لماذا يحاولون في اميركا والغرب وبعض العواصم العربية التقليل من اهمية التحركات التي تقوم بها روسيا في الوقت الحاضر على المستوى الدولي والتي تسعى عبرها الى اظهار سياسة جديدة وتظهر التحدي للولايات المتحدة؟ وكيف يمكن قراءة حدث تحليق طائرات حربية روسية فوق الاراضي الاميركية «آلاسكا» وهو امر غاب تماما عن دائرة الضوء منذ انتهاء الحرب الباردة؟ ان من حق روسيا ان تحاول استعادة دورها الدولي والاقليمي، وان تسعى الى احياء تحالفاتها القديمة خاصة في الشرق الاوسط في ظل اصرار ادارة بوش على نشر الدرع الصاروخي في اوروبا والذي يشكل تهديدا مباشرا للامن القومي الروسي، وكما هو واضح فإن هذا التحرك الروسي يشكل فرصة ذهبية بالنسبة لعدد من البلدان في المنطقة والعالم ومنها سوريا وايران وهما يواجهان الكثير من التهديدات والضغوط الاميركية المباشرة وغير المباشرة وبالتالي فإن قيام تحالف روسي ـ سوري ـ ايراني في الشرق الاوسط من شأنه ان يغير الوضع الاقليمي وان يضع الولايات المتحدة وسياسة الاحلاف التي تقودها في مأزق حقيقي. وبالنسبة لسوريا فإن هذه المسألة تصبح حيوية جدا لان احياء الصداقة الاستراتيجية بين دمشق وموسكو، سيوفر لسوريا الغطاء اللازم لحمايتها من الضغط والتهديد الاميركيين، وسيجبر العديد من الاطراف الدولية على الاعتراف بدور دمشق وفتح باب الحوار معها. وقد استحوذ موضوع منح الاسطول البحري الروسي تسهيلات في الموانئ السورية على اهتمامات وسائل الاعلام في الدول الغربية، وراحت بعض الصحف والفضائيات العربية تردد ما يقوله الاعلام الغربي، الامر الذي أثار تساؤلات مشروعة حول أبعاد هذه الحملة واهدافها، في ضوء ان هناك قرارا اميركيا بالتحضير لشن عمل مشترك ضد ايران وسوريا على حد سواء! وتبدو القضية في غاية الوضوح، لكن الشيء الغامض، هو ان احدا لا يستطيع ان يفهم حقيقة الموقف الاميركي ـ على صعيد التسلح ا لعام ـ حيث ابرمت واشنطن مؤخرا عقود تسلح بقيمة 60 مليار دولار مع عدد من الدول العربية واسرائيل وبدا واضحا ان واشنطن تبحث عن عدو جديد في الشرق الاوسط لمحاربته.

مصادر
الوطن (قطر)