نقلت دولتان عربيتان، الأسبوع الماضي، تطمينات للحكومة الإسرائيلية بأن سوريا لا تنوي مهاجمة إسرائيل في الأشهر القادمة. وذكرت صحيفة هآرتس، الصادرة صباح اليوم، أن مسؤولين من «دولتين عربيتين صديقتين لإسرائيل» نقلوا تلك الرسالة بعد أن أجروا اتصالات في هذا الشأن مع مسؤولين سوريين.

وتقول الصحيفة إن المسؤولين العرب أبلغوا الإسرائيليين أن «النشاطات العسكرية السورية هي دفاعية وتعتبر انعكاسا للاستعدادات الدفاعية الإسرائيلية في هضبة الجولان، خشية اندلاع حرب». وتسعى الدول التي وصفته الصحيفة بـ «المعتدلة» إلى تخفيف حدة التوتر بين إسرائيل وسوريا نظرا لانعكاسات الحرب على المنطقة بأسرها. كما وتعمل تركيا أيضا على تخفيف حدة التوتر في المنطقة وتسعى إلى إعادة المسار التفاوضي بين إسرائيل وسوريا.

وذكرت الصحيفة أن المسؤولين الإسرائيليين أعربوا عن قلقهم من التقارير التي تحدثت في نهاية الأسبوع عن صفقة تزود روسيا بموجبها أنظمة دفاع جوي حديثة إلى سوريا. وأضافت الصحيفة أن دائرة صنع القرار الإسرائيلية تتابع بكثير من القلق التقارير المتعلقة بتسلح سوريا.

وقالت صحيفة روسية، الجمعة، إن موسكو بدأت بتسليم دمشق القسم الأول من صفقة أنظمة دفاع جوي متطورة، رافضة التكهنات حول احتمال وصول بعض هذه الأسلحة سرا إلى إيران. ويأتي ذلك بالتزامن مع توقيع إسرائيل والولايات المتحدة اتفاقا حول معونات عسكرية بقيمة 30 مليار دولار خلال العشر سنوات القادمة.

وأفادت الصحيفة أن الصفقة تشمل نظامَ مضادات جويٍة قصيرةَ المدى ضد الطائرات الحربية يدعى "بانتسير-أس وان آي". وأن العقد الرسمي بين موسكو ودمشق يشمل خمسين نظام "بانتسير" بقيمة حوالي تسعمائة مليون دولار.

وتخشى إسرائيل من وصول قدرات دفاعية جوية هامة إلى سوريا قد تشكل خطرا جديا لسلاح الطيران الإسرائيلي، وهو اليد الطويلة التي تعتمد عليها إسرائيل في حروبها. وتعتبر أن تلك الأسلحة تزيد من قوة سوريا في معادلة الصراع العربي الإسرائيلي. كما وتخشى من وصول تلك الأنظمة إلى أيادي مقاتلي حزب الله. كما وأعربت جهات غربية عن مخاوفها من وصول تلك الأنظمة إلى إيران عن طريق سوريا نظرا لاتفاقية التعاون الدفاعي المشترك البلدين.

من جهتهم، نفى مسؤولون روس كبار وبينهم نائب رئيس الوزراء سيرغي ايفانوف معلومات التقرير الصحفي الروسي، كذلك فعل مسؤول ضالع في سياسة تصدير الأسلحة الروسية الذي اعتبرها شائعات سخيفة. فيما نقل عن عضو لجنة السياسة الخارجية والدفاع الرسمية القول إن صفقة الأنظمة الجوية أمر غير ممكن، موضحاً أن احد الشروط في كل صفقة هو حظر نقل الأسلحة إلى دولة ثالثة.