اكدت مصادر دبلوماسيه في انقره ان تركيا دخلت على الأجواء المشدودة بين إسرائيل وسوريا من باب الوساطة الرامية إلى تهدئة الأجواء والتخفيف من حدة التوتر بين الجانبين وفي حين تحدثت تقارير إعلامية اسرائيليه عن ممارسة تركيا لهذا الدور في إطار السعي إلى إطلاق العملية السياسية بين دمشق وتل أبيب، فإن رسائل الطمأنة الإسرائيلية لم تنقطع طوال الايام الماضيه عبر تصريحات قادة الاحتلال الذين يجددون في كل مناسبة نياتهم البريئة من كل عدوانية تجاه سوريا.

وذكرت صحيفة »هآرتس«، في عنوانها الرئيسي، الجمعه أن تركيا تبذل جهوداً لدفع كل من سوريا وإسرائيل إلى اتخاذ خطوات لبناء الثقة تجاه بعضهما البعض كمقدمة لاستئناف المفاوضات بينهما. وكتب مراسل الصحيفة للشؤون العربية، تسفي بارئيل، من أنقرة، أن المسؤولين الأتراك يرون في التصريحات الأخيرة لكل من رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، والرئيس السوري بشار الأسد، جزءاً من تلك الجهود التي تهدف إلى طمأنة الجمهور في سوريا واسرائيل تمهيداً لمواصلة العملية السياسية.

محاولة ترتيب لقاء

ونقل بارئيل عن هؤلاء المسؤولين قولهم إن تبادل الرسائل مستمر بين الطرفين، وإن »أنقرة ستسعى في المرحلة المقبلة إلى ترتيب لقاءات بين مسؤولين من البلدين من أجل التوصل إلى اتفاق بينهما«. وبحسب هؤلاء المسؤولين، فإن إنجاز اتفاق كهذا عملي وأكثر سهولة من اتفاق إسرائيلي ـــــ فلسطيني، ذلك أن شروط الأول معروفة مسبقاً، فيما الأخير يتطلب »توافقاً ثلاثي الطبقات: اتفاق إسرائيلي فلسطيني حول الحدود، وموافقة عربية على حل قضية اللاجئين وموافقة إسلامية تتعلق بالأماكن المقدسة«. وهنا تنطلق الصحيفة من أن حل قضية اللاجئين سيكون عبر التوطين. ورأى المسؤولون الأتراك، بحسب الصحيفة نفسها، أن مطالبة دمشق بالحصول على ضمانات في شأن انسحاب إسرائيلي من الجولان لا تختلف في الجوهر عن مطالبة الفلسطينيين بإقامة دولة في نهاية العملية السياسية.

طمأنة اسرائيلية مريبة

ومن الواضح ان جانبا رئيسيا من الجهد الدعائي والدبلوماسي الامريكي والاسرائيلي في هذه المرحله والذي يتركز على اقناع سوريا بان لا نية لاسرائيل بمهاجمتها ويخشى مراقبون ان يكون ذلك واحدا من السيناريوهات التي تهدف الى تضليل سوريا وخداعها لتكون الضربة الاسرائيليه مفاجئة وخاطفه تحقق اهدافها بدون كثير من الخسائر في الجانب الاسرائيلي

وقد تبرع رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي توم لانتوس، الاسبوع الماضي - في اطار هذا الجهد - ب طمأنة سوريا بان الشائعات التي يروجها أعداء الاستقرار في المنطقة حول هجوم اسرائيلي ليست صحيحة موضحا أن لا نوايا هجومية لاسرائيل تجاه سوريا. وقال إذا كانت هناك حاجة لزيارة أخرى أقوم بها إلى دمشق لهذا الغرض فسأتوجه إلى هناك وأشرح ذلك للأسد بشكل شخصي.

وتتناغم تصريحاته مع تصريحات مماثله ادلى بها رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت وفيها طمأن سوريا بان حكومته لا تنوي مهاجمة سوريا خلال الاشهر المقبلة.

وكرر أولمرت رسائله التهدوية تجاه دمشق، وقال خلال لقاء مع أعضاء في مجلس كديما الأربعاء الماضي »ليس لنا مصلحة في حرب مع السوريين، لكن أيضاً لا مصلحة لنا في الدخول إلى ضمانات عبثية مسبقة«. وإذ شدد على أنه لن يسمح لنفسه »بتفويت أي بصيص أمل مع السوريين«، لفت إلى أنه يعتقد بأنه »ستتولد الديناميكية التي ستغير الوضع في الشمال« من دون أن يوضح ما يعنيه.

ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة "جيروزاليم بوست" عن تقويمات إسرائيلية رسمية أن دمشق لا تعتقد أن تصريحات اولمرت هذه حقيقية.

وأفادت التقويمات، حسب الصحيفة، أن السوريين يعتقدون أن اولمرت سيشن هجوماً يهدف في جانب كبير منه تعويض الإخفاقات التي مُني بها الجيش الإسرائيلي في حرب تموز ولمواجهة التقرير النهائي المتوقع للجنة "فينوغراد" التي تحقق في هذه الإخفاقات، نهاية العام الجاري. وتشير التقويمات الى أن الرئيس السوري بشار الأسد يعتقد أن التصريحات العلنية لاولمرت تأتي في إطار "مؤامرة" تهدف لتهدئة السوريين ، وأن مناورات الجيش الإسرائيلي الأخيرة، وهي الأكبر من نوعها في مرتفعات الجولان منذ نحو 5 سنوات، عززت المخاوف السورية بنوايا اسرائيل العدوانبه

باراك : لا اتوقع حربا

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قد حضر الاربعاء الماضي مناورات عسكرية جديده في الجولان المحتل، في زيارة هي الثانية إلى المنطقة الشمالية خلال أقل من 48 ساعة، حيث كان قد زار وأولمرت مقر قيادة المنطقة الشمالية الثلاثاء. وكرر باراك، في زيارته، معزوفة الطمأنة الإسرائيلية لدمشق، فأوضح أنه لا يتوقع حرباً مع سوريا، مشيراً إلى أن كلاً من الدولتين لا تريدان الحرب »لذلك لا يجب أن تحصل حرب«.

وحاول باراك التقليل من دلالات التدريبات المكثفة التي يجريها جيشه في الجولان، قائلاً إن »مناطق التدريب في إسرائيل هي في الجولان والنقب، ونحن لم نتدرب على مدى خمس سنوات بما فيه الكفاية، وسنواصل تدريب الجيش حتى يكون جاهزاً لأي اختبار«.

وكان اولمرت يرافقه باراك قد قاما معا بجولة ميدانيه شملت مواقع عسكرية اسرائيليه في الجبهة مع سوريا ولبنان

وقال المراسل العسكري في القناة الإسرائيلية الثانية "روني دانيل" ان مكتب أولمرت طلب من الصحافيين التعتيم علي زيارته هو ووزير الحرب باراك للحدود الشمالية لفلسطينيين المحتلة كي لا يفسر الأمر لدي السورين بان الزيارة هي في إطار الوقوف عن كثب من قبل أولمرت وباراك حول التدريبات العسكرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي بالقرب من الحدود مع سوريا ولبنان.

وذكر المراسل دانيل في مقابلة مع إذاعة الجيش الاسرائيلي بان الجيش السوري يستخدم حوالي 40 جرافة تقوم ببناء مواقع عسكرية وأكوام ترابية محصنة، وكذلك يقوم الجيش الإسرائيلي بتحصين مواقعه.

كما ذكر المراسل العسكري لإذاعة الجيش "يوني شنفل" بأنه سمع من الضباط الإسرائيليين بان الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية علي الحدود الشمالية تدلل وكأن الأمر قبيل نشوب حرب فالاستعدادات أصبحت في حالة تأهب قصوى

وخلال زيارة لكتيبة مدرعات في هضبة الجولان شدد باراك على ضرورة استمرار تدريب الجيش الإسرائيلي حتى يكون جاهزا لأي اختبار،

وعلق على ذلك الوزير السابق دان مريدور بالقول" في حال حصول الحرب يجب أن يكون الحسم واضحا فإنهاء حرب دون حسم كما حل في الحرب التعيسة قبل عام يعد أمرا خطيرا جدا لذا علينا الاستعداد للحرب التي قد تندلع". نائب وزير الحرب متان فيلنائي قال لا اعتقد أن لسوريا وإسرائيل مصلحة في الحرب، وان التوتر بين الطرفين امر طبيعي لكنه عبثي بحسب فيلنائي

الشرع : يجب ان نكون مستعدين

وفيما واصلت وسائل الاعلام الاسرائيلية حديثها عن تعزيز سوريا قدراتها العسكرية اكد نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ان سوريا لا تريد الحرب مع إسرائيل، واتهم بالمقابل الدولة العبرية بأنها هي التي تبحث عن أي ذريعة لشن حرب على سوريا.

