاورة بصورة كبيرة.

وقال المتحدث العسكري الاميركي اللفتنانت كولونيل كريستوفر جارفر «ننظر الى تنظيم القاعدة على أنه المشتبه به الرئيسي».

واستنكر الرئيس العراقي المنشغل بتحضير القمة السياسية، الهجمات وقال: «نعرب عن ادانتنا واستنكارنا الشديدين لهذه الجريمة التي طاولت اخواننا من الايزيديين المسالمين». واضاف ان «هذه الجريمة النكراء حلقة أخرى في مسلسل حرب الإبادة التي يشنها الإرهاب التكفيري ضد جميع فئات الشعب العراقي من دون استثناء».

وأمر رئيس الوزراء بـ «تشكيل لجنة للتحقيق ميدانيا في ملابسات الحادث الاجرامي وتقدير حجم الاضرار وتعويض المتضررين وتلبية احتياجاتهم بأسرع وقت». ووصف المالكي الهجوم في بيان بأنه «دليل جديد على افلاس قوى التكفير والارهاب وفشلها في زرع الفتنة الطائفية والنيل من الوحدة الوطنية لابناء شعبنا».

ومع اعلان الجيش الاميركي، الذي بدأ امس حملة ثانية يشارك فيها سلاح الطيران وحوالي 4 آلاف جندي اميركي جنوب بغداد، مقتل 11 «ارهابيا» واعتقال اربعة في عمليات استهدفت تنظيم «القاعدة» في مناطق متفرقة في العراق، قُتل 7 من «القاعدة» وطفلة عراقية وأصيب 15 شخصاً خلال هجوم شنه مسلحو التنظيم على اهالي بلدة بهرز السنية (شمال شرقي بغداد).

وقال العميد في الجيش العراقي نجيب الصالحي ان سبعة من عناصر «القاعدة» قُتلوا، بالاضافة الى طفلة وأصيب 15 عراقياً خلال هجوم شنته عناصر «القاعدة» على بلدة بهرز بالاسلحة الخفيفة والهاونات فجر الاربعاء. واضاف ان «اهالي المنطقة صدوا الهجوم الذي استمر قرابة ساعتين». وقال الشيخ عدي البهرزاوي، قائد «كتائب ثورة العشرين» التي تقاتل «تنظيم دولة العراق الاسلامية» الى جانب القوات الحكومية في ديالى إن «الهجوم وقع فجر الأربعاء وتمكنّا من قتل سبعة من تنظيم القاعدة». واضاف: «نحن نخوض الآن معارك ضد القاعدة في عموم المحافظة لطردهم والخلاص منهم بالكامل لأنهم أخطر من قوات الاحتلال على العراق».

وتفاوتت آراء الكتل السياسية في شأن الاجتماع المزمع عقده بين القادة السياسيين العراقيين لـ «تدارك الأزمة الحكومية الراهنة والخروج بالحلول للمسائل الخلافية»، ومع رفض «القائمة العراقية»، برئاسة اياد علاوي، المشاركة في الاجتماع واعتباره «اجتماعاً لأمراء الطوائف المذهبية وليس اجتماعاً سياسياً»، عقدت أمس اجتماعات مكثفة لقادة الأحزاب الأربعة «الدعوة» و «المجلس الاسلامي الأعلى» والحزبين الكرديين لـ «وضع جدول اعمال الاجتماع المرتقب وتحديد الاطراف التي ستُدعى الى الاجتماع».

ومع انتهاء زيارة وفد امني عراقي، برئاسة مستشار الامن القومي موفق الربيعي الى عمان أسفرت عن اتفاق ثنائي على رفع مستوى التنسيق الأمني والاستخباراتي وتبادل المعلومات وتشكيل لجنة أمنية مشتركة بين البلدين على مستوى عال وفرض تأشيرة دخول مسبقة على دخول العراقيين الى الاراضي الاردنية سيصل وفد عراقي الى دمشق السبت المقبل للاعداد لزيارة المالكي الاثنين والثلثاء بعد اتفاق سوري - عراقي على اتخاذ «خطوات ملموسة» لتطبيق توصيات اجتماع خبراء الامن في دول «جوار العراق».

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)