تشكل الحملة الأميركية ـ الإسرائيلية غير المسبوقة التي تتعرض لهما سوريا حاليا وتحاول اظهار وجود تعاون نووي بين دمشق وكوريا الشمالية عنوانا بارزا للمرحلة المقبلة في المنطقة وهي تشير بوضوح الى ان واشنطن وتل أبيب تؤسسان لملف نووي خاص بسوريا وذلك على غرار الملف العراقي!وهناك من يتخوف ان يتم اطلاق سيناريو عبر مجلس الامن يفسح بالمجال امام ارسال مراقبين ولجان تفتيش دولية كما حدث في العراق تماما الى سوريا للكشف عن المواقع والمنشآت النووية وقد يستمر الامر عدة سنوات ثم ينتهي الى احد الاحتمالات المفتوحة اي كأن يقولون إنه لم يتم العثور على اي أسلحة نووية ويطلقون بدعة ان السوريين هربوا هذا السلاح الى مكان آخر ربما حزب الله او حماس او ان يحال الموضوع الى مجلس الامن لاصدار قرار يجيز استخدام القوة وهكذا يعيدون صناعة وانتاج الحدث العراقي.

والواضح من خلال قراءة ردود الفعل السورية ان هناك نوعا من عدم الجدية في طريقة التعاطي مع الحملة وذلك بالرغم من ان الصحف السورية تطلق تحذيرات جديدة وهي تعبر عن حالة قلق عام من هذا السيناريو في حين ان بعض الاوساط تنظر الى الامر على انه لا يتعدى ورقة الضغط على دمشق اي ان هذه الجهة لا تريد الاعتراف انهم في اميركا واسرائيل يريدون مهاجمة سوريا تحت اي ذريعة كانت حتى لو كانت من صنع خيوط العنكبوت.

وفي الحالة السورية لا يجوز اغلاق اي ملف بل ان من واجبات القيادة ان تدرس كل شاردة وواردة وألا تهمل اصغر وادق التفاصيل لان كل المعطيات تؤكد أن ما يحاك ضد سوريا هو كبير وخطير جدا، وربما كان هناك قرار اميركي ـ صهيوني بالعدول عن ضرب ايران، واستعاضوا عنه بمهاجمة العمق السوري.

مصادر
الوطن (قطر)