مرت صلاة الجمعة في قطاع غزة امس من دون وقوع كارثة كانت متوقعة، في ظل اجواء التوتر والتصعيد بين السلطة الفلسطينية التي دعت، للاسبوع الثاني، الى اداء الصلاة في الساحات العامة، وبين حكومة «حماس» المقالة في قطاع غزة، والتي تعهدت منع «الصلوات السياسية» في العراء. رغم ذلك، وقعت اشتباكات متفرقة ادت الى اصابة 20 فلسطينيا برصاص «القوة التنفيذية» التي اعتقلت ايضا ثلاثة قياديين بارزين في حركة «فتح» وقياديين آخرين في فصائل منظمة التحرير وصحافيين، قبل ان تعود الى اطلاقهم لاحقا.

وحال نداء وجهه الرئيس محمود عباس في اللحظة الاخيرة الى المصلين في قطاع غزة بعدم الاحتكاك مع «الانقلابيين»، دون وقوع كارثة محققة، خصوصا بعدما اعلنت حكومة «حماس» انها ستمنع بالقوة الصلاة في الاماكن العامة وعودة الفوضى. واستبق الرئيس الفلسطيني موعد الصلاة بنداء دعا فيه المصلين الى «تجنب اي احتكاك او صدام مع الانقلابيين وميليشياتهم المسلحة التي لا تتورع عن ارتكاب ابشع الممارسات القمعية ضد المواطنين»، مشيرا الى «الحرص على حقن الدماء وعدم الانجرار لاستفزازات الانقلابيين وجرائمهم».

وصلى عباس، ومعه الآلاف من انصار «فتح»، في ساحة المقاطعة في رام الله تضامنا مع اخوانهم في قطاع غزة. وشن وزير الشؤون الاجتماعية محمود الهباش الذي ام الصلاة هجوما عنيفا على «حماس». وقال ان المساجد «اصبحت مكانا للتحريض الاسود، وعلينا ان نحررها من اسر الحزبية ومن دائرة الخلافات الحزبية لتكون مكانا للامان والصلاة والعلم». واتهم «حماس بتخريب بيوت الله وبنشر الافكار الممسوخة وتقويض السلطة والانقلاب واستباحة القبور». واعتبر ما يجري في غزة «جرائم استعصت على المحتلين».

اما في قطاع غزة، فاستجاب آلاف المواطنين لنداء عباس، وفضلوا الصلاة في منازلهم وتجنبوا الساحات العامة، في حين انسحب آخرون بهدوء بعد اداء الصلاة في المساجد. كما حال انتشار المئات من عناصر «القوة التنفيذية» التابعة لوزارة الداخلية في حكومة «حماس» وعناصر «كتائب القسام» التابعة لـ»حماس»، دون وصول المصلين الى الساحة الكبيرة المجاورة لمسجد الشيخ زايد في غزة، والتي شهدت حشدا اعلاميا كبيرا، وبالتالي تم تفادي صدامات دموية.

رغم ذلك، وقعت بين افراد «القوة التنفيذية» وبعض المواطنين مشادات كلامية، واعتدى افراد القوة عليهم بالعصي واطلقوا النار لتفريقهم، ما ادى الى اصابة 20 منهم، بعضهم في حال حرجة. واعتقلت القوة بعض المواطنين والصحافيين، وثلاثة من ابرز قادة «فتح» في قطاع غزة هم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، المسؤول الاول في «فتح» في القطاع زكريا الاغا، ورئيس لجنة الطوارئ في «فتح» ابراهيم ابو النجا، والقيادي البارز في الحركة النائب السابق احمد ابو النصر. كما اعتقلت قادة في فصائل اخرى في منظمة التحرير وسبع نساء من قيادات الحركة النسوية، واتهمتهم وزارة الداخلية «بالتحريض واثارة الفتنة»، الا انها عادت واطلقت الجميع في وقت لاحق. وتداعى ممثلو فصائل منظمة التحرير الى عقد اجتماع طارئ لهم في مقر «الجبهة الشعبية» في غزة للبحث في هذه الاحداث وتداعياتها وسبل الرد عليها.

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)