صدرت ردود فعل محلية عنيفة في لبنان ردا على اغتيال النائب عن حزب الكتائب اللبناني أنطوان غانم في حادث تفجير أدى أيضا إلى مقتل ثمانية أشخاص وجرح نحو 20.

وبينما دعا حزب الكتائب المسيحي إلى إضراب عام يوم الخميس في البلاد حدادا على نائبه في البرلمان، وجه رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أصابع الاتهام مباشرة إلى سوريا بالضلوع في الحادث.

وقال الحريري في كلمة متلفزة "القاتل واحد المجرم واحد... لم أر في حياتي نظاما أجبن من نظام بشار الأسد".

وأضاف "أعداء لبنان يريدون تعطيل انتخابات الرئاسة، لن نسمح للمجرمين القتلة بالنيل من لبنان وسننقذ استحقاق الرئاسة".

وأكد الحريري أن غانم "كان خارج لبنان منذ آخر عملية اغتيال وذلك بناء على معلومات بأن نواب الأكثرية مستهدفون".

أما جنبلاط فقد كان أكثر وضوحا كعادته في اتهام النظام السوري بالانفجار الذي استهدف سيارة غانم في سن الفيل شرقي بيروت عصر الأربعاء، حيث صنف الاغتيال في خانة "الرسالة المعهودة للنظام السوري".

وقال في تعليق تلفزيوني "على مشارف الانتخابات يريدون ضرب الغالبية لتعطيل إرادة الشعب" مؤكدا أن نواب الأكثرية سيشاركون في الجلسة المقررة لانتخاب رئيس جديد للبلاد الثلاثاء المقبل.

ويأتي الانفجار قبل أيام من موعد الجلسة الأولى لانتخاب رئيس الجمهورية.

وحث المطارنة الموارنة في لبنان أعضاء البرلمان على حضور هذه الجلسة واعتبروا أن مقاطعتها "مقاطعة للوطن".

وكان رئيس البرلمان نبيه بري قد دعا إلى جلسة لانتخاب رئيس للبلاد الثلاثاء المقبل غداة بدء المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي التي تنتهي في 24 نوفمبر/تشرين الثاني وذلك وسط انقسام حاد بين تيار الأغلبية والمعارضة.

وباغتيال غانم ينخفض عدد نواب الأكثرية إلى 68 نائبا من نواب البرلمان الـ128.

وغانم هو الشخصية الثامنة التي تتعرض للاغتيال ضمن سلسلة الاغتيالات التي شهدتها البلاد منذ عام 2005.

استنكار
وكان حزب الله قد سارع إلى استنكار الانفجار على لسان النائب حسن فضل الله الذي اعتبره في اتصال مع الجزيرة جريمة تستهدف التوافق اللبناني.

وفي مواجهة الاتهامات المتوقعة استنكر مصدر إعلامي سوري لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) "بشدة الاعتداء واعتبره "عملا إجراميا" يستهدف "ضرب المساعي والجهود التي تبذلها سوريا وآخرون من أجل تحقيق التوافق الوطني اللبناني" مؤكدا "حرص سوريا على أمن واستقرار ووحدة لبنان الشقيق".
إدانات دولية
كما أثار الاغتيال ردود فعل دولية كان أبرزها رد فعل الولايات المتحدة. حيث قال غوردن جوندرو المتحدث باسم مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض إن الولايات المتحدة "تدين بشدة هذا الهجوم، وسنواصل الوقوف إلى جانب هؤلاء اللبنانيين الذين يقاتلون من أجل بلد حر وديمقراطي".

كما أدان التفجير السفير الفرنسي في مجلس الأمن جان موريس ريبير بصفته رئيسا للمجلس المؤلف من 15 عضوا لهذا الشهر، وقال "إن مجلس الأمن يدين هذا التفجير الجديد ويعتبره محاولة لزعزعة استقرار لبنان في هذه الفترة الحرجة للغاية".

وأدانت الحكومة البريطانية على لسان وزير خارجيتها ديفد مليباند الانفجار، وقالت "لقد كانت هذه محاولة وحشية لزعزعة استقرار لبنان في هذه المرحلة الحاسمة في تاريخه. وعلى كافة الأطراف معالجة خلافاتها من خلال الحوار والعمل بشكل سلمي على إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة".

كما ندد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالانفجار "بأشد العبارات" واعتبره "اعتداء استهدافيا جديدا" ضد عضو منتخب في الأغلبية البرلمانية اللبنانية.

مصادر
الجزيرة نت (قطر)