يخشى ان تكون ازمة العلاقات السورية ـ السعودية، متصلة او مرتبطة بأجندة اميركية، اي ان تكون الرياض اقدمت على تأزيم علاقاتها مع دمشق بهذه الطريقة نتيجة ضغوط وتدخلات من قبل واشنطن خاصة ان ادارة بوش تسعى جاهدة ليس فقط الى تجريب العلاقة بين دمشق والرياض بل ولادخال مجمل العلاقات العربية ـ العربية في دائرة من الصراعات والازمات المتحركة وذلك خدمة لامن اسرائيل ومصالحها في المنطقة، وكما تظهر كل المعطيات فإن الجانب السعودي هو الذي يتحمل مسؤولية الازمة الراهنة لان الرياض رفضت العديد من المبادرات السورية لتحسين العلاقة الثنائية وتطويق كل الاشكالات والثغرات القائمة في جسم هذه العلاقة وتصحيح مسار الاتصال والتعاون بين البلدين. وقد كشف نائب الرئيس السوري فاروق الشرع عن بعض هذه المبادرات وكان ابرزها دعوة او سعي الرئيس بشار الاسد خلال القمة العربية الاخيرة في الرياض الى عقد لقاء ثلاثي سوري ـ سعودي ـ مصري وكيف ان الرياض رفضت وحالت دون عقد مثل هذا اللقاء وهذا في حد ذاته يطرح علامات استفهام مشروعة خاصة ان هناك تحولا دراماتيكيا في السياسة والمواقف السعودية، كان قد بدأ مع عدوان يوليو العام الماضي على لبنان، واذا ما صحت المعلومات التي تقول ان السعوديين قالوا للسوريين سلمونا قتلة رفيق الحريري ولكم بعد ذلك ما تشاؤون، فان هذا يسلط الضوء على جانب غير معلن حول الازمة الراهنة بين البلدين، ويشير بوضوح الى ان الرياض تتهم ضمنا دمشق بالمسؤولية عن اغتيال الحريري، في الوقت الذي لم يتمكن فيه التحقيق الدولي من حسم هذه القضية حتى الآن، كما انه من الضروري التوقف عند التحليلات التي تتحدث عن وجود تيارين يتصارعان داخل الاسرة السعودية الحاكمة: الاول «عروبي» ويقوده الملك عبدالله وبعض اعوانه ومريديه، والثاني اميركي ـ غربي، ويتزعمه الامير بندر بن سلطان ووزير الدفاع السعودي وآخرون، وان احتدام الصراع بين هذين التيارين، هو الذي اثار هذه الازمة غير المسبوقة في العلاقة السورية ـ السعودية، وربما طال امدها واستطال، في ضوء ان الرياض اصبحت جزءا من المشروع الاميركي ـ الصهيوني في المنطقة، وليست مجرد حليف لواشنطن!!

مصادر
الوطن (قطر)