وقال الشرع في مؤتمر صحافي سوريا لا تريد الحرب وإسرائيل تعرف ذلك، وسوريا تستعد لأنها عرفت ولمست أن إسرائيل تريد أي ذريعة من اجل شن الحرب، مضيفا يجب ان نكون على استعداد لرد أي عدوان إسرائيلي

وتابع المسؤول السوري قالت سوريا منذ سنوات عدة إن السلام خيار استراتيجي، إلا أن هناك خيارات أخرى لم تلغها القيادة السورية.

وأضاف الشرع أن الشارع السوري لا يريد الحرب ولكنه لا يقبل الاستسلام ولا يقبل الاستكانة ويريد أي مفاوضات تعيد له الأرض كاملة حتى حدود الرابع من يونيو/ حزيران .1967

ونقلت اذاعة الجيش الصهيوني الاسبوع الماضي معلومات من اجهزة الاستخبارات العسكرية مفادها ان سوريا تقتني اسلحة حديثة منها رؤوس كيميائية لصواريخ ارض-ارض..

وقالت صحيفة ها آرتس، إن أوساطا استخباراتية في إسرائيل تجد صعوبة في تقدير نوايا الرئيس السوري بشار الأسد، ورغم أن التقدير الأساسي يتمثل في أن شن هجوم على إسرائيل لن يخدم المصلحة السورية، فإن في جهاز الأمن من لا يستبعدون إمكان أن يؤدي استمرار التوتر بين الطرفين إلى حرب.

وأضافت ها آرتس بالقول إن المداولات التي عقدت في إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة في إطار تعتيم إعلامي كبير بحثت تقديرات استخباراتية وكذلك سلسلة مسائل حساسة تتعلق باستعدادات الجبهة الداخلية بما فيها إمكانية توزيع كمامات على السكان ومعالجة المواد الخطيرة في خليج حيفا.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن وزير الدفاع إيهود باراك ورئيس الأركان جابي اشكنازي أطلقا في محافل مغلقة تقديرات متباينة بالنسبة لمدى الخطر في أن تندلع حرب مع سوريا في الفترة القريبة القادمة ويبدو أن الرجلين يجدان صعوبة في بلورة رأي متماسك في هذا الشأن.

أضخم مناورات إسرائيلية أميركية تركية

في ظل رسائل الطمأنة التي تقول إسرائيل أنها ترسلها إلى دمشق، يشهد البحر الأبيض المتوسط هذا الايام ما وصفته مصادر إسرائيليه بـ "إحدى أضخم المناورات البحرية والجوية المشتركة في المنطقة بين إسرائيل وتركيا والولايات المتحدة الأميركية"،

وفيما تتزامن هذه المناورات التي تختتم يوم الجمعه القادم مع ارتفاع حدة التوتر بين تل أبيب ودمشق، والحديث عن رسائل إسرائيلية عديدة إلى واشنطن بشأن "خطر اتساع رقعة التدخل الروسي في المنطقة لقلب قواعد اللعبة"، أكد خبير عسكري إسرائيلي، رفض نشر اسمه، لصحيفة يديعوت أحرونوت أن "هذه المناورات تكتسب أهمية كبرى نظراً لتغير ميزان القوى في المنطقة بعد تطوير سوريا ترسانتها من الصواريخ ذاتية الدفع وشبكة الدفاع الجوي"،

ولفت الخبير العسكري إلى أن "زيادة وتيرة التسلح لدى سوريا المدعومة من إيران وروسيا فضلا عن احتمال قطع بحرية روسية في البحر المتوسط سيضعف من التفوق العسكري الإسرائيلي التقليدي في المنطقة ويغير قواعد اللعبة"، ونقلت الصحيفة عن الخبير قوله "بشكل عام فإن أي عملية عسكرية ممكنة من قبل إسرائيل ضد سوريا في المستقبل يجب أن تأخذ بعين الاعتبار التواجد الروسي، والذي لن يكون محايداً بالضرورة، ومن الجائز جدا الافتراض أن روسيا ستتخذ موقفاً، سياسياً على الأقل، في مواجهة كهذه.

