لبى آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة امس دعوة حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير الى اداء صلاة الجمعة في العراء احتجاجا على استيلاء حركة «حماس» على القطاع واستغلالها المساجد كمنابر سياسية. ورغم ان غالبية المصلين تفرقت بهدوء بعد الصلاة، الا ان اشتباكات محدودة وقعت بين «القوة التنفيذية» التابعة لـ»حماس» وبين انصار «فتح» اسفرت عن اعتقالات واصابة 12 شخصا بشظايا قنابل صوتية، بينهم صحافيان اجنبيان.

وسعت «فتح» من خلال الدعوة الى صلاة الجمعة الى عرض شعبيتها التي تآكلت خلال السنوات الماضية حتى فقدت الحكم في غزة، وفي الوقت نفسه ايصال رسالة الى»حماس» بعدم استخدام المساجد كمنابر سياسية. وفي هذا الصدد، قال الناطق باسم «فتح» فهمي الزعارير لـ»الحياة» ان ما يجري في غزة للاسبوع الثاني يدل على ان اهالي القطاع ضاقوا ذرعا بـ»حماس» واجراءاتها القمعية وممارساتها غير الديموقراطية». واضاف: «للاسبوع الثاني تخرج جماهير قطاع غزة للصلاة في الاماكن العامة تعبيرا عن رفضها سيطرة قادة حماس على منابر المساجد واستخدام تلك المنابر لتوجيه الشتائم والتخوين لفتح وخطها الوطني»، مرحباً بما اسماه «انتفاضة اهل قطاع غزة على حكم حماس».

وكانت قيادة «فتح» في قطاع غزة اكتشفت عقب الاشتباكات بين انصارها وبين «القوة التنفيذية» بعد صلاة الجمعة الاسبوع الماضي، اهمية الساحات العامة والشوارع كميدان جديد للصراع يتم فيه استدراج «حماس» و»القوة التنفيذية» الى ارتكاب انتهاكات في حق المواطنين مثل اطلاق النار في الهواء والاعتقالات والاعتداء على الصحافيين كما حدث الاسبوع الماضي. في ضوء ذلك، دعت الحركة في بيان اول من امس المواطنين وانصارها وكوادرها الى اداء صلاة الجمعة في ثلاث ساحات عامة في قطاع غزة، واحدة في رفح، والثانية في خان يونس، والثالثة في مدينة غزة «لعدم ترك المجال لمليشيات حماس في التلاعب بمصير الوطن، وابعاد المصلين عن التحريض والتخوين والتكفير الذي يمارسه عدد من خطباء حماس».

وعلى الارض، تفرق اكثر من عشرة آلاف مصل تجمعوا في 5 محافظات في قطاع غزة بهدوء، باستثناء مئات عدة القوا حجارة وقنابل محلية الصنع على مقر المجلس التشريعي في غزة، واشتبكوا مع «القوة التنفيذية» التي اصابت عددا منهم، بينهم صحافيان اجنبيان، كما اعتقلت مئة اطلقت غالبيتهم لاحقا واستبقت عشرة منهم في الحجز. وقال مسعفون ان ستة شبان أصيبوا بسبب قنابل صوتية عندما القى أنصار «فتح» الحجارة على منزل أحد قياديي «حماس» في رفح.

رغم ذلك، لوحظ ان «القوة التنفيذية» تجنبت الاحتكاك مع الصحافيين وتركتهم يقومون بعملهم بحرية، كما تجنبت اعطاء الانطباع بأنها تمنع حرية الرأي والتعبير، اذ اشارت في تصريح الى ان الاعتقالات التي جرت لم تتم على خلفية اداء الصلاة، بل لوقف اعمال الشغب.

في غضون ذلك، لجأت السلطة الفلسطينية ومن ورائها «فتح»، الى ميدان آخر لاستعادة قطاع غزة وتقويض سلطة «حماس» فيه، هو ميدان الاقتصاد، اذ قرر رئيس الحكومة سلام فياض في لقاء خاص مع الرئيس محمود عباس وضع خطة خاصة لتنمية القطاع. وكشف عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» نبيل شعث ان الحكومة بدأت اتصالات مع اكاديميين ومؤسسات خاصة في قطاع غزة للبحث في سبل تنفيذ خطة التنمية هذه، مضيفا ان عباس وفياض قررا تخصيص 40 في المئة من المساعدات الخارجية لقطاع غزة. وتابع: «نقطة البداية في خطة التنمية هي العمل على اعادة فتح قطاع غزة امام حركة التجارة والافراد، واذا واصلت اسرائيل اغلاق القطاع فان هذه الخطة لن تجدي نفعا».

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)