اعتذر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن الدعوة الى اقالته، لكنه توقع أن «يغادرنا قريباً»، فيما جددت جبهة «التوافق» السنية مطالبتها باستقالة الحكومة، على رغم الاتفاق الذي وقعته مع الأكراد والشيعة، ممثلين بالرئيس جلال طالباني والمالكي، ويلبي بعض مطالبها.

على صعيد آخر، توفي خمسة عراقيين وأصيب أكثر من ألفي عراقي بمرض الكوليرا في محافظة السليمانية وهناك مخاوف من انتشار الوباء في المحافظات الشمالية.

وكان كوشنير أثار غضب المالكي، اذ دعا في حديث الى مجلة «نيوزويك» الى اقالته، لكنه قدم إليه اعتذاره، قبل ظهر أمس، ليعود بعد الظهر ليتحدث عن مغادرته قريباً، في كلمة ألقاها أمام سفراء فرنسا المجتمعين في باريس.

واشار الى «الاحتجاجات المحتومة» التي أثارتها زيارته الاخيرة لبغداد «خصوصاً احتجاجات رئيس الوزراء الذي عبرت له عن أسفي هذا الصباح والذي قد يغادرنا قريبا».

واضاف: «ذهبت الى بغداد للاستماع الى العراقيين، حاملاً الى الشعب والقادة رسالة تضامن». وقال: «من الصعب معرفة ما ستفضي اليه هذه الزيارة. لكنني على يقين من ان هذه الخطوة الانسانية لقيت تقديراً، سنة العراق ما زالوا يطالبون باستقالة الحكومة».

الى ذلك، جددت جبهة «التوافق» مطالبتها باستقالة الحكومة العراقية، على رغم الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين قادة أبرز المجموعات السياسية والطائفية الأحد الماضي. وقال خلف العليان، رئيس مجلس «الحوار الوطني العراقي»، أحد أبرز قادة هذه الجبهة التي انسحبت من الحكومة ان «الاجتماع محاولة من الحكومة للاصلاح كي تظهر أمام العالم أنها تعمل بجد وتقنع المعترضين للعمل معها».

واضاف ان الوضع السياسي «مرتبك والحكومة غير قادرة على الحصول على شيء للشعب العراقي وهي فاشلة وعليها ان تستقيل». وأوضح ان «جبهة التوافق لا تريد ان تعود (الى الحكومة) إلا بعد ان تنفذ المطالب التي تقدمت بها».

وكانت أبرز المجموعات السياسية والطائفية العراقية توصلت الى اتفاق أعلن مساء الاحد، يهدف الى إخراج البلاد من حال الشلل وسيطرح هذا الاتفاق على البرلمان لإقراره عند بدء دورته العادية في 4 ايلول (سبتمبر) المقبل.

على صعيد آخر، أعلن وزير الصحة في الاقليم زريان عثمان، وفاة خمسة اشخاص واصابة أكثر من الفين بمرض الكوليرا في محافظة السليمانية. وقال في مؤتمر صحافي مع الدكتورة نعيمة الصغير، مبعوثة منظمة الصحة العالمية ان «خمسة اشخاص لقوا حتفهم إثر اصابتهم بمرض الكوليرا في السليمانية». واضاف ان «عدد الراقدين في مستشفيات السليمانية بلغ منذ بداية الاسبوع الماضي قرابة ألفي شخص يشتبه بإصابتهم بالكوليرا وهم يعانون من حالات اسهال شديد». واكد ان «محافظة كركوك سجلت ست اصابات بالمرض ذاته».

من جانبه، قال الطبيب شيركو عبدالله ان «مستشفيات السليمانية تتعامل مع وباء الاسهال كحالات كوليرا مع عدم تأكدها من كون كل الحالات متعلقة بالمرض». واضاف: «من الناحية الطبية والعلمية، نعالج المصابين ونتخذ الاجراءات اللازمة لتفادي انتشار الوباء».

وترافق اعراض الاسهال حالات كثيرة من القيء، وقال مدير الصحة ان «الاشخاص الذين توفوا جراء الاصابة كانوا مسنين ولم يستطيعوا مقاومة فقدان السوائل من أجسامهم».

وأوضحت الدكتورة نعيمة الصغير ان «اختلاف درجات الحرارة (بين ارتفاع وانخفاض) يهيئ المناخ المناسب لهذا المرض، والاعراض التي تصاحبه من اسهال شديد وتقيؤ وغيرهما تصيب خصوصاً الاطفال لأنهم يتعرضون له بسبب جهلهم وعدم الاهتمام بالنظافة». لكنها اكدت ان «المرض مسيطر عليه في الوقت الحاضر، وتجري حاليا الفحوص المخبرية والسريرية لمعرفة مصدره».

وقال شيركو عبدالله ان «فريق العمل الصحي كشف على الاماكن التي ظهرت فيها حالات الكوليرا، وسيتم تحليل عينات من المياه ومصادر المواد الغذائية، اضافة الى اطلاق حملة توعية شاملة وتحفيز المواطنين على التعاون مع الجهات الصحية والمحافظة على نظافة المأكولات والمشروبات والاهتمام بالنظافة الشخصية».

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)