من جانبه أوضح ناطق عسكري إسرائيلي، لم ينشر اسمه إن "هذه المناورات ، ستتركز على تدريبات لعمليات إنقاذ في البحر وتنسيق القيادات العسكرية للدول الثلاث"، وبحسب المصدر "ستشارك في هذه المناورات 10 سفن حربية وأربع مروحيات وأربع طائرات استطلاع وللإنقاذ في البحر، من الدول الثلاث".

المعارضون الاسرائيليون للحرب يحذرون

ويقول المعارضون الاسرائيليون للحرب مع سوريا، أن شن الحرب ضد سوريا ليس مجرد لعبة أو مناورة بسيطة يتم تخطيطها بواسطة جنرالات هيئة الأركان، وتكليف الجيش بتنفيذها وذلك لأن كل المعطيات والوقائع تقول بأن سوريا قادرة على ردع أي هجوم عسكري إسرائيلي دون إرسال جندي سوري واحد للجولان، واشاروا الى ما نشرته وكالات وأجهزة الإعلام الإسرائيلية والغربية عن قدرات بطاريات الصواريخ السورية، ويقولون ايضاً بأن شن الهجوم ضد سوريا سوف تكون له المزيد من الانعكاسات السلبية، خاصة وأنه سوف يؤدي بالضرورة إلى توسيع ساحة المواجهة ضد إسرائيل، وذلك لأنه لا حزب الله ولا حركة حماس سوف تقفان على الحياد إذا تم شن الحرب ضد سوريا..

وبالتالي سوف تجد إسرائيل نفسها في مواجهة حرب تمتد على ثلاث جبهات، ولن تقف الأضرار عند حدود خط المواجهة بل سوف تصل الضربات هذه المرة إلى عمق إسرائيل وقلبها الحيوي، كذلك سوف تؤدي المواجهة مع سوريا إلى فتح جبهة رابعة في الضفة الغربية، وسوف تكون الأكثر خطورة على أمن إسرائيل بسبب قدرة العناصر المسلحة الموجودة في الضفة الغربية الوصول ضمن فترة وجيزة إلى أي مكان في العمق الإسرائيلي، كذلك محمود عباس وحركة فتح سوف لن يستطيعا القيام بأي شيء لحماية إسرائيل، وربما يتعرضان ان حاولا القيام بشيء لدعم إسرائيل أو حتى وقفا موقف الحياد إلى التصفية النهائية، وبالتالي تنهار كل جهود عملية سلام الشرق الأوسط السابقة، وتصبح إسرائيل في مواجهة موقف سياسي شديد الخطورة، ، وإضافة إلى كل ذلك سوف تتضرر الجهود الأمريكية الإسرائيلية المتعلقة باستهداف سوريا وإيران عن طريق الأمم المتحدة، وسوف تزداد عزلة أمريكا وإسرائيل في الشرق الأوسط، بما في ذلك دولاً مثل تركيا وبلدان الشرق الأدنى الإسلامية..

اشارات متضاربة عن احتمالات الحرب

ويضيف هؤلاء ان طاقة العنف التي سوف تتولد في الشرق الأوسط ضد إسرائيل وأمريكا من جراء شن الحرب ضد سوريا سوف تؤدي إلى القضاء نهائياً على حكومة السنيورة، وقوى 14 آذار المتحالفين مع أمريكا وإسرائيل، وسوف تدفع حزب العدالة والتنمية التركي إلى المزيد من التعديلات في التوجهات السياسية التركية، وإلى تقوية موقف إيران في الشرق الأوسط، وإلى خسارة إسرائيل

سوريا تعزز قدراتها القتاليه

ونشرت صحيفة يديعوت احرونوت الواسعة الانتشار الخميس الماضي تقريراً مفصلاً عن ما اعتبرته استعدادات سورية للحرب، ونقلت عن ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي قوله إن سوريا تزودت شبكة مضادات للطائرات هي الأكبر والأكثر كثافة على مستوى العالم، حيث أشار أحد التقديرات في التقرير الى امتلاك دمشق لنحو 200 بطارية مضادة للطائرات من أنواع مختلفة.

