الأسد يراهن على إدارة ديموقراطية في البيت الأبيض

تمحورت التعليقات الصحافية الاسرائيلية الصادرة امس على التوتر الاسرائيلي – السوري. وركزت على احتمالات ردود الفعل السورية انطلاقا من تصريحات المسؤولين السوريين في الايام الماضية. وعلى رغم ان غالبية الجمهور الاسرائيلي وفق ما كشفه الاستطلاع الشهري لصحيفة "هآرتس" لا تعتقد بنشوب الحرب في وقت قريب بين اسرائيل وسوريا، افاضت غالبية المعلقين في عرض احتمالات الرد السوري المتوقع، فكشف د. بوعاز غينور مدير معهد الدراسات السياسية المناهضة للارهاب في هرتسليا لصحيفة "يديعوت احرونوت" ان هذه الاحتمالات كثيرة، من استخدام "حزب الله" لتوتير الحدود الشمالية سواء عبر خطف جنود او اطلاق صواريخ، او عبر استخدام التنظيمات الفلسطينية العاملة من دمشق مثل "حماس" و"الجهاد الاسلامي" و"الجبهة الشعبية - القيادة العامة" التابعة لأحمد جبريل من اجل القيام بعمليات داخل المناطق او في اسرائيل، او مهاجمة اهداف اسرائيلية في الخارج. اما الاحتمال الاخير فهو الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة.
المعلق عكيفا ألدار في "هآرتس" امس حاول تبيان صورة الوضع الجديد الناشئ عقب حادثة التسلل الاسرائيلي الى الأجواء السورية، فكتب: بصرف النظر عن التحليلات والتعليقات ردا على الادعاءات السورية المتصلة بالخرق الاسرائيلي للسيادة الجوية السورية، لم يتبدل الواقع الاقليمي: التحالف السوري – الايراني ما زال على حاله، لا بل بات اكثر متانة، مصالح دمشق في لبنان ما زالت قوية كعادتها، والنفوذ السوري لدى منظمات الرفض الفلسطينية ما زال قائما، وما فتئ الجولان جرحا مفتوحا. اي عملية عسكرية ضد سوريا يمكنها في افضل الاحوال ضرب القدرة العسكرية لدمشق وتأجيل خطر وقوع حرب مباشرة في الشمال الى وقت بعيد نسبيا.
كان يجب ان نتعلم من حرب لبنان الثانية ان نجاح عملية عسكرية ضد تحالف سني – شيعي متطرف لا يقاس بكمية منصات الصواريخ التي دمرتها طائراتنا ولا بعدد المقاتلين الذين قتلناهم. تبين ان الحرب الفاشلة عسكريا وميدانيا وعلى صعيد الجبهة الداخلية اصبحت انجازا سياسيا اقليميا. فالخوف ان يؤدي انتصار "حزب الله" الى زيادة نفوذ ايران والتنظيمات التي تتمتع بحمايتها واموالها ادى الى رص صفوف التحالف العلماني البراغماتي في الشرق الاوسط. تمد سوريا احدى يديها الى مخازن السلاح في ايران وتستكمل ما ينقصها عبر شراء السلاح من روسيا، وتبعث ما يفيض عنها الى "حزب الله". وباليد الثانية تصوت الى جانب قرار جامعة الدول العربية تطبيع العلاقات مع اسرائيل في مقابل الانسحاب من الاراضي المحتلة. من جهة تفرش السجاد الاحمر لمحمود احمدي نجاد، ومن جهة يطلب بشار الاسد من تركيا اقناع اسرائيل بالتفاوض معه على الحل السلمي... وفقا لتقديرات مصادر اسرائيلية يمكن سوريا ان تصبر حتى بداية 2009. فالاسد يأمل في ان يؤدي مجيء ادارة ديموقراطية الى البيت الابيض الى ازالة المقاطعة المفروضة على سوريا والعودة الى المفاوضات... وقبل ان نضطر الى خوض الحرب يجب ان نستنفد كل الوسائل للحؤول دون وقوعها...".

مصادر
هآرتس (الدولة العبرية)