أعربت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها عن اعتقادها بضرورة توصل الاسرائيليين والفلسطينيين الى وثيقة مبادئ مشتركة يمكن أن تشكل اطاراً للحل الدائم في المؤتمر الذي دعت اليه الادارة الأميركية في الخريف المقبل. وكتبت: "كلما اقترب الموعد المنتظر للمؤتمر الاقليمي الذي دعا اليه الرئيس الأميركي، تزداد الاشارات التي تدل على رغبة القيادة السياسية العليا في اسرائيل في نجاح المبادرة. النقاشات التحضيرية التي جرت في القدس الى جانب الاجتماعات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس حكومته سلام فياض تدل على أن ايهود اولمرت ونائبه حاييم رامون ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني كلهم يدركون ان نجاح المؤتمر رهن بالقدرة على التوصل الى وثيقة مبادئ مشتركة بين اسرائيل والفلسطينيين. لذا هم مستعدون للبحث في المشكلات الحساسة المتصلة بالاتفاق الدائم، سبق ان منع مؤسس حزب "كاديما" أرييل شارون التطرق اليها.
لقد أدت اخفاقات حرب لبنان الثانية وقيام حكومة "حماس" وبعدها حكومة الوحدة الوطنية الى استبعاد خطة الانسحاب الاحادي من الضفة التي كانت تحظى بدعم حزب "كاديما". ويبدو ان مقرري السياسة أدركوا ان انفصال "فتح" عن "حماس" والخوف من وقوع الضفة بين يدي "حماس" يعرض اسرائيل لاخطار عدة. فالوضع الجديد للمناطق والمبادرة العربية لا يسمحان للقيادة بتضييع الفرصة، ويفرضان عليها تبني مبادرة تؤدي الى بلورة تفاهمات تساعد على قيام دولة فلسطينية وتحل مشكلة القدس وقضية اللاجئين خارج اسرائيل.
الخبر الذي نشرته بالأمس صحيفة "هآرتس"، والمتعلق باقتراح قدمته القدس لتأمين معبر آمن بين الضفة وقطاع غزة يشمل تبادل مناطق يشير الى توجه صحيح ومتوازن. ان مثل هذه الاقتراحات يخدم المصلحة الاسرائيلية في ضم كتلة المستوطنات المتاخمة للخط الأخضر وتقوي من وضع القوى البراغماتية في الضفة والقطاع. ولقد سبق ان بحثت هذه الحلول في اطار المفاوضات التي جرت بين حكومة ايهود باراك والفلسطينيين، وكذلك في لقاءات شبه رسمية مثل مبادرة جنيف بقيادة يوسي بيلين وياسر عبد ربه.
وحتى لو لم يلتزم الاسرائيليون رسمياً بخطة بيل كلينتون من العام 2000، فان في استطاعتهم الاستعانة بها لردم الخلافات المتعلقة بموضوع الحل الدائم. من المفيد استغلال الوقت القصير المتبقي لعقد المؤتمر من اجل التنسيق بين الصيغ المختلفة بما يتلاءم مع الشروط الجديدة التي نشأت في المناطق. ومن المفيد لرئيس الحكومة تعيين ادارة للسلام في أقرب وقت ممكن، تتشكل من هيئة مقلصة من الخبراء الذين لهم خبرة سابقة في التفاوض مع الفلسطينيين.
ان التوصل الى تفاهم اسرائيلي - فلسطيني حول الاتفاق الدائم سيساعد على توسيع اطار المؤتمر، بحيث تنضمّ اليه دولة اساسية في المنطقة مثل السعودية ودول عربية أخرى تمنح وثيقة المبادئ قوة أكبر. ينبغي على زعماء "كاديما" الا يخافوا الانتقادات. فلديهم تفويض من الجمهور وغالبية برلمانية لتحقيق تعهداتهم بانهاء الاحتلال وضمان بقاء اسرائيل دولة يهودية وديموقراطية

مصادر
هآرتس (الدولة العبرية)