لماذا لا يكون قائد الجيش اللبناني العماد ميشيل سليمان هو الرئيس اللبناني الجديد، خاصة أن هناك اجماعا عليه من قبل فريق الاكثرية والمعارضة على حد سواء اضافة الى القوى الدولية والاقليمية؟ ولماذا لا تبادر الاطراف اللبنانية المعنية بالاستحقاق الرئاسي الى اعلان العماد سليمان مرشحا توافق عليه لرئاسة لبنان القادمة؟ وهل يمكن التوافق على مرشح آخر غير قائد الجيش اللبناني؟

إن هناك عقدة لدى بعض الاطراف اللبنانية مما يسمونه «عسكرة» الحكم في لبنان باعتبار أن الرئيس الحالي لحود قد جاء من المؤسسة العسكرية، واذا ما اصبح العماد ميشيل سليمان رئيسا للجمهورية فإن هذا سيكرس سيطرة الجيش على الحياة السياسية. ولكن ما هو الجديد في هذا النهج إذا كان معظم الجنرالات والقادة العسكريين في العالم ينخرطون في العمل السياسي، عندما يتركون عملهم في المؤسسة العسكرية.وهناك مثال صارخ على ذلك، وهو اسرائيل فمعظم رؤساء الحكومات فيها أتوا من المؤسسة العسكرية، وكانوا جنرالات وبالتالي فإن الإدعاء بأن وصول العسكريين إلى سدة الحكم، يساهم في تدمير الديمقراطية، هو قول غير صحيح بدليل أن ما يجري في اسرائيل ودول اخرى في العالم يسقط هذه النظرية.

ومن المؤكد ان وصول قائد الجيش اللبناني الى سدة الرئاسة في لبنان، يشكل حلاً وسطاً بين السلطة والمعارضة. كما أن الولايات المتحدة التي تثني على دور الجيش اللبناني في التصدي لظاهرة الارهاب، عبر الاشتباك مع «فتح الاسلام» في نهر البارد والتي أرسلت مساعدات عسكرية طارئة الى الجيش اللبناني لزيادة قدرته على مواجهة الارهاب، يفترض فيها أن تقبل بالعماد سليمان كمرشح لرئاسة لبنان طالما أنها مرتاحة لدور الجيش اللبناني في هذه المرحلة.

ولا بد من التذكير أن تصريحات معظم أركان فريق الأكثرية قد أعطت الجيش اللبناني من المديح والثناء ما لم يحصل عليه أي جيش في العالم.

مصادر
الوطن (قطر)