طالبت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها أمس الحكومة الاسرائيلية ببذل كل ما في وسعها لإنجاح انعقاد المؤتمر الدولي في تشرين الثاني المقبل. وكتبت: "النشاط الديبلوماسي الدائر هذا الأسبوع خلال انعقاد الهيئة العامة للأمم المتحدة هو خطوة تسبق مؤتمر السلام في واشنطن. لقد اعلنت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ان المؤتمر سيدعم المحادثات التي يجريها رئيس الحكومة ايهود باراك مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من اجل دفع النقاش حول المسائل الاساسية لإيجاد حل دائم ودعم مساعي موفد اللجنة الرباعية طوني بلير من اجل بناء المؤسسات الفلسطينية.
فاذا كان هذا هو الوضع، واذا افترضنا ان هناك مصلحة اسرائيلية واضحة في عقد مؤتمر ناجح للسلام، فمن المهم ان تبذل الحكومة كل ما في وسعها لدعم هذه الخطوة السياسية والامتناع عن القيام بأي شيء يعرقلها.
اولاً، على اسرائيل ان تبدي انفتاحاً ومرونة في التفاوض على صيغة اعلان المبادئ التي يفترض تحقيقها في المستقبل. ويجب منع تحول نقاش اللجان الذي سيبدأ الاسبوع المقبل مساومة عقيمة فارغة من المضمون بين محاورين متشددين. ان غالبية الجمهور الاسرائيلي يؤيد قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة على اساس الخط الأخضر، بواسطة تبادل مناطق في مقابل ضم الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة. ويجب ان يدخل هذا ضمن اعلان المبادئ المشتركة بما في ذلك الصيغ المتعلقة بمشكلات القدس واللاجئين والترتيبات الأمنية في المستقبل.
ثانياً، ممنوع ان تؤدي المسائل الشخصية والنزاعات السياسية الى افشال المسعى السياسي. ليس هناك خلاف حقيقي بين وزراء "كاديما" ووزراء "حزب العمل" حول مضمون الحل المطلوب. فالجميع متفقون على المبادئ والخريطة عينها تقريباً. إن محاولات وزير الدفاع تمييز موقفه عن مواقف رئيس الحكومة بالكلام على تقديرات متشائمة وشروط متشددة للإتفاق مع الفلسطينيين تعقد سير المفاوضات من دون فائدة.
ثالثاً، من المهم أن تظهر محاولات تعزيز قوة عباس والمعتدلين على الأرض، وليس فقط في الخطابات والتصريحات. ان اعلان اولمرت في خطابه يوم الخميس الماضي ان عباس هو الشريك كان مطلوباً في مضمونه وتوقيته، وأظهر تمسكه بالعملية السياسية. ولكن هذا لا يستقيم مع التلكؤ الذي تعالج به وزارة الدفاع موضوع ازالة الحواجز من الضفة الغربية واخلاء المواقع الاستيطانية اللاشرعية. كما ان خطوة الإفراج عن 91 أسيراً فلسطينياً لمناسبة عيد الفطر بدت بخيلة. اما اعلان انتشار الشرطة الفلسطينية في نابلس فمثير للسخرية. من الصعب ان نرى كيف ستساهم هذه الخطوات الشديدة الضآلة في تحقيق الأهداف المعلنة، اي تعزيز موقع عباس وسط الجمهور الفلسطيني. بقي شهران لإنعقاد المؤتمر في واشنطن، ومن المهم ان نستغل الوقت في دفع مسار المؤتمر والتحضير للمراحل المقبلة من المفاوضات لحل النزاع واقامة دولة فلسطينية".

مصادر
هآرتس (الدولة العبرية)