ما تزال «المفاجأة الكبرى» التي وعد بها الأمين العام لحزب الله الشيخ حسن نصرالله إسرائيل تتفاعل على الصعيدين اللبناني والإقليمي والدولي، خاصة وان هذه «المفاجأة» تعيد الصراع والمواجهة بين حزب الله وإسرائيل إلى سياق متفجر، وقد يقود إلى نوع من الصدام الاستراتيجي المباشر. وإذا كان الخبراء العسكريون والمحللون الاستراتيجيون، يركزون على البعد العسكري في مفاجأة نصرالله، في ضوء ما قاله من أن هذه الأخيرة، قد تغير أوضاع المنطقة عامة، في حال وقوعها، فإن هناك من يسأل فيما إذا الأمين العام لحزب الله، يمارس حربا نفسية من العيار الثقيل على الإسرائيليين، وهو أقر شخصيا بذلك، لكنه أكد أن هذه الحرب، لا تستند إلى الأكاذيب، بل على معطيات واقعية ووقائع ملموسة! وهذا معناه أن هذه «المفاجأة» لن تكون امتلاك حزب الله لقنبلة نووية، قد يقوم باستخدامها ضد إسرائيل، في حال شنت هجوما عسكريا جديدا على لبنان، كما يتصور البعض في لبنان والمنطقة، بل هي تعبير واضح عن معادلة توازن الرعب التي استطاع حزب الله أن يفرضها، عبر صموده الملحمي في حرب يوليو من العام الماضي. وهناك من يتمنى ويرغب أن تشن إسرائيل عدوانا جديدا على لبنان، ليتم الكشف عن مفاجأة نصر الله الكبرى، وتشير كل المعطيات والمؤشرات الى ان صراع الارادات، هو العنوان الأبرز للمرحلة القادمة، خاصة مع تزايد احتمالات توسيع دائرة هذا الصراع ليشمل سوريا وربما إيران. وفي السياق العام، لا بد من التقاط بعض الصور الإضافية، لأن استخدام أي سلاح، قد يغير من مسار الحرب ومصير المنطقة، من شأنه أن يطرح مسألة في غاية الأهمية والخطورة، وهي المتعلقة بطبيعة هذا السلاح الموجود لدى الحزب، وليس على مستوى دولة، وبالتالي فإن المؤكد ان هذا السلاح ليس من النوع التقليدي، بل هو من النوع الخفيف والفتاك، الذي يسهل نقله وتحريكه!! ويمكن القياس على غرار «المفاجآت» التي قدمها حزب الله، خلال حرب يوليو من العام الماضي، بدءا من اصطياد المدمرة أو البارجة الإسرائيلية «ساعرة»، مرورا بمجزرة الميركافا، وانتهاء بوصول صواريخ المقاومة الى الخضيرة، بالقرب من تل أبيب!! فهل تعني مفاجأة الشيخ نصرالله الكبرى ان حزب الله قد استعاد زمام المبادرة الاستراتيجية، من الناحية العسكرية وأصبح قادرا على اختراق العمق الإسرائيلي، والوصول الى ما هو أبعد من تل أبيب، وربما الى قلب صحراء النقب حيث مفاعل ديمونا.

مصادر
الوطن (قطر)