وأفادت التقديرات أن السوريين اشتروا من الروس صواريخ أرض ـ جو، هي الأكثر تطوراً من نوعها، حيث يدور الحديث عن الابتكارات الأخيرة في مجال تكنولوجيا إسقاط الطائرات، مشيرة الى أن سوريا تسلمت بعض هذه الصواريخ من خطوط الإنتاج حتى قبل أن تدخل الخدمة العملانية في روسيا أو في أي مكان آخر.

وقال الضابط الإسرائيلي لـ"يديعوت احرونوت" إن سباق السوريين لشراء السلاح ضد الطائرات هو أحد المؤشرات البارزة للاستعداد السوري لمواجهة حرب محتملة مع إسرائيل، مشيراً إلى أن سوريا درست جيداً أداء سلاح الجو الإسرائيلي في حرب تموز يوليو، وأنها تقوم باستثمار مبالغ طائلة في هذه المنظومات المتطورة، ولا سيما للدفاع عن المواقع الاستراتيجية. وأكد أن دمشق بذلت أيضاً جهوداً خلال السنوات القليلة الماضية لتحسين قدراتها العسكرية في مجالات أنظمة صواريخ أرض ـ أرض.

وذكرت الصحيفة أن معهد "بحوث الأمن الوطني" سينشر خلال أيام مذكرة تحت عنوان "تعاظم الجيش السوري"، وأن الباحث الإسرائيلي يفتاح شبير أكد، في الفصل الذي يُعنى بالدفاع الجوي، أن صفقات مضادات الطائرات بين سوريا وروسيا تتضمن شراء منظومات صواريخ "ستريلتس" س أي 24.

وتتحدث تقارير عن منظومة أخرى هي عبارة عن سيارة خفيفة مدرعة تحمل 4 صواريخ من نوع "ايغلا اس"، وهي صواريخ تحمل على الكتف وتعتبر الأكثر تطوراً في السوق العسكرية حالياً.

وتشير الصحيفة الى أن دمشق اشترت أيضاً بين 36 و50 منظومة "بنتسير أس 1 أس أي 22، التي تدمج الصواريخ والمدافع واستكملت مراحل تطويرها أخيراً. والمنظومة عبارة عن مركبة ذات قدرة عالية على المناورة تحمل منصة لإطلاق 12 صاروخاً برأس متفجر يزن 16 كيلوغراماً، يصل مدى كل واحد منها الى 65 كيلومتراً.

وتؤكد المذكرة أن السوريين يريدون أن يشتروا من الروس أيضاً منظومات دفاع جوي بعيدة المدى من طراز "أس 300، ومنظومات دفاع جوي متحركة لمدى متوسط من طراز "أس أي 11 و"أس أي 17.

والـ"أس 300 من بين المنظومات المتطورة التي يستخدمها الجيش السوري، وهي قادرة على إصابة طائرات بدقة شديدة ضمن مدى يبلغ بضع عشرات من الكيلومترات، بفضل شبكة رادار متطورة.

وقال المصدر العسكري لـ"يديعوت احرونوت" إن لدى الجيش السوري اليوم منظومات دفاع جوي متطورة لإسقاط الصواريخ، سواء على مسافات بعيدة أو على مسافات قصيرة.

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي معلومات من أجهزة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية مفادها أن سوريا تقتني أسلحة حديثة، منها رؤوس كيميائية لصواريخ أرض ـ أرض.

وذكرت الاذاعة أنه على الرغم من أن تلك المعلومات "واضحة جداً"، يرفض وزير الدفاع توزيع الأقنعة الواقية على السكان، خشية أن يؤدي ذلك الى تصعيد عند الحدود الشمالية وربما اندلاع حرب.

وتجيء هذه الحملة الدعائيه عن التسلح السوري في وقت نشر فيه مركز دراسات القوة والمصلحة الأمريكي، على موقعة الالكتروني تحليلاً جاء في مقدمته أنه خلال الاسابيع الماضيه كانت هناك إشارات متضاربة حول احتمال الحرب بين سورية وإسرائيل. وقد تضمنت هذه الإشارات عمليات التعبئة والحشد العسكري على الحدود، والتهديدات المبطنة حول الصراع الوشيك والمزاعم بواسطة المحللين حول مخاطرة حرب الخريف بين البلدين. ولاحظ التحليل ان هذه اللهجة ترافقت مع إعلانات رغبة البلدين باستئناف المفاوضات من أجل التوصل إلى سلام مستقر ودائم.

