تابع الرئيس الأميركي جورج بوش امس حملته على ما اسماها "الأنظمة الديكتاتورية" في إيران وسورية وبيلاروسيا وكوريا الشمالية، ودعا العالم إلى توحيد جهوده للقضاء على "الإرهاب" ومساعدة "الديمقراطيات الوليدة" في أفغانستان ولبنان والعراق!!

وفي حين دعا رئيس وزراء فرنسا نيكولا ساركوزي الى اقامة نظام عالمي جديد تحت قيادة الامم المتحدة، أكد بوش ان اميركا مستعدة لتوسيع الامم المتحدة.

وفي كلمة القاها امام مندوبي 192 دولة عضوا يشاركون في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للامم المتحدة، هاجم الرئيس الاميركي بشدة النظام الحاكم في ميانمار. وقال إن بلاده ستفرض عقوبات جديدة عليه، مضيفا إن "الحكم الديكتاتوري الطويل في كوبا" شارف على نهايته، كما ندد بـ"معاناة الأبرياء في دارفور بسبب العنف والإبادة،" وأجواء الاضطهاد في السودان وقال إن الأوضاع في تلك الدول، إلى جانب فنزويلا، "بحاجة للتغيير."

ووجه الرئيس بوش بالتحية "للمواطنين الشجعان في لبنان وأفغانستان والعراق" وطالب "الأمم المتحضرة بالوقوف إلى جانبهم في معركتهم للحفاظ على ديمقراطيتهم الوليدة.

وبخلاف ما كان متوقعاً، اقتصر ذكر إيران في خطاب بوش على مقاطع قليلة، قال في إحداها إن أنظمة "بيلاروسيا وسورية وإيران وكوريا الشمالية القمعية تحول دون تمتع شعوبها بحقوقها الأساسية التي نصت عليها شرعة الأمم المتحدة".

وخصص بوش الكثير من محاور كلمته للحديث عن التطورات في ميانمار بين المعارضة والسلطة، كاشفاً أن بلاده ستشدد عقوباتها على النظام الحاكم بسبب ممارساته، كما انتقد ما قال إنه "تجاهل مجلس الأمن لقضايا مهمة مثل ميانمار وإيران وتركيزه على إسرائيل" جاعلاً من ذلك مدخلاً للمطالبة بإصلاح المجلس.

وشهدت اعمال اليوم الاول من اعمال المنظمة الدولية موافقة مجلس الامن على نشر قوة مشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي في شرق تشاد وشمال شرق جمهورية افريقيا الوسطى لحماية المدنيين المتضررين من النزاع في اقليم دارفور المجاور.

وفي قرار عرضته فرنسا وتبناه الاعضاء الخمسة عشر بالاجماع، سمح المجلس لمدة سنة "بأن يكون في تشاد وجمهورية افريقيا الوسطى (...) وجود متعدد الابعاد يهدف الى المساعدة على ايجاد الظروف المناسبة لعودة طوعية ودائمة للاجئين والنازحين".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون قد لفت في افتتاح أعمال الدورة 62 للجمعية العمومية إن قادة العالم يواجهون هذا العام "تحديات هائلة" تتفاوت بين الاحتباس الحراري وإنهاء الحرب في إقليم دارفور إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط.

الى ذلك، أعلن امس الرئيس الفرنسي في أول خطاب له أمام الجمعية العامة للامم المتحدة أنه ينبغي على الامم المتحدة الاستفادة من وضعها كأداة من أجل إقامة "نظام عالمي جديد للقرن الواحد والعشرين".

وحث ساركوزي، الذي فاز بالرئاسة هذا العام استنادا إلى برنامج إصلاحي قوي يهدف إلى تحديث فرنسا، في خطابه الذي احتوى على الكثير من الاشارات إلى مبادئ الثورة الفرنسية، المنظمة العالمية على الشروع في تنفيذ برامج تتراوح بين التوزيع المتساوي للثروة ومكافحة الفساد.

واستطرد الرئيس الفرنسي يقول "باسم فرنسا أطالب جميع الدول التكاتف من أجل تأسيس النظام العالمي الجديد للقرن الواحد والعشرين بالاستناد إلى فكرة أن السلع المشتركة التي تخص البشرية جمعاء هي من مسؤوليتنا المشتركة جميعا".

وفيما يتعلق بإيران اعتبر ساركوزي ان السماح لايران بالتزود بالسلاح النووي يعني "اخذ مجازفة غير مقبولة بشأن استقرار المنطقة والعالم".

واوضح ان "ايران لها الحق في الطاقة النووية"، متداركا "لكن افساح المجال لايران لتتزود بالسلاح النووي (يعني) اننا نأخذ مجازفة غير مقبولة بشأن استقرار المنطقة والعالم".