وصلت العلاقات السورية ـ السعودية الى أسوأ درجاتها خلال السنتين الاخيرتين وذلك عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري وما تبعه في خطاب النصر الذي ألقاه الرئيس السوري بشار الأسد عقب النصر الميداني الذي حققه حزب الله في يوليو في العام ألفين وستة.

العلاقات السورية - السعودية ورغم الحذر السوري الدبلوماسي وحنكة الخارجية في دمشق وتعاملها الدقيق مع المملكة العربية السعودية الا ان الاخيرة لم تعد تقف على الحياد خصوصا في ظل التوتر الحاصل بين سوريا ولبنان والهجمات الاعلامية غير المبررة على القيادة السورية وماسببته من جرح غائر في صميم العلاقات بين البلدين الشقيقين، لكن الضغوطات السعودية المدعومة أميركيا وفرنسيا تعمق الهوة بين البلدين بحيث بات الصراع مكشوفا وعلنيا وبات التحدي السعودي لسوريا يظهر بصورة غير معقولة وغير مقبولة وفق الاملاءات الاميركية بالاتفاق مع السفير الاميركي في لبناني جيفري فيلتمان الذي يعطي التعليمات لأقطاب الرابع عشر من شباط في حملتهم المسعورة على بلد عربي شقيق كان بالأمس القريب الحبيب والشقيق والمنقذ للبنان في محنته التي امتدت منذ السبعينيات مرورا بالثمانينيات وصولا الى مطلع التسعينيات والتضحيات الجسام التي قدمتها سوريا دفاعا عن عروبة لبنان ووحدة أرضه وترابه الوطني.

الصلف السعودي والاستكبار غير المبرر من قبل السعوديين بحق سوريا جاء في وقت تشهد فيه المنطقة انفراجا دوليا مع سوريا بعد الحملة المبرمجة والضغوطات الدولية على دمشق لتركيعها من اجل غايات شخصية وحسابات ضيقة في وجه الهجمة الشرسة على عاصمة الامويين.

لسنا مدافعين عن زعيم وخبير الدبلوماسية السورية ونائب رئيس الجمهورية السورية فاروق الشرع وخطابه الاخير حينما أجاب بصراحة معهودة عن العلاقات السورية - السعودية والفتور الذي يعتريها، لكن القيادة في مملكة آل سعود لم تستوعب كلام السيد الشرع ومطالبة الأخير بإعادة المياه الى مجاريها بين البلدين الشقيقين لكن الماكينة الاعلامية السعودية وجوقة الطبل والزمر بين بيروت والرياض قد ذهبت تكيل الاتهامات الى سوريا عن باطل وبلا مبرر وكأن الغاية من ذلك هي التشويش على دمشق وإعادة خلق جو من الفتنة الغريبة بحق سوريا التي كسرت العزلة الظالمة وغير المبررة بعد حادثة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

مصادر
الوطن (قطر)