نشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" امس مقالاً لروني سوفير سأل فيه هل هزم ايهود اولمرت نصرالله؟ ورأى ان بقاء رئيس الحكومة الاسرائيلية في منصبه بعد مرور عام على حرب تموز، يشير الى أنه استطاع ان يتجاوز اخفاقات هذه الحرب. وكتب: "يوم الاربعاء الماضي مر عام على وقف اطلاق النار في حرب لبنان الثانية. يزعم اولمرت ان اسرائيل انتصرت رغم الاخفاقات. من جهة اخرى، ترى لجنة التحقيق في اخفاقات حرب لبنان انها كانت فشلاً كبيراً. ولهذه المسألة السياسية انعكاسات كثيرة داخلية، سواء على المدى المباشر بالنسبة الى بقاء الحكومة، او على المدى البعيد بالنسبة الى موقع اسرائيل في الشرق الأوسط والمجتمع الدولي. والجواب عن هذه المسألة معقد، ويختلف باختلاف الاشخاص.
يقسّم اللواء في الاحتياط غيورا ايلاند الذي تولى رئاسة مجلس الأمن القومي حتى قبل شهر ونصف شهر من اندلاع الحرب اجابته الى ثلاثة أجزاء. ويقول: "على الصعيد المباشر لنتائج الحرب، لا شك في اننا لم ننتصر، او وفقاً لما قالته لجنة فينوغراد انهزمنا. فنحن لم ننتصر على حزب الله، وتحملنا 33 يوماً من الصواريخ التي سقطت على جبهتنا الداخلية، مما عطل في صورة كاملة حياة سكان الشمال. ولكن عندما ننظر الى الحرب من وجهة نظر قرار مجلس الأمن 1701 نرى انجازات. فخلال العام الماضي لم يقدم "حزب الله" على اي عمل ضدنا، وذلك بالمقارنة مع الماضي. وهو ينتشر اليوم الى الشمال من نهر الليطاني، مما ادى الى انحسار خطره على سكان اسرائيل“. ويضيف ايلاند: "في المقابل ثمة مسألة على الصعيد الاستراتيجي لم تتضح بعد، وهي المتصلة بانعكاسات هذه الحرب على وضع "حزب الله" داخل لبنان نفسه. فاذا بعد عام او عامين يعود "حزب الله" الى ما كان عليه، اي القوة الأكثر تأثيراً ودفاعاً عن لبنان. حينئذ من الواضح جداً أننا خسرنا الحرب. ثمة مسألة أخرى استراتيجية ذات أهمية كبيرة. منذ اتفاقات السلام مع مصر والأردن وبعدها اتفاق أوسلو، فهم الأسد الأب والابن استحالة الانتصار على اسرائيل عسكرياً. بعد الحرب الأخيرة تغير رأي الابن الذي بات يعتقد ان اسرائيل خسرت قدرتها على الردع، وهذا يشكل الاخفاق الأبرز للحرب الأخيرة.
يسود شعور لدى الوزراء الذين تحدثنا معهم أنه رغم هزيمة اسرائيل في الحرب الأخيرة، ليس من الممكن مطالبة اولمرت بالتنحي. وزراء حزب "كاديما" وحزب المتقاعدين يدعمون اولمرت في صورة كاملة ، اما وزراء "حزب العمل"، وعلى رأسهم ايهود باراك فأكثر تحفظاً. والخلاصة التي يمكن الخروج بها ان رئيس الحكومة قد خسر في مواجهته لنصرالله، لكنه استطاع تخطي اخفاقات لبنان.
في هذه الأثناء، يحافظ اولمرت على موقف اللاحرب واللاسلم مع سوريا، ويقف موقفاً وسطياً من ابو مازن دون اي خريطة توجهنا. في المقابل، يتعلم اولمرت وعباس كما سبق ان تعلم الذين سبقوهما ان السلام مثل خط الأفق، كلما اقتربنا منه ابتعد عنا (...)".

مصادر
يديعوت أحرنوت (الدولة العبرية)