ليس من حق المثقفين و الكتاب وأصحاب الرأي الأحرار فقط الإعتراض والإحتجاج على الممارسات الخاطئة التي تمارس من قبل النخب الحاكمة، بل من واجبهم بذل كل جهد مستطاع لوقفها، والاستعداد للتضحية في سبيل ذلك، وإلا تبقى كلماتهم بلا معنى وكتاباتهم بلا رصيد...... لكن عندما تصبح هذه الاحتجاجات انتقائية، بحيث يرفع هؤلاء المثقفين أصواتهم ضد ممارسات طرف بعينه، ويغضون الطرف عن ممارسات أبشع بكثير من طرف آخر......لا لسبب، إلا لأن مصالحهم الشخصية و الخاصة مرتبطة بالطرف الثاني، أو طمعاً في مزيد من العطايا التي يغدقها عليهم فيدافعون عنه بشكل رخيص ومبتذل، أو تجنباً لشروره حتى لا يتوجه أحدهم الى البنك آخر الشهر فيجد أن راتبه قد أوقف.........للأسف الشديد هذا هو حال الكثير من أشباه المثقفين وأدعياء الكتابة لدينا.........فهولاء يقيمون الدنيا ولا يقعدوها عندما تقدم القوة التنفيذية في قطاع غزة على ممارسات خاطئة ومرفوضة حقاً.....وهذا حقهم وواجبهم........لكنهم في المقابل يصمتون صمت من في القبور عندما ترتكب أجهزة أمن أبو مازن الفظائع ضد ضد نشطاء حركة حماس ومؤسساتها في الضفة الغربية........ هؤلاء لا يتفوهون بكلمة واحدة ضد اعتقال المئات من عناصر حماس التي هي حركة وطنية شرعية حظت بثقة الجمهور الفلسطيني في انتخابات ديموقراطية....... ويصمت هؤلاء عندما تؤكد منظمات حقوق الإنسان المستقلة أن العشرات من عناصر حماس تعرضوا للتعذيب الوحشي في أجهزة أمن السلطة...وغاب أصحاب القرائح المستأجرة عندما تم حرق منزل رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور عزيز الدويك الذي يقبع في سجون الاحتلال وهو أحد رموز الشرعية الفلسطينية، وهم الذين يتباكون على الشرعية والمس بها......لم يحتج هؤلاء على أبو مازن الذي ترفض أجهزته تطبيق قرار المحكمة في بيت لحم الإفراج عن عناصر حماس وجدت المحكمة أنه لا مسوغ قانوني لاعتقالهم.....وبشكل من أشكال " الاستهبال والاستعباط " ينكر هؤلاء دور حكومة رام الله في الحصار الخانق على غزة وأهلها.

وأن كان هؤلاء مثقفون وطنيون فلماذا لا يرفعون صوتهم ضد التنسيق الأمني بين اجهزة أمن الرئيس عباس وجيش الاحتلال الذي وصل الى حد قيام أجهزة أبو مازن بتحرير ضابط اسرائيلي مجرم قامت بأسره " سرايا القدس " في جنين، مع أن اذاعة الجيش الإسرائيلي قد أكدت أن هذا الضابط هو المسؤول عن تنسيق عمليات الاغتيال التي استهدفت جميع عناصر المقاومة في شمال الضفة الغربية خلال العام الأخير، ومن ضمنهم مقاومين من حركة " فتح "......لماذا يصمت هؤلاء عندما قال مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية دفيد وولش أن قرار حكومة فياض إغلاق الجمعيات الخيرية كان ثمرة تنسيق مع واشنطن وتل ابيب وفياض، وأنه جاء للتضييق على حركة حماس

أنهم ليسوا احراراً، فهم يتكلمون ويصمتون خوفاً على العلف وطمعاً فيه.........أنها الأخلاق كما في الحظيرة !!!!