توقعت الصحف الاسرائيلية الصادرة أمس ان ترجئ الحكومة الاسرائيلية الرد على عملية قصف ثكنة "زيكيم" بصواريخ "القسام" الى ما بعد أعياد رأس السنة اليهودية، ورأى المعلق العسكري في "يديعوت أحرنوت" أن على اسرائيل الرد على ما سماه بصواريخ "القسام الاستراتيجية" بكل الوسائل العسكرية المتاحة، وبينها قصف الجسور لشل حركة التنقل وتقطيع أوصال القطاع.
من جهة اخرى أثار قرار رئيس الحكومة الاسرائيلية فرض التعتيم الكامل على حادثة الخرق الاسرائيلي للأجواء السورية ردود فعل في الصحافة التي تبدو مستاءة من هذه الخطوة التي ترمي في رأيها الى منع توجيه النقد الى الحكومة ومراقبة عملها أكثر من المحافظة على الاسرار الأمنية، وكتب عكيف ألدار في "هآرتس": "أيام عصيبة تمر بها المعارضة ووسائل الاعلام في اسرائيل وليس في سوريا. فعضو الكنيست الراغب في التطرق الى التوتر مع سوريا يجب أن يعتمد على التقارير التي تنشرها الصحيفة السورية الرسمية "تشرين" التي قالت ان عملية الخرق الاسرائيلي للأجواء السورية ليست حدثاً عابراً ولن يكون كذلك. والصحافي الذي يرغب في توجيه النقد الى سياسة الصمت التي تنتهجها الحكومة يستطيع الاستعانة بالمعلق السياسي السوري عز الدين درويش الذي كتب عن المحاولات التضليلية للمسؤولين الاسرائيليين الكبار واستخدام سياسة الخداع والغموض والرقابة العسكرية الموجهة.
وفي المؤتمر الصحافي الذي عقدته وزيرة الخارجية تسيبي ليفني مع نظيرها البرتغالي لويس أمادو، خرجت ليفني عن الأصول الديبلوماسية وأسكتت ضيفها حين حاول الاجابة عن سؤال في الموضوع السوري...
ان عدم وجود تصريحات من الجانب الاسرائيلي لا يتيح المجال امام المناقشة المفتوحة. فكيف تمكننا مناقشة أمر لا نعرفه؟ د. ألون ليئال مؤسس اللوبي المؤيد للسلام مع سوريا كان مهتماً جداً لمعرفة ما حدث على الساحة السورية - الاسرائيلية في الأسبوع الأخير. فربما على ليئال ان يرفع اليوم لواء السلام مع سوريا أم عليه ان يخفضه؟
يقول ليئال: "لا أذكر حادثة جرى فيها اسكات الناس والاعلام مثلما حدث هذه المرة. التصرف الأمني في المسألة السورية يسيء الى الديموقراطية وحرية التعبير وحق الناس في معرفة الوضع الأمني”. ويحذر ليئال، وهو من قاد المحادثات السرية مع السوريين برعاية الحكومة السويسرية، من ان تؤدي سياسة الصمت على المدى الطويل الى الحاق الأذى بصدقية الحكومة حيال المواطنين وصدقية الدولة حيال العالم.
من جهته شرح زعيم "ميريتس" عضو الكنيست يوسي بيلين انعكاسات الصمت، وقال: "لا نستطيع الثناء او توجيه النقد الى شيء لا نعرفه. ولا أعرف ما اذا كانت العملية امراً مهماً او عملاً جنونياً. "زعيمة كتلة "ميريتس" في الكنيست زهافا غليؤون ويسرائيل حسون من حزب "اسرائيل بيتنا" اتخذا بالأمس موقفاً مندداً بسياسة الصمت المفروضة على الموضوع السوري، وتحدثا عن "الحق المطلق لممثلي الشعب في مراقبة عمل الطبقة السياسية والعسكرية".

مصادر
هآرتس (الدولة العبرية)