اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس، امس، ان احد اخطر اسباب التوتر بين سوريا واسرائيل هو ان دمشق هي الممول الرئيسي للاسلحة الآتية الى «حزب الله». واوضحت ان السبب وراء دعوة دمشق الى حضور المؤتمر الذي دعا الرئيس جورج بوش الى عقده، هو عدم احراج اعضاء اللجنة العربية التي شكلتها الجامعة العربية.
ورفضت رايس، في مقابلة مع «فوكس نيوز»، التعليق على الخرق الجوي الإسرائيلي للأجواء السورية. وقالت «إن المشكلة الأكبر، في رأيي، بالنسبة إلى منع انتشار أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، ستكون إذا حصلت ايران على أسلحة نووية، او حتى التكنولوجيا النووية لايجاد برنامج تسلح نووي. لان هذا الامر سيطلق تسابقا من قبل دول اخرى في المنطقة».
وحول ما اذا كان هناك تخوف من حرب بين سوريا واسرائيل، قالت رايس «هناك الكثير من الاسباب التي تبعث للقلق حول سوريا واسرائيل. اعني، ان احد (الامور) الطارئة والعاجلة انه بعد الحرب في لبنان، عندما تعرض حزب الله الى ضربة قوية، فان سوريا كانت الممول الرئيسي للاسلحة الآتية الى حزب الله. وهذا الامر كان معترفا به من قبل اللبنانيين وغيرهم. وهكذا فان هذا الامر يمثل مشكلة لاسرائيل التي عليها ان تراقب حزب الله يعيد بناء (ترسانته)، وكنا نحاول العمل مع اللبنانيين حول تلك القضية. الا ان هناك العديد من الاسباب للتوتر بين سوريا واسرائيل. اعتقد ان هذا الامر هو اخطرها».
واضافت رايس «اعتقد ان ما هو مثير للاهتمام هو ان اسرائيل ليست الدولة الوحيدة القلقة من سوريا. ما تقوم سوريا به في لبنان، ما تقوم به سوريا من تدفق للمقاتلين الاجانب الى العراق، ما تقوم به سوريا من دعم لحماس، هذه الامور هي تهديد بأشكال مختلفة للشرق الاوسط. وهكذا يمكنني ان اتخيل، من يمكن ان يقول، عندما انطلقنا بهذا الامر، لماذا تريدون دعوة سوريا الى اجتماع (مؤتمر بوش) دولي يفترض به ان يتحدث عن السلام الاسرائيلي ـ الفلسطيني. حسنا، ان سوريا عضو في اللجنة العربية حول مبادرتهم للسلام. وهذه المبادرة ستكون واحدة من المواضيع التي سيتم بحثها خلال اللقاء لاننا نريد، ليس فقط المسار الاسرائيلي الفلسطيني، بل ان يتعود العرب على فكرة ان تكون اسرائيل هناك ايضا. وهكذا واجهنا خيارا: هل تحاول ان تقصي احد اعضاء اللجنة، مسببا حرجا كبيرا للآخرين في محاولة حساب ما اذا كانوا سيأتون ام لا وهلم جراً، او تقول فقط ان كل اللجنة مدعوة. وعلى فكرة فانك اذا اتيت الى هذا الاجتماع فانك تقبل نوعا ما مسؤولية ان القضية الاسرائيلية ـ الفلسطينية ستحل بشكل سلمي وفق حل الدولتين؟. لقد قررنا الامر الاخير، وهو ليس احد اسهل القرارات التي اضطررنا الى اتخاذها».
وحول ضرورة ابقاء الضغط على سوريا وعدم السماح بحضورها المؤتمر ومن يدعمها ماليا، قالت رايس «لديهم عدد من المشاريع، دعني اقل انهم يعملون في اماكن مثل لبنان. واساسا، في القطاع المالي داخل لبنان». واضافت «المشكلة انهم لا يقرون انهم لم يعودوا متواجدين في لبنان. وقد حاولوا من خلال الترهيب ودعم عدد من حلفائهم في لبنان جعل حياة الحكومة المنتخبة ديموقراطيا صعبة».
وتابعت رايس «لقد قتل عدد من الاشخاص»، موضحة، حول ما اذا كانت سوريا سببت ذلك، «حسنا، من لديهم روابط. لا استطيع القول اذا كانوا مع سوريا ام لا، لكن الاكيد ان لديهم روابط. يجب ان يتم الضغط عليهم».
واعربت رايس عن اعتقادها انه «على الدول العربية السنية، القلقة جدا من النفوذ الايراني والعنف الايراني، تشكيل نوع من هيئة الصداقة، التحالف، لمحاولة القيام بعدد من الامور في الشرق الاوسط. اولا محاولة انشاء دولة فلسطينية يمكن ان تعيش جنبا الى جنب الى جنب اسرائيل ويمكن بالتالي انهاء الصراع ووضعنا على طريق المصالحة بين العرب والاسرائيليين. ثانيا، محاولة دعم الحكومة اللبنانية، نفس الدول التي تدعم فؤاد السنيورة وحكومته، وايضا ان يكون لها سياسات افضل تجاه العراق».
وقالت رايس «ان العرب، يعرفون انها (سوريا) مشكلة، وهم ممتعضون من علاقتها مع ايران... لانها اصبحت جسرا لايران للتدخل في الشؤون العربية، سواء في القضية الاسرائيلية ـ الفلسطينية او ما يحصل في العراق».

مصادر
السفير (لبنان)