كل المحرمات والمحظورات قد سقطت في لبنان والمنطقة وذلك في اطار مشهد سياسي غير مسبوق فالفريق الحاكم في الوطن الصغير يستعد لانتخاب رئيس الجمهورية خارج مؤسسة مجلس النواب وبنصاب النصف + واحد وذلك بتحريض من السفير الأميركي في بيروت الذي رفض مغادرة لبنان والعودة الى واشنطن بالرغم من انتهاء فترة عمله رسميا أو يبدو أن الهدف من وراء هذا التحرك هو لخلق سابقة على مستوى لبنان والشرق الأوسط وإدخال كل الاطراف في لعبة جديدة اسمها اسقاط المحرمات والدوس على أي محظور أي باختصار ووضوح أن تتحول الخيانة إلى وجهة نظر وأن يتم استبدال المقاومة بالارهاب وطرد جميع الوطنيين والقوميين من هذه المنطقة وربما الاتيان بأقوام وشعوب جديدة اليها.

وما يجري يحمل في طياته الكثير من المخاطر والمفاجآت والاستحقاقات الاقليمية والدولية الامر الذي يطرح تساؤلات مشروعة حول آفاق المرحلة القادمة سيما أن هناك أكثر من طرف يسعى الى حرق الخطوات والاقتراب من الانفجار الكبير وإذا لم تحدث اتجاهات ارتدادية فإن من المؤكد أن الوضع سيزداد سوءا، باعتبار أن المطلوب هو إلغاء كل شكل من أشكال المقاومة وتحويل الشرق الأوسط برمته الى أكبر خزان لما يطلق على تسميته بالاحقاد التاريخية والضغائن والكراهية وربما الوصول الى ما هو أسوأ بكثير من هذه الانهيارات والاحتراقات ومن الواضح أن الوضع العربي هو المحرقة التي ستنسف جميع الخيارات وقوى الاعتدال في المنطقة على اساس أن الفترة الفاصلة بين تدجين الواقع السياسي والسيطرة عليه والدخول في العصر الأميركي - الاسرائيلي سيؤدي حتما الى نوع من السقوط المزدوج، أي إقامة المرجعيات من جهة والابتعاد عن مواقع الاثارة والاضطراب الاستراتيجي من جهة أخرى ولا حاجة لطرح أي مفارقات على هذا الصعيد لأن إمكانية الوصول الى «حد السيف» تبدو مستحيلة في هذا الزمن بالرغم من أن ما ينتظر أميركا في العراق هزيمة كاملة وفي لبنان نصف هزيمة وعندما يحتدم الصراع الى هذه الدرجة أي يصل الى مستوى التراشق بالحجارة النووية كما يمكن أن يحصل بين طهران وواشنطن فإن الصورة لا بد أنها تحمل في طياتها الكثير من الالوان المتعارضة والمتقاربة عبر مشهد سوريالي لا يمكن التنبؤ بما يؤول اليه في ظل وجود اكثر من تعارض بين ما هو مرغوب ومطلوب وما هو ممكن.

مصادر
الوطن (قطر)