استضاف نادي الشقيف ـ النبطية المناضل والمفكر العربي د.عزمي بشارة، في لقاء حواري أعرب خلاله عن قلقه لما هو حاصل في المنطقة من إجهار بالطائفية كوسيلة للدخول في حرب إقليمية جديدة تضر بالوطن العربي على المستويات كافة، لافتا إلى أن مخاطر الحرب وقعت سواء حصلت أو لم تحصل من خلال الشحن الطائفي الحاصل في لبنان والعراق.

وقال بشارة: لا يجب أن نستخف بالفكر القومي، لأنه يجمعنا ما بعد الطائفة التي هي بعيدة عن الدين، ويجب ألا نتعامل مع الأمور بهذا الشكل، أي أنا ضد الطائفية يعني أنا ضد الدين، ذلك لأن الديانات السماوية ليست طوائف.

وقال: إن من يحول الإسلام والمسيحية إلى طوائف، يجرم بحق الاثنين، لان الطوائف انتماء للبشر وليس لله، لذلك النقابات تعاني من أزمة لان الطائفية ليست طبقة اجتماعية حيث الفقير والغني يتعصب لطائفته.

ولفت إلى أن اكبر جريمة في حق الإسلام والمسيحية اليوم هي التعصب، فالتعصب هو من مظاهر الجاهلية، وان الاحتكام إلى الطائفية في الوظائف الأساسية، وتعميمها لا يضر فقط في المجتمع وفي السياسة وفي الوظائف وفي إقامة دولة حديثة على أساس الكفاءات، بل هو يضر بالدين نفسه، لأنه يحوله إلى رابطة عصبوية لا علاقة لها بالإيمان.

وأضاف: هذه هي الأداة الأساسية التي تستخدم الآن وبشكل غير عقلاني للغاية وانه يجب أن نواجهها بقوة.

وتطرق بشارة إلى موضوع الاعتدال والهيمنة والإملاءات الأميركية في المنطقة، بدءا من العراق إلى فلسطين وصولا إلى لبنان، حيث قال إن المعتدل هو من يقبل دون نقاش الإملاء الأميركي. وإذا ناقش يناقش في إطار الهيمنة الأميركية، أما المتطرف هو الذي لا يقبل الإملاء الأميركي دون نقاش، وإذا النظام المتطرف نفسه قبل الإملاء الأميركي يتحول إلى معتدل دون أن يغير أي شيء من ممارساته الأخرى، أي انه ينتقل غدا إلى قول نعم للسياسة الأميركية في لبنان وفي فلسطين وفي العراق، دون أن يغير أي شيء في نفسه.

ورأى أن مصيبتنا مع الديمقراطيين الليبراليين في الغرب، أنهم يسيئون إلى الديمقراطية والتنوع في العالم العربي، متجهين إلى سياسة مواجهه مع محور التطرف، متسائلا هل هذه السياسة تعني الحرب أم تعني الحصار الطويل المدى والضربات الجوية أو العقوبات الدولية؟، وفي نظري نستطيع أن نتصور عواقب حرب تشن حاليا على إيران، وهذا لا يحتاج إلى تخصص كبير لندرك ما ستكون عواقب الحرب على إيران من العراق إلى أفغانستان، لدول الخليج، لفلسطين إلى لبنان.

وتابع: أن العواقب واضحة والأمر لا يحتاج إلى خيال واسع، هناك سببان يرجحان هذه المواجهة: الأول قبل أي ترتيبات مقبلة في العراق الذي أرهق الأميركيون فيه بقوة، يجب أن تضعف إيران قبل ذلك، أي انه من الصعب أن تخرج أميركا من العراق قبل أن تحصن السلاح النووي وتضعف إيران والذي هو من الأمور الصعبة نظرا لقوة إيران، لذا يجب تحجيمها أو إضعافها أو الاتفاق معها، وهذا سبب استراتيجي. والثاني الذي تقوله إسرائيل انه إذا لم يتم ضرب إيران خلال الثلاث سنوات المقبلة يصبح من الصعب ضربها في المستقبل.

وأضاف أن "أهمية السلاح النووي أنه رادع، للتنويه حتى نفكر أين يستخدم السلاح النووي ومتى؟"، مشيراً إلى أنه تم استخدامه مرة واحدة حين امتلكته دولة واحدة، وحين تمتلكه أكثر من دولة لا يستخدم ويكون رادعا فقط. إذا هو خطر عندما تملكه دولة واحدة وأهميته حين تمتلكه أكثر من دولة للردع.

واعتبر بشارة أن الأسباب الإستراتيجية المطروحة هي سياسات مواجهة، والهم الكبير الآن إقامة جبهة معادية للحرب دوليا ومحليا «جبهة سلام»، لان هذه الحرب ستؤذي الجميع فيما لو حصلت، إذ انه لا يوجد لها مبرر شرعي ولا أخلاقي فقط مصالح امبريالية، مرتبطة بمصالح أنظمة، وما يرافق هذه المواجهة هو أمر خطير للغاية أن حصلت أو لم تحصل وقع الخطر ويجب أن يواجه، وهو التعبئة الطائفية التي حصلت، إذا الأذى في مجتمعاتنا وقع، وخلافا لما يعتقد غالبا، ليس صادرات لبنانية أي أن لبنان عموما يتذمر أحيانا من تدخل في شؤونه ومن ناحية أخرى هناك دعوة للتدخل في شؤونه حتى في الانتخابات الرئاسية، هناك دائما نقاش دائم أن القرار ليس لبنانيا.

وأشار إلى أن هناك ثقافة قناصل عند بعض النخب السياسية وان لبنان هو مصدر تقليعات في السياسة الذي يعد من أحد الأسباب في رغبة الغرب في السيطرة عليه، فهو يمارس هيمنة فكرية وثقافية في المنطقة عبر الصحافة الذي يحملها إلى بقية الدول.

وختم بشارة قائلاً: الموضوع الطائفي الأخير الجاري حاليا ليس تأثيرا لبنانيا حيث أن الطائفية اللبنانية لم يصر من قبل إلى الإجهار بها، كما يجاهر فيها الآن، من هنا حصر ضرره، لان المنطقة تتعامل معه كاستثناء والجديد هو العراق وليس لبنان.

مصادر
السفير (لبنان)