في تصعيد للاعتداءات الاسرائيلية ومحاولات الفلسطينيين الرد عليها قتلت قوات الاحتلال الاسرائيلي ثمانية فلسطينيين خلال الساعات الـ24 الأخيرة، من بينهم خمسة مقاومين، ثلاثة منهم من الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الاسلامي» التي توعدت بالرد بهجمات في عمق الدولة العبرية.

وفي عملية جريئة هي الاولى من نوعها منذ نحو ثلاثة اشهر تمكن ثلاثة مقاومين فلسطينيين امس من تسلق السور الالكتروني المحيط بقطاع غزة واجتيازه واقتحام مستعمرة «نتيف هعسراه» اليهودية المتاخمة لبلدة بيت لاهيا شمال القطاع على بعد أمتار قليلة بعد الحدود داخل الخط الاخضر، مستغلين الضباب الكثيف الذي كان يلف المنطقة فجر امس.

ودار اشتباك لنحو نصف ساعة بين المقاومين وقوات الاحتلال، ما ادى الى استشهاد اثنين منهم هما خضر عوكل من «ألوية الناصر صلاح الدين» الذراع العسكرية لـ «لجان المقاومة الشعبية»، ومحمد صقر من «كتائب المقاومة الوطنية» الذراع العسكرية لـ «الجبهة الديموقراطية»، فيما تمكن الثالث الذي لم تكشف هويته وينتمي الى «كتائب الاقصى» الذراع العسكرية لحركة «فتح» من الفرار والعودة الى داخل القطاع. واعترف الجيش الاسرائيلي بإصابة احد جنوده في الهجوم الذي استهدف المستوطنة القريبة من معبر «ايرز» شمال القطاع.

وجاءت العملية بعد سلسلة عمليات قصف واغتيال نفذتها قوات الاحتلال خلال الأيام والأسابيع الأخيرة ضد فصائل المقاومة، خصوصا نشطاء حركتي «حماس» والجهاد الاسلامي.

وكان آخر الشهداء مصطفى عتيق من سرايا القدس توفي متأثراً بجروح اصيب بها صباح امس في وسط مدينة جنين شمال الضفة الغربية، عندما اطلقت «وحدة خاصة» اسرائيلية النار عليه ورفيقه صلاح ابو سعيد الذي استشهد فوراً. وقبل الشهداء الأربعة سقط أربعة آخرون، اثنان منهم في القطاع وآخران في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية.

وجاء هذا التصعيد بين اسرائيل والفلسطينيين متزامناً مع تأجج الصراع بين حركتي «حماس» و «فتح» بعدما اعتقلت «القوة التنفيذية» التابعة لـ «حماس» في غزة نحو 15 من نشطاء حركة «فتح» في مدينة غزة، من بينهم أمين سر الحركة في حي الدرج وسط المدينة، واعتدت عليهم بالضرب المبرح.

ونقل عدد من المعتدى عليهم الى مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني في حي تل الهوا غرب المدينة. وبدت على أجسام أكثر من عشرة من المعتقلين آثار ضرب وتعذيب وكدمات.

وتراجعت شعبية حركة «حماس» منذ سيطرتها على القطاع بسبب ممارسات «القوة التنفيذية» و «كتائب القسام» الذراع العسكرية للحركة، ضد المواطنين، ولا سيما اعتقال نشطاء من حركة «فتح» لساعات أو ايام واطلاقهم. وشكا معظم المعتقلين من التعرض للتعذيب اثناء التحقيق معهم.

وقالت منظمات فلسطينية تعنى بالدفاع عن حقوق الانسان انها حصلت على شهادات مشفوعة بالقسم من ضحايا الاعتقال والتعذيب، والتَقطت لهم صوراً تظهر آثار كدمات وتعذيب شديد على أجسادهم، الأمر الذي ينفيه باستمرار الناطقون باسم «حماس».

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)