قال خبراء استراتيجيون وسياسيون مصريون، إن احتمالات ضرب سوريا عسكريا من قبل الكيان الصهيوني، وتوجيه عملية ضد لبنان، مازالت قائمة حتى شهر مارس/آذار المقبل، مطالبين بموقف عربي داعم للبلدين في مواجهة التهديدات والمؤامرات الأمريكية.

وقال أحمد حسن الأمين العام للحزب الناصري أمام ندوة نظمها الحزب مساء أول أمس بعنوان “احتمالات الحرب على سوريا ولبنان.. الموقف العربي” إن التحرشات “الإسرائيلية” بسوريا من خلال غارتها الجوية الأخيرة، وتصريحات مسؤوليها العسكريين، يؤكد أن سوريا بلا شك مقبلة على حرب ستفرض عليها من قبل القوات الصهيونية، مطالبا بأهمية تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك من جانب واتفاقية الدفاع بين مصر وسوريا من جانب آخر، حال تنفيذ تهديدات “إسرائيل” لسوريا، مذكرا بمواقف الدول العربية في حرب العاشر من رمضان عام 1973 عندما كانت تمتلك الدول العربية إرادتها.

بينما أرجع محمد أبو العلا نائب رئيس الحزب الناصري التحرشات العسكرية “الإسرائيلية”، والضغوط الأمريكية على سوريا، إلى اهتمام دمشق بالتنمية الشاملة، ما جعلها دولة منتجة ومصدرة للقمح حالياً، وهو ما أزعج السلطات الأمريكية، فضلا عن عمليات التنمية العسكرية التي يقودها حاليا النظام السوري، وخاصة في مجال الدفاعات الجوية والأرضية.

وأكد الخبير الاستراتيجي اللواء صلاح سليم أن أمريكا تسعى لخلق الأزمات في المنطقة العربية لأهداف عديدة، منها المضي في مخطط تهويد فلسطين، واستقرار الأوضاع لصالح الاحتلال في العراق، واستمرار مخطط الهيمنة العسكرية والسياسية على بعض الدول العربية، غير أنها تجد لها في المنطقة والكلام لسليم قوى مناوئة أبرزها سوريا التي تستعصي على التسليم. وتحاول أن تصحح أخطاء استراتيجية قديمة بالعمل على إعادة تعمير “القنيطرة” وتنمية وجودها في الجولان، وأكد سليم أن على سوريا المضي في بناء قواتها المسلحة من جديد، وأن تقيم مناوراتها في الجولان، لافتا إلى أن أحد أسباب الضغوط الأمريكية على دمشق، تتمثل في أن سوريا بدأت بالفعل في إعادة بناء قواتها المسلحة. قال سليم إنه ليس سرا أن سوريا تبني نظاما دفاعيا جويا حديثا، فضلا عن أن أمريكا بات لديها اليقين أن النظام السوري بدأ يستخدم نظام “ىٌس” الذي يستطيع التعامل مع 12 هدفا في لحظة واحدة وأضاف أن الغارة “الإسرائيلية” الأخيرة كانت تهدف إلى كشف استخدام هذا النظام من قبل القوات السورية ضد الطيران “الإسرائيلي” وترددات صواريخ الدفاع الجوي، إلا أن القيادة السورية أحكمت العقل ولم تستخدم هذا النظام حفاظا على سريته وأهميته في المعارك. ولفت إلى أن أمريكا تعلم أن سوريا تمثل حجر عثرة أمام مطامعها واستقرار الأمور للكيان الصهيوني في المنطقة، مشيرا إلى الدور السوري في لبنان، مؤكدا أهمية هذا الدور للأمن القومي لكل من سوريا ولبنان معا، وأشار إلى أن سوريا استطاعت أن تحقق اكتفاء ذاتيا في الغذاء والكساء.

وأكد اللواء سليم عدم امتلاك سوريا لمنشآت نووية تمكنها من البدء في برنامج نووي، مفندا بذلك الادعاءات الأمريكية بأن سوريا استقدمت معدات نووية من كوريا الشمالية سواء لها أو لحزب الله، وعاد للتأكيد على أن الهدف من الغارة “الإسرائيلية” الأخيرة كان اختبارات قدرات الدفاع السوري، محذرا من تكرار مثل تلك الغارة، ومشددا على أهمية التعامل معها مستقبلا بأي نظام دفاعي، وقال إن على سوريا استخدام خطط الخداع الإلكتروني التي برعت فيها مصر بصورة شديدة. وانتقل بحديثه إلى القضية الفلسطينية مشددا على أهمية توحيد قوى المقاومة والأجنحة العسكرية لتتمكن القيادة الفلسطينية من امتلاك القوة في المفاوضات التي تجريها مع العدو “الإسرائيلي”.

ورأى الخبير الاستراتيجي أن احتمالات ضرب سوريا وتوجيه عملية ضد لبنان مازالت قائمة حتى مارس/آذار المقبل. لافتا إلى أن كل يوم يمضي خلال تلك الفترة تقوى فيه الدفاعات الداخلية السورية وتضعف وتنهك الولايات المتحدة بفعل المقاومة العراقية، بما يقلل من احتمالات العمل العسكري سواء كان ضد إيران أو ضد سوريا أو حزب الله. مطالبا بالعمل على استمرار اشتعال المقاومة في العراق وتدعيم إيران لهذه المقاومة بغرض إنهاك أمريكا. ودعا سليم الحكومة السورية إلى تصعيد قضية الجولان والمطالبة بعودتها في مختلف المحافل إلى جانب العمل على تعزيز الوحدة الوطنية وحل بعض المشكلات المتعلقة بالأكراد.

مصادر
الخليج (الإمارات العربية المتحدة)