أبدت مصادر سياسية سورية استغرابها الشديد ازاء تصريحات شمعون بيريز أمس الاول والتي ربط فيها ما اسماه استئناف المفاوضات مع دمشق ببقاء حكومة السنيورة وعدم سعيها الى اسقاط هذه الحكومة، معتبرة هذا الكلام بأنه خطير جدا وهو يعكس النوايا العدوانية لإسرائيل ازاء كل من لبنان وسوريا.

وأوضحت هذه المصادر لـ الوطن ان بيريز حاول في تصريحاته ان يضلل الرأي العام من خلال القول إن المواجهة القائمة حاليا بين سوريا من جهة وأميركا واسرائيل من جهة اخرى تتركز على تقرير مصير لبنان أكثر من هضبة الجولان ليترك انطباعا ما بأن السوريين لا يعطون موضوع الجولان الاهتمام الكافي في الوقت الذي يعلم فيه بيريز وأمثاله ان اسرائيل خاضت اكثر من حرب لتحرير الجولان واستعادته.

وشددت المصادر على أنهم في اميركا واسرائيل هم الذين يديرون السياسة وفق مبدأ الصفقة مؤكدة ان سوريا تلقت عروضا بعد انسحابها عسكريا من لبنان بامكانية اطلاق يدها مجددا في الشؤون اللبنانية مقابل تغيير مواقفها الوطنية والقومية وهي رفضت الدخول في أي مفاوضات أو مساومات، لافتة الى ان موضوع الارض السورية المحتلة في الجولان هو أمر غير قابل للتفاوض بمعنى انه يتوجب على اسرائيل استعادته كاملا لمجرد الموافقة على استئناف مفاوضات السلام على المسار السوري.

وحذرت المصادر السورية من ان تصريحات بيريز هذه تكشف بوضوح سافر عن حجم التدخل الاميركي ــ الاسرائيلي في شؤون لبنان الداخلية وحجم الدعم المشترك الذي تتلقاه حكومة فؤاد السنيورة من قبل واشنطن وتل أبيب لافتة الى ان تصريحات بيريز تنطوي ضمنا على تهديدات موجهة ضد سوريا من انها اذا لم تعترف بحكومة السنيورة وتتفاوض معها فإن باب احياء مفاوضات السلام مع اسرائيل سيظل موصدا !

من جهة أخرى نفت المصادر السورية بشدة ما تروج له بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية والاميركية من أن الطائرات الحربية الاسرائيلية قصفت موقعا داخل سوريا كانت فيه معدات نووية مرسلة من كوريا الشمالية واصفة هذه المعلومات بأنها زائفة ومضللة وتندرج في سياق حملة الاكاذيب والافتراءات الجديدة التي أطلقوها ضد دمشق، موضحة ان الطائرات التي اخترقت المجال الجوي الاسرائيلي ألقت خزانات وقود فقط عندما لاذت بالفرار صوب البحر وبالتالي لم تكن هناك أية اهداف عسكرية جرى قصفها !

كما نفت المصادر نفسها ان تكون الطائرات الحربية الاسرائيلية استهدفت مصنعا ايرانيا ــ سوريا لانتاج وتصنيع الصواريخ البالسيتية، مؤكدة ان اطلاق هذه الادعاءات والاكاذيب هو من أجل تبرير العدوان وقيام الطائرات الحربية الاسرائيلية باختراق الاجواء السورية، الأمر الذي يشكل قرصنة واعتداء سافرا على سيادة دولة مستقلة وذات سيادة، ولاحظت هذه المصادر ان حملة الافتراءات هذه جاءت في اعقاب التزام اسرائيل وحكومتها بالصمت إزاء قيام الطائرات بخرق الاجواء السورية، الامر الذي يكشف بوضوح النقاب عن ان فبركة قصة التعاون النووي بين سوريا وكوريا الشمالية هي مجرد غطاء ربما لأعمال عدوانية جديدة قد تقدم عليها حكومة أولمرت .

مصادر
الوطن (قطر)