اعتادت انشطتنا الثقافية الدمشقية ، أن تجد جمهورها من بين المهتمين بالثقافة بمعناها النخبوي ، فنرى الأشخاص أنفسهم في المحافل الثقافية من سينما ومسرح وتلفزيون وموسيقا وتشكيل مع العلم أن هذا الجمهور يتزايد سنويا بنسبة ضئيلة وهذه الزيادة تأتي من شريحة الشباب الجامعي خصوصا من المعاهد التابعة لوزارة الثقافة كالمعهد العالي للفنون المسرحية وتوابعه من موسيقا وباليه الخ لدرجة ان هذا الجمهور يعرف بعضه بسب تكرار الحضور ، ولم يصدف أن اهتم عامة الجمهور بالحدث الثقافي ولو بنسب ضئيلة ، الا في استثناءات احتفالية كحضور مطربين مشهورين او شعراء استثنائيين .

والسؤال الذي يتبادر للذهن في احتفالية ضخمة كأحتفالية دمشق 2008 ، أي جمهور نتقصد حضوره ؟ وأية ثقافة نتقصد طرحها ؟ وهل من المهم أن نطرح برامج ومشاريع يفضلها الجمهور استجداء لرؤيته في النشاطات ، وهل نمتلك تلك الأهلية الاعلانية لحض الجمهور على حضور تلك النشاطات دون الاتكاء على عقليته .

بلا شك أن هناك عروض واستعراضات حداثية قد لا تروق لجمهور اعتاد الفرجة على التراث ، وهذه العروض تحتاج الى جمهور العامة كي تثبت جدواها ، هذا من جهة ، اما على الطرف المقابل فهناك استحقاق التغيير الثقافي كمهمة تقع على عاتق أحتفالية بهذه الضخامة والندرة .

أعتقد أنه لم يعد في العالم من ينتظر الجمهور فان اتى فيا مرحبا به وان لم يأت فنحن ( عملنا يلي علينا ) ، كما اني لا أعتقد أن الجمهور سوف يأتي من تلقاء نفسه ، وهنا بيت القصيد وربما التحدي ..هل يستطيع خبراء الأعلان في الاحتفالية أن يحضروا جمهورا عموميا لحضور نشاطاتها ؟ هل يستطيعون أن يصلوا ويتواصلوا مع الجمهور العادي ويقنعونه بالمشاركة ؟

لا نريد للأحتفالية أن تمر مرور الكرام من بين مجموعة مكررة من البشر ، لأن التغيير الثقافي المقترح والمبرر لوجود الاحتفالية هو بين الناس العاديين وليس بين النخبة . فعلى أي جمهور نعول ؟ وعلى أية خطة اعلامية اعلانية نعتمد ؟