علمت الوطن أن سوريا تدرس تقديم شكوى الى مجلس الأمن الدولي لإدانة إسرائيل على عدوانها وقيامها بما وصفته دمشق بالعمل الاستفزازي جراء اختراق طيرانها للأجواء السورية والقاء ذخائر، على ما أعلنت وكالة الانباء السورية. وأوضح الدكتور بشار الجعفري مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة ان هدف هذا الاعتداء هو تقويض الزخم الدولي نحو عملية السلام، لافتا في تصريح له مساء امس الاول إلى ان العدوان الاسرائيلي يرمي اصلا الى تقويض عملية السلام وادخالها في أزقة التسويات الجزئية، مؤكدا ان اسرائيل لا تريد السلام ولا مصلحة لها فيه. وأشار الى انهم يريدون منع انعقاد أي مؤتمر حقيقي حول السلام العادل والشامل. وتوالت ردود الفعل العربية امس اثر هذا الاعتداء حيث اكدت مصر ان التعدي الجوي الاسرائيلي الأخير على سوريا يزيد الاجواء في المنطقة توترا في الوقت الذي يتعين ان يلتزم فيه الجميع بالعمل على تهدئة الموقف وليس العكس. وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية في تعقيب له امس ان مصر تابعت عن كثب قيام طائرات اسرائيلية بالتعدي على المجال الجوي السوري معتبرا ان الاهتمام الحقيقي لجميع الاطراف يجب ان يكون بالسعي نحو التوصل الى تسوية سياسية وسلمية للمشكلات القائمة وليس التلويح بالقدرات العسكرية واحتمالات المواجهة. ومن جهته اعرب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أمس عن «قلقه البالغ» بعد تحليق الطائرات الاسرائيلية في الاجواء السورية الخميس مؤكدا ان هذه الحادثة تعكس «نوايا سلبية تجاه الحديث الجاري عن تحقيق السلام في الشرق الاوسط». وطالب موسى في بيان اصدره اللجنة الرباعية الدولية المعنية بالشرق الاوسط (الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا) «الولايات المتحدة خصوصا (بوصفها الراعية) للمؤتمر الدولي حول السلام في الشرق الاوسط المقترح عقده في الخريف بالتعامل بجدية مع التطورات المؤسفة الأخيرة المتمثلة في تسلل الطائرات الاسرائيلية للاجواء السورية».

واعتبر موسى ان على اللجنة الرباعية والولايات المتحدة التعامل بجدية مع الاختراق الاسرائيلي للاجواء السورية «تفاديا لما قد ينتج عنه من تداعيات سلبية على مصالح المنطقة وامنها وكذلك على الجهود المبذولة اقليميا ودوليا لاحياء عملية السلام». وقال الأمين العام للجامعة العربية انه اجرى «اتصالات مع مسؤولين سوريين»، مؤكدا انه «يتابع هذه التطورات بقلق بالغ».

وحذر موسى من ان «مثل هذه المناورات غير المقبولة انما تعبر عن نوايا اسرائيلية سلبية تجاه الحديث الجاري عن تحقيق السلام في الشرق الاوسط». من جانبها أكدت ايران وقوفها التام الى جانب سوريا في مواجهة الاعتداءات والتهديدات الاسرائيلية الموجهة ضدها، وذكر مصدر رسمي سوري ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم، تلقى مساء امس الاول اتصالا هاتفيا من نظيره الايراني منوشهر متقي، عبر خلاله الوزير الايراني عن ادانة بلاده للعدوان الاسرائيلي على حرمة الاجواء السورية، مؤكدا وقوف ايران الى جانب سوريا. وفي هذا السياق توقعت مصادر دبلوماسية في دمشق ان يقوم موفد ايراني رفيع المستوى بزيارة سوريا خلال الساعات القادمة، لنقل رسالة دعم وتأييد الى القيادة السورية والتأكيد على ديناميكية التنسيق والتشاور بين البلدين، خاصة في حالات الطوارئ والظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة، مشيرة الى ان هناك تحالفا استراتيجيا كبيرا قائما بين دمشق وطهران، وهو اثبت فعاليته وفائدته في مختلف المراحل التي مر بها الصراع العربي - الاسرائيلي.

وترى المصادر الدبلوماسية الايرانية بأن هدف اسرائيل من وراء انتهاك حرمة الاجواء السورية، هو نقل الأزمات والمشكلات الداخلية التي يعاني منها الكيان الصهيوني الى دول الجوار، ونشر حالة من انعدام الأمن والفوضى في المنطقة وبالتالي محاولة اخفاء معالم الهزيمة الاسرائيلية في عدوان يوليو الماضي. وفي سياق متصل نفت المصادر الدبلوماسية التركية بدمشق ان تكون السلطات التركية قدمت أي تسهيلات الى الطائرات الاسرائيلية اثناء قيامها بالتسلل من البحر واختراق الاجواء السورية، مؤكدة ان مثل هذه الحوادث تزيد من حالة التوتر في المنطقة.

وفي بيروت أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أمس، ان هدف الخرق الجوي الاسرائيلي فوق سوريا ترتيب مسار عدواني جديد والضغط على ايران ولجنة الطاقة الدولية مع اقتراب فتح الملف النووي الايراني على الوكالة الدولية، اضافة الى بعث رسائل عدوانية باتجاه سوريا، خصوصا بعد استبعادها عن مؤتمر السلام الذي سيعقد في الخريف. والأهم من ذلك حماية الأمن الاسرائيلي بمشاركة عربية تطوعية، برزت بشكل واضح من خلال استبعاد سوريا عن أي مسار تفاوضي.

وأعلن المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة شجبه واستنكاره الشديدين للاعتداء الاسرائيلي، على اجواء وسيادة الشقيقة سوريا، وقال: ان اسرائيل تثبت مرة أخرى انها تعتمد سياسة خرق الاعراف السياسية والدبلوماسية والأمنية وتهدد بذلك الاستقرار في المنطقة.

مصادر
الوطن (قطر)