تشهد هذه المرحلة توسيع دائرة الضغوط والتهديدات والاتهامات الأميركية - الاسرائيلية الموجهة ضد سوريا وهي تناغمت مع وتيرة التحضير لعدوان مبيت وبدا ذلك واضحا وجليا عبر قيام الطائرات الحربية الاسرائيلية باختراق الأجواء السورية الشمالية - الشرقية والادعاء بأن اسرائيل كانت تطارد شحنة صواريخ مرسلة من كوريا الشمالية الى حزب الله عبر سوريا ومن ثم الانتقال الى مرحلة اضافية في التصعيد ضد دمشق والادعاء بأن الأقمار الصناعية الأميركية والاسرائيلية التقطت صورا جوية لمفاعلات نووية في سوريا يرجح أن يكون مصدرها كوريا الشمالية وكما هو واضح فإن هذا السيناريو هو مقدمة لفتح بوابات ضغط جديدة على سوريا خلال المرحلة القادمة كأن يصار الى استصدار قرار عن مجلس الأمن بإرسال خبراء ومفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى سوريا من أجل التحقق من صحة هذه المعلومات المتداولة ومن ثم يصار الى توسيع القضية والسعي الى محاولة إدخال دمشق في دائرة مفتوحة من الاتهامات أي باختصار ايجاد «عراق جديد» أو في أحسن الأحوال وضع سوريا في موقف مماثل لما عليه ايران حاليا حيث تتعرض لعقوبات من مجلس الأمن وربما تطور الأمر الى عمل عسكري. وبطبيعة الحال فإنه يتوجب على القيادة السورية ان تأخذ هذه السيناريوهات على محمل الجد والحذر واليقظة. وأن تبدأ منذ الآن دراسة وسائل الرد والمواجهة لأن المطروح أميركيا واسرائيليا هو تصوير سوريا على انها تمتلك قوة كبيرة وغير عادية، وهي بالتالي تشكل خطرا على الأمن والسلم الدوليين، إذ لا حاجة للتأكيد أن هناك قرارا استراتيجيا متخذا من قبل واشنطن وتل أبيب بعدم السماح لأي دولة عربية أو إسلامية قريبة من اسرائيل بامتلاك أسلحة هجومية أو قوة ردع وفي حال وُجدت مثل هذه الدولة سرعان ما تتعرض إما للغزو والمباشر كما حدث للعراق أو لكم من المؤامرات والضغوط والتهديدات مثلما هو حاصل بإيران حاليا أو ربما تم اللجوء الى الأمم المتحدة وتحديدا مجلس الأمن من أجل تحطيم قوة تلك الدولة وهناك مؤشرات على أن هذا الأسلوب سيطبق مع سوريا لأنه في نظرهم أفلح في إخراج القوات السورية من لبنان بطريقة كان فيها الكثير من الإهانة.

مصادر
الوطن (قطر)