ذكرت مصادر دبلوماسية مطلعة ان زيارة وزير الخارجية السوري ــ وليد المعلم ــ لأنقرة أمس الأول وأمس، تندرج في اطار التشاور السوري ــ التركي بشأن قيام الطائرات الحربية الإسرائيلية بالتسلل واختراق الأجواء السورية عبر الحدود التركية، الأمر الذي أثار اشكاليات حول موقف أنقرة، مشيرة الى ان الجانب السوري، حصل على تأكيدات من الجانب التركي بوجود قلق كبير لدى أنقرة حيال الاستفزاز الإسرائيلي ضد سوريا، وأكدت هذه المصادر ان الحكومة التركية احتجت لدى اسرائيل على ما قامت به الطائرات الحربية الإسرائيلية بانتهاك حرمة الأجواء السورية في المناطق المتاخمة للحدود التركية، وهو ما اعتبرته أنقرة محاولة مكشوفة من قبل إسرائيل لدق إسفين في العلاقات السورية ــ التركية، التي تشهد نموا وتنسيقا واسعين في كل المجالات. ولفتت المصادر إلى أهمية الرسالة التي نقلها الوزير المعلم الى الرئيس التركي عبدالله غول من الرئيس بشار الأسد، والى خصوصية المباحثات التي أجراها مع رئيس الوزراء التركي ــ رجب طيب أردوغان ــ ونظيره التركي علي بابا جان، مؤكدة ان هذه الأنشطة والاتصالات عبرت بقوة عن رغبة البلدين في الحفاظ على زخم العلاقات الثنائية وتجاوز أي اشكال أو التباس قد يكون قد حدث، جراء العمل الاستفزازي الإسرائيلي الأخير ضد سوريا .. ولم تستبعد المصادر الدبلوماسية ان تقدم أنقرة على تجميد أو الغاء مناورات عسكرية كانت مقررة مسبقا مع إسرائيل كنوع من الاحتجاج على قيام الطائرات الحربية الإسرائيلية باختراق الأجواء السورية، قرب الحدود مع تركيا مؤكدة ان هناك انزعاجا كبيرا لدى مسؤولي الحكومة التركية إزاء هذا العمل الذي قامت به إسرائيل.

وكان وزير الخارجية وكبير المفاوضين التركي علي باباجان قد شدد على ان انتهاك الطائرات الإسرائيلية للمجال الجوي التركي عمل غير مقبول، مؤكدا ان السلطات التركية قامت بالمبادرات الضرورية والتحقيق الكامل في الحدث.

وقال خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده أن تركيا أعربت لإسرائيل عن انزعاجها من هذا التصرف وشدد على ان مثل هذه التطورات تتسبب في زيادة التوترات في المنطقة وقال «على الجميع التصرف بضبط النفس وعقلانية أكبر ويجب على الجميع احترام سيادة الدول والتجنب في القيام بأي تصرف قد يسيء للآخرين أو يزيد من عدم الاستقرار في المنطقة ويكون لها آثار سلبية على الجهود الدولية المبذولة لحماية السلام والاستقرار في المنطقة التي تعاني من مشاكل كبيرة».

وأضاف باباجان ان الحكومة التركية طالبت اسرائيل بتقديم توضيح عن سبب اختراق طائراتها للأجواء الجوية التركية وقال «ان تحقيق متعدد الأطراف جار في الموضوع، ونحن بدورنا نبذل ما بوسعنا للمساهمة بشكل ايجابي في احلال الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة وذلك بحكم علاقاتنا الجيدة مع الدول والمستندة على الاحترام والثقة المتبادلة».

ومن جانبه أكد المعلم ان الطائرات الاسرائيلية قامت بقصف سوريا وان بعضا من خزانات وقود هذه الطائرات سقطت في الأراضي السورية واصفا هذا العمل بالفعل العدائي المتعمد على سوريا وأضاف «التصرف الاسرائيلي الأخير كشف نواياها المخفية وهو خير دليل بأن إسرائيل لا تريد السلام في المنطقة»، مشيرا الى ان سوريا أدركت حقيقة عدم سماح أنقرة ان يتم استخدام اراضيها أو أجوائها لأحد قد يسعى للقيام بأعمال عدائية ضد سوريا.

مصادر
الوطن (قطر)