صعدت واشنطن من حدة انتقاداتها لدمشق، على خلفية الخرق الإسرائيلي للأجواء السورية الأسبوع الماضي، فأشارت إلى أن سوريا مدرجة في قائمة أمريكية للدول المشتبه في إدارتها أنشطة نووية، وأكدت أنها تراقب سوريا عن كثب، مثلما تراقبها "إسرائيل" عن قرب شديد.

وبالتوازي مع هذه الاتهامات الجديدة لسوريا، كشف نائب مساعد وزيرة الخارجية لسياسية الحد من انتشار الأسلحة النووية اندرو سيميل وجود خبراء كوريين شماليين في سوريا، وأكد ان دمشق قد تكون أقامت اتصالات بـ"موردين سريين" للحصول على المعدات النووية. ولم يستبعد المسؤول الأمريكي التورط المحتمل للشبكة التي يديرها العالم الباكستاني احمد قدير خان والتي سبق وان زودت إيران وليبيا وكوريا الشمالية بالتكنولوجيا النووية. وأكد ان سوريا هي بالتأكيد في القائمة الأميركية للرقابة النووية. وقال "هناك مؤشرات على ان لديهم شيء ما يحصل هناك.. نعلم بوجود عدد من التقنيين الأجانب الذين ذهبوا إلى سوريا. نعلم انه كان هناك ربما اتصال بين سوريا وبعض الموردين السريين للمعدات النووية. يبقى ان نرى ما إذا رشح أمر ما" في هذا الشأن.

وقال سيميل "نراقب عن كثب. ومن الواضح ان الإسرائيليين كانوا يراقبون عن كثب".

وجاءت أقوال المسؤول الأمريكي رداً على أسئلة الصحافيين حول أنباء عن ضربة جوية إسرائيلية لهدف في سوريا مازال يحيطه الغموض. وتحدثت صحف عبرية وأمريكية، عن قافلة تنقل أسلحة إلى حزب الله اللبناني وعن موقع نووي سوري.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية كشفت مؤخرا ان "إسرائيل" جمعت صورا بواسطة الأقمار الصناعية، تظهر تعاونا كوريا شماليا محتملا مع سوريا في بناء منشأة نووية.

وفي رأي المراقبين فان ما تروج له الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية منذ مدة حول وجود تعاون سوري مع كوريا الشمالية في المجال النووي، يمثل خطوة أميركية واضحة لإدراج سوريا في "محور الشر النووي".

وفي واشنطن، رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك التعليق على تصريحات سيميل. وقال "لقد أعربنا أيضا، خلال هذه الأثناء، عن قلقنا حيال أنشطة كوريا الشمالية في ما يتعلق بالتعامل مع عبد القدير خان وآخرين في العالم»" موضحا ان لا معلومات لديه حول أي رابط محدد بين دمشق وبيونغ يانغ.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس قد قالت ، ردا على أسئلة حول التقارير الإعلامية عن قيام سوريا "ببناء منشآت نووية"، "لقد أعربنا منذ فترة طويلة عن قلقنا من انتشار أسلحة الدمار الشامل... يتعين ان نعتمد سياسات تمنع اخطر الناس في العالم من حيازة اخطر الأسلحة في العالم. هذا ما نقوم به كل يوم. إننا نعمل بشكل مباشر مع حلفائنا لمحاولة منع هذه الأنشطة".