حذر المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية، باراك أوباما، إدارة الرئيس جورج بوش من الإقدام على نقل الحرب التي يخوضها الجيش الأمريكي في العراق منذ أكثر من أربع سنوات، إلى إيران المجاورة.

وأكد السيناتور عن ولاية "إلينوي"، والذي كان يتحدث في مؤتمر انتخابي وسط حشد من أنصاره بمدينة "كلينتون" في ولاية "إيوا"، إنه بدأ يسمع نفس "نغمة الحرب"، التي كانت سائدة قبل بدء غزو العراق، في مارس/ أذار من العام 2003.

وقال أوباما: "جورج بوش وديك تشيني يجب أن يسمعوا صوتاً عالياً واضحاً من الشعب الأمريكي وأعضاء الكونغرس: أنتما لاتحظيان بدعمنا، ولم نمنحكما السلطة المطلقة لشن حرب أخرى."

كما دعا أوباما إلى إتمام انسحاب القوات الأمريكية من العراق بنهاية العام 2008، وقال إنه إذا انتخب رئيساً للولايات المتحدة، فإنه سيبدأ محاولة لمساعدة العراقيين على تجاوز خلافاتهم الطائفية.

جاءت تصريحات أوباما بعد قليل من إعلان وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، الأربعاء، أن الولايات المتحدة تريد ضمان سلامة أراضي العراق في مواجهة من وصفتهم بـ"جيران مشاغبين" مثل إيران.

ولم تصدر أية تعليقات على الفور من جانب البيت الأبيض على ما تضمنته تصريحات السيناتور أوباما، بأن إدارة الرئيس الأمريكي تعتزم توجيه ضربات عسكرية إلى إيران.

وجاء قرار غزو العراق بعد اتهامات وجهها بوش إلى نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، بإخفاء أسلحة نووية وكيميائية، رغم أن فرق التفتيش الدولية لم تعثر على أي دليل يعزز الاتهامات الأمريكية.

وكذلك فإن واشنطن تتهم طهران حالياً بدعم وتدريب المسلحين الشيعة لمهاجمة قوات التحالف والمدنيين السُنة في العراق، بالإضافة إلى اتهاماها بالسعي إلى امتلاك برنامج للتسلح النووي، وهو ما نفته إيران مراراً، مؤكدة أن برنامجها النووي لأغراض سلمية.

وكان قائد القوات الأمريكية بالعراق، الجنرال ديفيد بتريوس، قد أكد في تصريحات لـCNN الأربعاء، قائلاً: "ليس هناك شك في أن إيران تزودهم (الميليشيات الشيعية) بأسلحة متقدمة، والتي تستخدم بصورة رئيسية ضد القوات الأمريكية."

طهران: الرد الإيراني سيكون موجعاً

وفي طهران، حذر أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي، علي لاريجاني، من أن الرد على التهديدات الصادرة من جانب واشنطن، بشن هجوم عسكري على إيران، سيكون "موجعاً"، في الوقت الذي أبدى فيه استعداد بلاده إلى مواصلة المحادثات مع الولايات المتحدة، بشأن الأمن في العراق.

ولكن المسؤول الإيراني اشترط أن تكون هذه الحادثات "بناءة"، قائلاً: "إذا كان الهدف من المباحثات مساعدة الحكومة العراقية، وتحسين الوضع الأمني والسياسي، فنحن على استعداد، لكن إذا كانت المسألة للتسلية، فلقد كبرنا على ذلك."

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، عن لاريجاني قوله إن "الظروف التي يمر بها الأمريكيون في العراق وأفغانستان، تتطلب إطلاق مثل هذه التصريحات لحفظ ماء الوجه"، مشيراً إلى أن "الصرخات التي يطلقها هؤلاء تشبه الهروب."

وتابع قائلاً: "نرى أن ذلك ليس من العقلانية، لأن التجربة أظهرت أنهم قد يبدأوا شيئاً،ا لكنهم لن يكون بإمكانهم التحكم بنهايته"، مضيفاً القول: "إذا كانوا يملكون قليلاً من العقل، فإنهم لن يرتكبوا مثل هذه الأخطاء."

وشدد لاريجاني على أن "الأمريكيين، وفي حال اشتبكوا مع إيران عسكرياً، فإنهم سيدقون آخر مسمار في نعش المحافظين والمحافظين الجدد الأمريكيين."