مسلطا الاضواء بكثافه على عدة نقاط ابرزها أهمية مرتفعات الجولان ووجهة النظر السورية، التي كررت اكثر من مره رغبها في التفاوض مع إسرائيل دون أي شروط مسبقة، وفي الوقت نفسه حذرت من أن عدم استجابة إسرائيل بالإيجاب على هذه المقترحات، فإن سورية قد تلجأ إلى الحرب من أجل تحقيق أهدافها والحفاظ على مصالحها ويضيف التقرير بأن التحركات والاستعدادات السورية هدفت إلى الضغط على إسرائيل، ولم تكن تهدف إلى شن العدوان ضدها. كذلك كانت التحركات والاستعدادات السورية تهدف إلى تحقيق الجاهزية لمواجهة أي عدوان إسرائيلي متزامن مع العدوان الأمريكي الوشيك ضد إيران.

وان الهدف الرئيسي للسوريين هو الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجولان، باعتباره أساساً جوهرياً للسلام بين سورية وإسرائيل.

استعادة الجولان هدف مرتبط بكرامة سوريا

ومن المعروف ان أهمية الجولان بالنسبة لسورية تعتبر أمراً تمليه المسببات التاريخية المذهبية المرتبطة بالشعور الوطني والقومي السورية، إضافة إلى الأهمية والمزايا الاستراتيجية. فاستعادة الجولان تعتبر ورقة هامة لقوة الدولة السورية، وحرق كل أوراق خصوم سورية، إضافة إلى أن تحقيق السلام يمكن أن يجعل سورية تتلقى الاستثمارات الاقتصادية من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وتظهر هذه العوامل المنافع والمزايا، التي يمكن أن تحصل عليها دمشق، على النحو الذي يعزز قوتها الاقتصادية وقدرتها على إعادة توزيع الدخل والثروة وتقليل التوترات الخارجية.

ويشير التحليل الى انه من وجهة النظر الاستراتيجية، فان مرتفعات الجولان تمثل عنصراً أساسياً لسورية، وذلك لجهة الأمن المائي، خاصة وأن المياه تمثل عاملاً هاماً من عوامل المصلحة في منطقة الشرق الأوسط.

فأهمية المياه بالنسبة لسورية تكمن حالياً في عدم الوضوح النهائي حتى الآن لتأثيرات مشروع جنوب شرق الأناضول التركي بالنسبة لسورية، والطريقة الاستراتيجية والدبلوماسية التي ستقوم أنقرا فيها باستخدام تأثيرات هذا المشروع مع سورية، خاصة وأن منابع نهري دجلة والفرات تتكون من المصادر المائية الموجودة في جنوب تركيا.

ويشير التقرير ان مطالبة سورية بتجديد الحوار مع اسرائيل تم النظر إليها باعتبارها فرصة في إسرائيل، وبرغم ذلك، فإن الافتقار للثقة بين البلدين والرسائل المتعاكسة خلال الأشهر الماضية كانت عقبة في وجه الشروع الفوري في المفاوضات. وعلى الأرجح أن بعض القنوات السرية قد نشطت بين الطرفين، ولكن على ما يبدو فإنها كانت فقط مجرد المراحل الأولية.

الجولان فقدت اهميتها الاستراتيجيه لاسرئيل

ويقول التقرير ان الدلالة والمغزى الاستراتيجي لمرتفعات الجولان بالنسبة لإسرائيل تغيرت وتبدلت خلال الحقب القليلة الماضية، برغم أن المنطقة ماتزال هامة بالنسبة لعدد كبير من الإسرائيليين. فتاريخياً اعتبرت السيطرة على مرتفعات الجولان أمراً هاماً بالنسبة لأغراض الدفاع، وذلك باعتبار أن مرتفعات الجولان تمثل وسيلة هامة لتقوية وتعزيز قوة العمق الاستراتيجي الهش، وأيضاً لأسباب تتعلق بحاجة إسرائيل الحرجة الى المياه.

