كشفت مصادر دبلوماسية عربية مطلعة النقاب عن ان السلطات الفرنسية قررت رفع الغطاء عن شاهد الزور الأول في قضية اغتيال رفيق الحريري، محمد زهير الصديق، وذلك بعد ان أظهرت الاستجوابات الإضافية التي أجريت معه أنه كاذب، وأنه تلقى رشوة مالية كبيرة من النائب سعد الحريري، كي يدلي بشهادات كاذبة، يتهم فيها الضباط الأربعة اللبنانيين، وعددا من ضباط الأمن السوريين بالتورط في عملية الاغتيال!

وأوضحت هذه المصادر لـ الوطن ان وجود الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك في قصر الإليزيه، كان يحول دون رفع مثل هذا الغطاء، ولكن وبعد رحيل شيراك، ومجيء ساركوزي إلى رئاسة فرنسا، فقد تغيرت الصورة جذريا، مشيرة الى ان زهير الصديق يعيش حاليا في وضع قلق جدا، خشية ان يتم تسليمه الى القضاء اللبناني لاستجوابه ومقابلته بالضباط الأربعة أو الى السلطات السورية، وذلك في إطار عقد صفقة ما بين باريس ودمشق وفق ما ألمح إليه الرئيس الفرنسي ساركوزي أمس الأول! وأشارت ذات المصادر الى التقرير الذي نشرته صحيفة «لوفيغارو» المقربة من قصر الإليزيه أمس الأول، من ان الحديث عن رشوة قدمها سعد الحريري لإيجاد شاهد قرين عام 2005، سيتضح قريبا بعد تقديم القاضي سيرج براميرتز لتقريره المنتظر حول قضية اغتيال الحريري، مؤكدة انه يمكن في الاطار نفسه إدراج المعارك بنهر البارد واحتمال تورط آل الحريري في دعم عناصر «فتح الإسلام» معتبرة انه في بروز هذه التطورات، فإن عناصر جديدة ستظهر الى السطح في قضية الحريري، وهو الأمر الذي ستكون له تداعيات كبيرة على مسار التحقيق والمحكمة الدولية ووفق نفس المصادر، فإن الإدارة الأميركية فوضت الرئيس الفرنسي ساركوزي لإجراء اتصالات ومفاوضات وابرام صفقة شاملة مع سوريا، يفترض ان تشمل لبنان والعراق، يتم بموجبها تجميد موضوع المحكمة الدولية وملف قضية الحريري كله مقابل تقديم دمشق لبعض «التنازلات» في الملفين العراقي واللبناني! وقد اجمعت الصحف السورية الصادرة أمس على أن هناك هزيمة كبرى بانتظار الإدارة الأميركية في العراق ولبنان والمنطقة عامة، ورأى رئيس تحرير جريدة «الثورة» الحكومية في مقال افتتاحي له امس ان هناك الكثير من المعطيات التي تؤكد بأن وجود القوات الأميركية في العراق، أصبح مجرد مسألة وقت، مثلما هو معلن عن القوات البريطانية، مشيرا الى ان المطروح هو ايجاد طريقة ما لخروج القوات الأميركية بـ «ماء الوجه» .

وبين كاتب المقال انه في القريب العاجل ستخرج إدارة بوش لتعلن أنها لا تستطيع ان تتحمل أكثر إذا كان العراقيون أنفسهم لا يريدون المساعدة، داعيا الى استغلال تلك اللحظة التاريخية لانهاء الاحتلال وانقاذ العراق وشعبه من مؤامرات التقسيم والضياع.

مصادر
الوطن (قطر)