قال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك إن العبرة الرئيسة التي استخلصتها إسرائيل من حرب «يوم الغفران» (تشرين الأول / اكتوبر 1973) وتسير بهديها منذ ذلك الوقت تقول بعدم الاعتراف بخطيئة العجرفة والاستعلاء فحسب، إنما بوجوب «أن لا نغترّ، عندما يتعلق الأمر بالأمن، بما يبدو في الظاهر هدوءاً وهمياً»، ما يحتم على إسرائيل أن تكون جاهزة في كل وقت.

وأضاف باراك: «علينا أن نتحلى بالتيقظ ورباطة الجأش وأن تكون لدينا يد مستقرة وراء مقود القيادة». وزاد ان «هذه الجهوزية تعني أيضاً تحسين التفوق النوعي في روح القتال لدى الجنود وفي العتاد الحربي على السواء، وكأن الحرب المقبلة خلف المنعطف».

وكان باراك يتحدث خلال المراسم التأبينية الرسمية التي تمت أمس في المقبرة العسكرية في القدس إحياء لذكرى الجنود الذين سقطوا في حرب 1973. واكتسبت أقواله اهتماماً خاصاً على خلفية التوتر على الحدود مع سورية.

من جهته شدد رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال غابي أشكنازي على «وجوب النظر إلى الواقع من دون أن نغتر بالتمنيات». وقال: «علينا أن نتيقن صباح كل يوم من خلال الشعور العميق بالمسؤولية والإدراك بأن مسألة وجود دولة يهودية مستقلة في هذه المنطقة ليس أمراً مفروغاً منه، ما يحتم على إسرائيل المحافظة على قوتها في ظل التهديدات المحيطة بها، من أجل الحفاظ على بقائنا وإثبات علاقتنا بهذه الأرض».

وأضاف أشكنازي: «أيضاً بعد 60 سنة على استقلال إسرائيل ندرك أننا نقاتل من أجل شرعية وجودنا وحقنا الطبيعي في أن نبسط سيادتنا واستقلالنا الوطني في وطننا»، واصفاً حرب 1973 «بأنها صدعت الشعور بأمننا كإسرائيليين وخبرناها هزة أرضية وإن انتهت بانجاز عسكري هائل».

وكان رئيس الحكومة ايهود اولمرت تطرق باقتضاب إلى الذكرى الـ 34 لحرب 1973 في افتتاح الاجتماع الحكومي الاسبوعي امس، فاعتبرها «من أصعب الحروب في تاريخ الحروب التي خاضتها إسرائيل وأكثرها ايلاما». وقال ان «المؤسسة الأمنية تنشط على كل الجبهات بلا توقف وتحقق انجازات عظيمة، لكن هذه الانجازات لا تنكشف أحياناً للجمهور».

إلى ذلك أفادت مصادر صحافية إسرائيلية ان وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ستكرس لقاءاتها السياسية في نيويورك مع نظرائها من أنحاء العالم، على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، لنقل رسالة اولمرت التي تقول في شقها الأول إن سورية ما زالت تلعب دوراً سلبياً في الشرق الأوسط وفي الثاني أن إسرائيل تؤكد استعدادها للتفاوض مع دمشق من دون شروط مسبقة «شرط أن تكون المفاوضات جدية».

وكانت إسرائيل تابعت باهتمام بالغ، نهاية الأسبوع الماضي التي حلت فيه ذكرى حرب 1973 وفقاً للتقويم العبري، التحركات السورية على الحدود في الجولان المحتل وانطلقت طائراتها الحربية إلى الأجواء عندما رصد الرادار طائرة «ميغ» سورية تقترب من الحدود ثم اختفت عن شاشاته لكن سرعان ما تبين أنها تحطمت «لسبب لا تزال إسرائيل تجهله»، لتعود الطائرات الإسرائيلية إلى قواعدها.

ونقلت تقارير صحافية عن مسؤولين عسكريين ان حال تأهب الجيش الإسرائيلي على الحدود السورية قد يطول حتى تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل رغم ان إسرائيل مقتنعة بأن سورية ليست معنية في مواجهة عسكرية مع إسرائيل وأن أقصى ما يمكن أن تقوم به هو تنفيذ هجمات إرهابية على أهداف إسرائيلية ويهودية في أرجاء العالم أو التعرض لسفينة سياح إسرائيليين في البحر المتوسط رداً على الغارة الإسرائيلية على أراضيها قبل 20 يوماً.

من جهته اعتبر قائد سلاح الطيران الإسرائيلي الميجر جنرال اليعيزر شكيدي الوضع الذي تعيشه إسرائيل الآن معقداً. وقال في محاضرة أمام تلاميذ في مستوطنة بمنطقة القدس ان لسلاح الجو وزناً خاصاً «في كل نوع من القتال الوشيك مع دول ذات حدود مشتركة مع إسرائيل أو مع دول بعيدة عن إسرائيل.. وعلينا ان نكون جاهزين وحادين كالسيف لأي أمر قد يحصل». وزاد «ليس خفياً أنني منشغل في الأيام الأخيرة بعدد من المسائل... لن اخوض في التفاصيل عن الأوضاع لكن إسرائيل في وضع معقد للغاية».

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)