ولكن، أهمية هذين الجانبين، بدأت على ما يبدو تضعف، ومن وجهة النظر العسكرية، ذلك ان تطور تكنولوجيا الصواريخ البالستية قد فرض نوعاً مختلفاً من التهديد في مواجهة إسرائيل، والقدرات الصاروخية السورية أصبحت تشكل خطراً داهماً بالنسبة لأمن إسرائيل، وذلك على النحو الذي جعل مرتفعات الجولان تفقد أهميتها الاستراتيجية بالنسبة لإسرائيل. إضافة إلى أن التهديدات التي أصبحت تتعرض لها إسرائيل أصبحت تأتي ليس من دول الجوار، وإنما من دول الطوق الثاني مثل إيران التي أصبحت تملك القدرات الصاروخية القادرة على ضرب العمق الإسرائيلي.

عوامل البحث عن اتفاق

توجد العديد من العوامل التي مازالت تدفع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت سعياً وراء البحث عن اتفاق مع سورية، وفي الوقت نفسه هناك عوامل أخرى تدفع باتجاه البعد والنأي عن هذا الاتفاق. وأبرز هذه العوامل كما يورده التقرير الضعف المستمر لحكومة اولمرت، على النحو الذي يؤكد عدم قدرتها على القيام بإرجاع مرتفعات الجولان إلى سورية. بالاضافة الى مخاوف حكومة اولمرت من احتمال نشوء ردود الفعل السلبية بواسطة الرأي العام الإسرائيلي، على النحو الذي يعمق ضعف استقرار الحكومة.

فهناك جزء كبير من الرأي العام الإسرائيلي مايزال ينظر إلى مرتفعات الجولان باعتبارها حصناً دفاعياً هاماً.

ومن هذه العوامل ايضا الاستقطاب الحاد في العالم العربي وتزايد قوة الجماعات الإسلامية الأصولية في المنطقة تدفع إسرائيل إلى طرح المزيد من الأسئلة حول المستقبل، وذلك لأن هذه الجماعات إذا استطاعت السيطرة على منطقة الشرق الأوسط المتاخمة لإسرائيل، فإن كل الاتفاقيات التي وقعتها أو سوف توقعها إسرائيل سوف تكون بلا جدوى، وبالتالي سوف تكون إسرائيل في موقف أكثر ضعفاً في مواجهة الجماعات الإسلامية المتطرفة.

وليست مرتفعات الجولان مصدر الاهتمام الرئيسي بالنسبة لإسرائيل فيما يتعلق بالتفاوض مع سورية.. فالدور الإقليمي المزايد لدمشق، وبالذات في لبنان والأراضي الفلسطينية وتحالفها مع طهران، تمثل جميعهاً مثاراً لاهتمام إسرائيل، وقد طالبت إسرائيل سورية بإنهاء دعمها لحزب الله وحماس، وإضعاف روابطها مع إيران قبل بدء الحوارات والمحادثات، و رفضت سورية هذه المطالب، وأكدت على التزامها ببدء المفاوضات بناء على مؤتمر مدريد دون أي شروط مسبقة من الجانبين.

صفقة السلام والعرقله الاقليميه

وعلى ما يبدو فإن سورية إن لم تجد إمكانية التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، فسوف تواصل سياساتها الحالية، وسوف تدعم حزب الله من أجل الضغط على إسرائيل عبر حدودها الشمالية وأيضاً سوف تواصل دعمها لفلسطين.وتوثق علاقاتها مع ايران

ويرى التقرير إن ابرام صفقة سلام بين سورية وإسرائيل سوف يكون لها الكثير من التأثيرات الفورية على توازن القوى الإقليمي. وهذه التسوية سوف تحدث تحت إشراف الولايات المتحدة، التي سوف تظل لاعباً أسياسياً في المنطقة، وبالتالي إذا حققت سورية السلام مع إسرائيل، فإن سورية سوف تدخل في الهيكل الأمني الإقليمي، وهو أمر كما يرى كاتب التحليل- بأنه سوف يكون حسماً من رصيد عدد من دول المنطقة العربيه .

ويقول التحليل بأن هذه البلدان سوف تعمل من أجل عرقلة وتخريب أي محاولة لإقامة اتفاقية سلام بين سورية وإسرائيل، وذلك خوفاً من تصاعد قوة سورية القومية العربية.

مصادر
اللواء (لبنان)