كشف رئيس «مجلس انقاذ الأنبار» ستار أبو ريشة، بعد لقاء الرئيس جورج بوش مع عدد من زعماء العشائر المنضوين في المجلس، أنه وصفه بـ «البطل» ووافق فوراً على مطلبين، من مطالب عدة قدمها إليه، هما إطلاق المعتقلين الأبرياء في السجون الأميركية والعراقية، وتعويض المتضررين من الأعمال العسكرية، ووعده بدراسة المطالب الأخرى. وقال إنه طلب اليه تعميم «التجربة الناجحة» لعشائر الأنبار على المحافظات الأخرى.

وفي ما يحتدم الجدل الأميركي - الأميركي بين الديموقراطيين، يساندهم بعض الجمهوريين، حول استراتيجية بوش الجديدة في العراق، دعا الكونغرس زعماء جبهة «التوافق» السنية الى واشنطن للاستماع الى رأيهم في هذه الاستراتيجية. وألقى الحاكم الأميركي السابق للعراق بول بريمر ضوءاً على التخبط الذي وقع فيه البيت الأبيض بعد الغزو، مؤكداً أن أكبر خطأ ارتكبه، هو حل الجيش العراقي، حصل بعد التشاور مع بوش.

في غضون ذلك، أعلن مستشار الأمن الوطني موفق الربيعي استراتيجية الحكومة تحت عنوان «العراق أولاً»، مشدداً على أهمية المصالحة الوطنية.

وقال ابو ريشة الذي التقى بوش الاثنين لـ «الحياة» انه طرح أمامه «مطالب باسم كل العراقيين» ولم يكن حديثه مقتصراً على الانبار. وأضاف ان «الرئيس وافق مباشرة على مطلبين أساسيين هما اطلاق المعتقلين الأبرياء من السجون الاميركية والعراقية وتعويض المتضررين من الاعمال العسكرية».

وتابع انه لم يطرح نفسه قائداً سياسياً، كزعيم عشائري وان بوش وصفه بـ «البطل» واستمع «باهتمام» الى ما قاله، ووعده بدراسة «المطالب الاخرى المتعلقة بتدخل الدول المجاورة في الشأن العراقي وتوسيع صلاحيات القوى الأمنية العراقية، وإزالة مظاهر العنف المسلح عبر معالجة القرارات التي سببت العنف ومنها حل الجيش واجتثاث البعث».

ويسعى ابو ريشة الى توسيع تجربة عشائر الانبار الى محافظات أخرى، لذا غير اسم تنظيمه العشائري من «مجلس إنقاذ الانبار» الى «مؤتمر صحوة العراق». وقال مقربون منه انه طالب بالمزيد من الدعم لهذه التجربة كي يستطيع مقاتلوه الانتشار في مناطق أخرى.

وتنتقد الحكومة العراقية تسليح العشائر وتعتبره خطراً اذا لم يكن بالتنسيق معها، فيما يتحدث قادة اميركيون عن نتائج ملموسة لاستراتيجيتهم أدت الى تقويض سلطة «القاعدة» في معظم المناطق السنية.

وأعلن الجيش الاميركي تسليح مقاتلين من عشائر الجنابيين في منطقة «مثلث الموت» بالتعاون مع مقاتلين من «الجيش الاسلامي» و «كتائب ثورة العشرين» و «جيش المجاهدين» في بغداد وديالى.

وكان بوش التقى، خلال زيارته السرية لمعسكر الاسد في الانبار شيوخ عشائر حاربوا تنظيم «القاعدة»، في رسالة يرجح المراقبون انها موجهة الى الداخل الاميركي للتركيز على ايجابيات الحملة العسكرية. وقال للصحافيين وهو في طريقه الى استراليا أمس «رسالتي الى المالكي هي: أمامك الكثير من العمل الذي عليك القيام به ومهما كانت القرارات المتخذة في واشنطن فهي تهدف الى مساعدتكم على تحقيق ما هو ضروري لإنجاز العمل». واضاف: «ما اتمناه هو الشجاعة والاقتناع وإرادة طلب المساعدة».

لكن زعيم اقليم كردستان مسعود بارزاني الذي التقى بوش في الأنبار الى جانب رئيس الجمهورية ونائبيه ورئيس الوزراء، قال إن الرئيس الأميركي وعد بعدم التخلي عن العراق والعراقيين حتى «تحقيق النصر النهائي».

الى ذلك، أوحى بوش في حديث سينشر في كتاب الثلثاء المقبل، انه فوجئ بقرار تفكيك الجيش العراقي، في حين قضت الخطة الاساسية بالحفاظ عليه. وقال في واحد من ستة أحاديث مع روبرت درايبر ستنشر في كتاب «ديد سيرتن» (موت محتم) «قضت السياسة بعدم المساس بالجيش، لكن هذا الامر لم يحصل». واضاف انه لا يتذكر تماما ردة فعله حين تبلغ أمر حله.

لكن بريمر قال لصحيفة «نيويورك تايمز» انه تبادل رسائل مع بوش، مؤكداً انه لم يتحرك من دون موافقة البيت الابيض. وفي رسالة الى بوش في 22 ايار (مايو) كتب وزير الدفاع آنذاك دونالد رامسفيلد، أنه تحدث مع بريمر عن الجهود لتطهير الادارة العراقية من أفراد حزب البعث، مضيفا انه ينوي اتخاذ «تدبير أكثر شدة» يقضي بحل الجيش.

وفور مغادرة الرئيس الاميركي، أعلن الربيعي بدء تنفيذ استراتيجية جديدة للامن الوطني تحت اسم «العراق أولاً» تهدف الى تحقيق المصالحة الوطنية واعادة الاستقرار الامني والاقتصادي الى البلاد. وقال انها «تشمل وضع حلول مناسبة لمكافحة الارهاب واعادة اعمار العراق بالاضافة الى تفعيل مبادرة العهد الدولي».

من جهة أخرى، قالت النائب اسماء الدليمي كريمة زعيم جبهة «التوافق» لـ «الحياة» ان «وفداً يضم قادة الجبهة السنية وزعيم «جبهة الحوار» صالح المطلك توجه الى واشنطن تلبية لدعوة وجهها الكونغرس الى الجبهة لحضور ندوة وللاستماع الى رأيهم في الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد».

واضافت ان الوفد سيقدم ورقة عمل الى الكونغرس تتضمن رؤية «التوافق» و «الحوار» في العملية السياسية و «تركز على ضرورة اجراء اصلاح شامل في الحكومة بدل الاستمرار في دعمها».

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)