أعربت مصادر دبلوماسية عربية عن قلقها من التأزم الحاصل في العلاقات السورية ـ السعودية، خاصة في أعقاب صدور البيان السعودي أمس الأول، والذي انطوى على لهجة متشددة، الأمر الذي يفتح الباب أمام تطورات سلبية..وتوقعت هذه المصادر التي كانت تتحدث لـ الوطن ان تتحرك عدة أطراف عربية وإقليمية لتطويق هذه الأزمة غير المسبوقة في العلاقة بين الرياض ودمشق،، مشيرة إلى اهتمام قيام اليمن بجهود الوساطة.

وكشفت المصادر نفسها النقاب عن اتصالات جرت موخراً لترتيب لقاء بين وزيري الخارجية السوري وليد المعلم ونظيره السعودي الأمير سعود الفيصل، لافتة إلى أن البيان السعودي قد يكون أحبط محاولة تهدئة الموقف بين سوريا والسعودية.

وفي هذا السياق، أكدت مصادر سورية لـ الوطن حرص دمشق على إقامة أفضل العلاقات مع جميع الدول العربية، وتحديداً الرياض، لافتة إلى أن الجانب السوري، لا يرغـــــــب في أي تصــعيد سياسي أو إعلامي مع السعودية، وذلك بالرغم من ان البيان السعودي قد انطوى على مواقف وإشارات تبدو غريبة بعض الشيء عن المسار التقليدي للعلاقات بين دمشق والرياض.ونفت مصادر سورية مطلعة وجود أي تعارض أو خلاف في نظرة المسؤولين إلى مسألة العلاقات مع السعودية ، مؤكدة أن هناك حرصاً من قـــــــبل القيادة على تطوير وتمـــــتين علاقات سوريا مع جميع الدول العربية، خاصة السعودية ودول الخليج، ولفتت هذه المصادر إلى أن بعض الصحف والجهات السياسية والإعلامية العربية حاولت الايحاء بوجود خلاف أو تناقض في تصريحات المسؤولين السوريين، حيث كان وزير الخارجـــــية السوري وليد المعلم أكد في حديثه إلى قناة «العربية» أمس الأول أن العلاقة السورية - السعودية جيدة، ولا يوجد أي فـــــتور، في حين أن نائب الرئيس فاروق الشرع كان وصف هذه العلاقة بأنها تعاني من خلل، وهو حمل الجانب السعودي المسؤولية، موضحة ان تصريحات الشرع والمعلم تكمل بعضها بعضاً، وأكدت هذه المصادر لـ الوطن أن نائب الرئيس كان يجرى تقيمياً سياسياً للعلاقات السورية ـ السعودية، واهميتها بالنسبة لاحياء وتعزيز التضامن العربي، في حين أن تصريحات المعلم كانت تصب في نفس السياق، وهو اظهار مدى حرص دمشق على تصحيح الخلل في هذه العلاقة وبالتالي فإن الجانب السوري، يريد العمل على الوصول إلى صيغة جديدة لعلاقات دمشق مع كل الأطراف العربية بحيث تبقى هذه العلاقات قوية ومستقرة، وبعيدة عن تقلبات الأوضاع والظروف السياسية التي تشهدها المنطقة العربية.

واتهمت المصادر السورية الإدارة الأميركية بممارسة الضغوط على بعض الاطراف العربية، لإبقاء علاقاتها مع سوريا دون المستوى المطلوب، ومنها السعودية، موضحة ان هذه الاطراف نفسها اعترفت بوجود مثل هذه الضغوط، مما يؤكد التدخل الأميركي في شؤون المنطقة والعلاقات العربية ـ العربية ، قد وصل إلى حد الاستفزاز غير المقبول، وهناك توجه سوري للعمل على تصحيح أي خلل في أي علاقة عربية ـ عربية تمهيداً للوصول إلى قمة عربية ناجحة العام القادم.

مصادر
الوطن (قطر)