خالد الاختيار

(أدعو جميع المواطنين, أفرادا وتجمعات, مؤسسات حكومية وأهلية, للمشاركة في هذه التظاهرة الهامة سواء بالتفاعل المباشر والحضور, أو من خلال تقديم المساهمات والأفكار ودعم المشاريع المشاركة).

بهذه الكلمات استهلت الدكتورة حنان قصاب حسن مؤتمرها الصحفي التي عقدته أمس لغرض اطلاق المرحلة الثانية للتحضير لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية, وكشفت الأمينة العامة للاحتفالية التي من المنتظر أن تشهدها العاصمة المأهولة الأقدم في العالم العام المقبل, عن أنه من المتوقع للنسخة النهائية من برنامج الأحداث والفعاليات أن تكون ناجزة منتصف شهر تشرين الثاني القادم, بعد أن يتم وضع اللمسات الأخيرة عليه, والانتهاء من بعض التفاصيل اللوجستية فيه.

وأوضحت قصاب حسن أن لجنة عليا مكونة مثقفين ووزراء في الحكومة كانت وضعت السنة الماضية تصورا مبدئيا للخطوط العامة لهذه الاحتفالية قبل صدور مرسوم رئاسي أوائل العام الحالي قضى بتشكيل هيئة خاصة تناط بها مهمة الاعداد لها, مضيفة أنها اليوم هنا لتعلن البدء بالعمل بالمرحلة الثانية من التحضيرات التي تلقى (دعما ومؤازرة كبيرين من كافة الجهات المعنية في الدولة) على حد تعبيرها, مقللة من أهمية التصريحات التي كانت صدرت في وقت سابق عن وزير الثقافة الحالي الدكتور رياض نعسان آغا و التي نقل فيها عن لسانه عدم معرفته بما يجري في كواليس التحضيرات للاحتفالية, مضيفة أن العمل مع المؤسسات الحكومية والأهلية بدأ يأخذ (شكلا واضحا), وأنّ (البدأ بالتنفيذ سيجري في مرحلة لاحقة).

واكدت قصاب حسن على وجود نية لدى المعنيين في تحسين البنية التحتية للعاصمة السورية والمواقع التاريخية العريقة فيها, دون ان يعني ذلك أن مهمة الاشراف على الاجراءات التنفيذية هي من اختصاص أمانة الاحتفالية بقدر ما ستكون من مسؤولية محافظة دمشق بشكل أساس.

وفيما أكدت على أن الأمانة العامة للاحتفالية لازالت مستمرة في تلقي عروض المشاريع لمن يرغب في تقديم مساهماته حتى منتصف أيلول المقبل قبل الانصراف والتفرغ لعملية التنفيذ, كشفت عن عزم الاحتفالية على تخصيص (منح انتاجية) تقدم للفنانين للشباب لمساعدتهم على وضع افكارهم وتصوراتهم الفنية موضع التنفيذ, وذلك في مجالات وحقول ابداعية عدة تشمل السينما والمسرح وافلام الرسوم المتحركة.

إضافة إلى تنظيم مسابقات لأفضل نص مسرحي وشعري, واعدة أنه سيتم الاعلان عن المعلومات التفصيلية حول هذه المنح و المسابقات في غضون الأيام المقبلة.

وقالت قصاب حسن التي لازالت تشغل حاليا منصب مديرالمعهد العالي للدراما و الفنون المسرحية في دمشق أن التوجه العام للمشرفين على هذه التظاهرة الثقافية الضخمة ينحو إلى التأكيد على أنها لن تكون (مجرد حدث عابر ينتهي بنهاية 2008), وإنما (نريد لهذه المشاريع أن يكون لها استمرارية, وأن تأخذ بعدا تنمويا, وترسخ تقاليد جديدة في العمل الثقافي), مشددة على دعم أمانة الاحتفالية للثقافة والمثقفين, وخاصة (الشباب منهم), ودعت المهتمين إلى متابعة كافة الفعاليات والأنشطة التي تتضمنها الاحتفالية عبر موقع خاص بها سيتم اطلاقه قريبا على شبكة الانترنت.

وردا على سؤال حول تنامي الشعور بوجود انتقائية من نوع ما في اختيار المشاريع المطروحة على هيئة الأمانة, قالت قصاب حسن أن المشاريع كانت تتدفق على الأمانة منذ اليوم الأول لتشكيلها, وأن(جميع المشاريع تمت دراستها بعناية بالغة), وذلك من حيث (معقولية كلفتها ومناسبتها للتوجه العام للاحتفالية), بيد أنها أقرت من جانب آخر أن الأمر كان قد تطلب بعض الوقت قبل أن (تتبلور صيغة العمل النهائي), إنما مع التشديد على أن ذلك (لا يعني بحال من الأحوال أن المشاركات قد خضعت لأي نوع من أنواع التمييز), منبهة إلى أنه (ثمة شروط و معايير دقيقة لمنح لوغو وشعار الاحتفالية أو اسمها لأي نشاط او مشروع).

وكشفت قصاب حسن من مقر الاحتفالية في منطقة المهاجرين بدمشق عن أن العمل والتحضيرات لهذه المناسبة يجري ضمن (خطة اعلامية مدروسة), خشية أن (نغرق الناس بسيل من المعلومات منذ بداية العام) الأمر الذي الذي قد يدفع الجمهور إلى التعامل مع الاحتفالية بشيء من الفتور إن لم يدفعهم لـ(الملل) بحسب تعبيرها.

مستطردة (لن ننتظر الناس كي يأتو إلينا بل سنسعى الى أن نذهب نحن إليهم, في أحيائهم و بيوتهم ومدارسهم وأماكن عملهم).

وردا على استيضاح لـ(سورية الغد) رفضت الدكتورة قصاب حسن الافصاح عن إجمالي مبلغ الميزانية المرصودة للاحتفالية من قبل الحكومة السورية -أقله في الوقت الراهن-؛ إلا أنها أملت في المقابل من أن تتمكن الأمانة العامة للاحتفالية من خلال الجهود الحثيثة التي تبذلها على هذا الصعيد من (إقناع أصحاب الفعاليات الاقتصادية بالاسهام الفعال في دعم هذه النشاطات), لتكون الأمانة بذلك قد حققت (البعد التنموي الهام لعملها).

جدير بالذكر أن جامعة الدول العربية اختارت دمشق عاصمة للثقافة العربية للعام 2008 خلفا لمدينة الجزائر العاصمة الحالية لهذا العام وقبل القدس التي تستعد لتكون العاصمة الثقافية للعالم العربي العام 2009

وكانت المجموعة العربية فى المنظمة الدولية للتربية و العلوم و الثقافة (اليونيسكو) قد أقرت منذ العام (1996) فكرة تقليد ثقافي يقضي باطلاق عاصمة للثقافة العربية, حيث تتالى على تنظيم هذه التظاهرة حتى الآن عدد لابأس به من المدن العربية كان منها القاهرة والشارقة وصنعاء وبيروت والرياض والكويت وتونس ودبي وعمان والرباط والخرطوم ومسقط والجزائر.

مصادر
سورية الغد (دمشق)