تركت الطائرات الحربية الإسرائيلية التي اخترقت المجال الجوي السوري، فجر أمس الأول، اسئلة مدوية في الفضاء العربي (المفتوح!!)، هي اخطر بما لا يقاس من الحصيلة العسكرية لغارة استطلاعية قرب تقاطع الحدود السورية ـ التركية ـ العراقية.

هي بالتأكيد، ليست آخر غارة في الحرب الاسرائيلية على لبنان التي لما تنته مفاعيلها السياسية، لا في الداخل اللبناني ولا على المستوى العربي...

لكن ردود الفعل العربية على دلالاتها السياسية قبل العسكرية جاءت «مهينة» للعقل وللإحساس بالكرامة ولأبسط موجبات التنبه للخطر الاسرائيلي المفتوح المؤكد نفسه يومياً بالدم في مختلف انحاء فلسطين تحت «السلطتين» المقتتلتين!

لقد استنفرت «الغلطة الجديدة» التي ترتكبها حكومة ايهود اولمرت اسرائيل بكامل مؤسساتها السياسية والعسكرية، وسال حبر التعليقات اللائمة والشاجبة والمستغربة بل المستهجنة، مدراراً، وانتصبت الأسئلة والتســاؤلات التي لا تخفي التخوف من مغامرة عسكرية جديدة... في حين ان «الاطمئنان» العربي لم يهتز!

وفي ما عدا القاهرة وبيروت، وكل لغرض، لم يصدر عن القيادات العربية ـ وبالذات منها رئاسة القمة ـ كلمة واحدة تشير الى علمها بهذه «الغارة»، وبالتالي إدانتها ولو بصيغة اللوم المخفف «للشريك» العتيد في السلام الذي يطلبه عرب القمة بأي ثمن وعلى حساب أوطانهم (ومستقبلهم فيها) جميعاً.

انها غارة على «سلام القمة» وهي توكيد لمضمون مؤتمر بوش للسلام الذي استبعد لبنان وسوريا عن «شرف» المشاركة فيه...

لكن هذا لن يمنع عرب القمة من الاستمرار في محاسبة المقاومة في لبنان على انها هي التي اتخذت قرار الحرب على اسرائيل من خلف ظهورهم!

أما ان تقرر اسرائيل حرب السنة الماضية وحروب السنين المقبلة فهذا من حقها، تمارسه كيفما شاءت وأنى شاءت وحيثما شاءت.. ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.

مصادر
السفير (لبنان)