ارتكب الاحتلال الاميركي امس مجزرته الثانية في غضون يومين بعدما نفذ غارة جوية قتلت 13 مدنيا عراقيا، بينهم امرأتان و4 أطفال، وأصابت أكثر من 10 بجروح. في غضون ذلك، تناوبت الكتل السياسية العراقية والمراجع الدينية على رفض القرار الذي تبناه الكونغرس الاميركي مؤخرا والذي يقضي بتقسيم العراق الى كيانات سنية وشيعية وكردية.
وقال مصدر طبي في مستشفى اليرموك ان «جناح الطوارئ تلقى جثث 13 شخصا و11 جريحا أصيبوا جراء قصف مروحيات اميركية لمبنى في حي الصحة الواقع في الدورة». واوضح ان «بين القتلى امرأتين وأربعة أطفال وهناك امرأة واحدة بين الجرحى الذين أصيب أربعة منهم بجروح خطيرة». وأكد مصدر امني «مقتل نحو عشرة اشخاص وإصابة اكثر من عشرة آخرين بجروح جراء قيام مروحيات اميركية باستهداف مبنى تسكنه عائلات».
وكان الاحتلال الاميركي اعلن انه يحقق في مقتل خمس نساء وأربعة أطفال في منطقة البهبهان الثلاثاء الماضي. وقد اكد الملازم في الشرطة العراقية حميد اللامي ان «القوات الاميركية قصفت منزل دحام كاظم الجنابي القيادي في تنظيم القاعدة.. لكنها قتلت 5 نساء و4 أطفال، علما ان الجنابي لم يكن موجودا داخل المنزل».
العراقيون يرفضون التقسيم
سياسيا، رفضت الكتل السياسية العراقية والمرجعيات الدينية قرار الكونغرس الاميركي تقسيم العراق. واعتبر رئيس الحكومة نوري المالكي ان مشروع التقسيم «سيكون كارثة لا على العراق فقط بل على المنطقة». ودعا البرلمان العراقي للاجتماع و»الرد رسميا على القرار الذي نرفضه».
في كربلاء، قال الشيخ عبد المهدي الكربلائي، الوكيل الشرعي للمرجع الشيعي الاعلى آية الله علي السيستاني، في صحن مقام الامام الحسين، ان «مصلحة جميع أبناء الشعب هو ان يعيشوا موحدين بتآلف أبنائهم من عرب وأكراد وتركمان وسنة وشيعة ومسلمين ومسحيين». ودعا كل الدول العربية وخصوصا دول جوار العراق الى الوقوف في وجه هذا المشروع الذي «سيؤدي الى مزيد من التناحر ونشر مزيد من الفوضى حتى الى بعض دول الجوار».
من جهتها، رأت هيئة علماء المسلمين انه «ليس غريبا ان يتبنى مجلس الشيوخ الاميركي قرارا غير ملزم بشأن مشروع حقيقته التقسيم وظاهره انشاء وحدات فدرالية لان ذلك كان من الأهداف الرئيسية لغزو العراق». ورأت ان هذه الخطوة «تلبي رغبة خاصة لدى جناح معروف في الادارة الاميركية واللوبي الصهيوني».
بدوره، قال رئيس الهيئة السياسية للتيار الصدري لواء سميسم «نطالب الحكومة العراقية بالإعلان عن رفضها لهذا القرار بشكل رسمي وقاطع». وأضاف «هذا القرار لا يمثل تطلعات الشعب العراقي ويعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية العراقية».
ورأى صدر الدين القبانجي، القريب من المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، في الحسينية الفاطمية في النجف «انه قرار غير طبيعي فهو يقر بمبدأ التقسيم وهو مبدأ مرفوض». وأضاف ان «الفدرالية امر مقبول بالنسبة الينا.. ولكن عندما يعرض المشروع كمشروع تقسيم فهو سلبي»، مشيرا الى ان «الدستور العراقي يقر مبدأ الفدرالية وليس مبدأ التقسيم».
وفيما اعتبر رئيس كتلة التوافق في مجلس النواب العراقي إياد السامرائي أن قرار الكونغرس «يحرج» المجلس الأعلى الإسلامي، على اعتبار انه «يقترب من التصور الذي طرحه المجلس الأعلى» حول الفدرالية، قال القيادي في المجلس الأعلى النائب حميد رشيد معلة «لا أعتقد ان هذا الأمر يمثل إحراجا لنا، وما دامت المشاريع التي ندعو إليها تتحرك تحت إطار الدستور العراقي، فنحن لا يضرنا ولا يهمنا ولا يحرجنا أن يتطابق هذا الموضوع في أميركا أو أي مكان آخر».
عربيا ايضا، أدان مجلس التعاون الخليجي قرار الكونغرس. واعتبر انه «بدل اطلاق شعارات التقسيم، لا بد من معالجة الاسباب التي أدت الى هذه الاوضاع والمتمثلة بوجود الاحتلال واعتماد المحاصصة الطائفية والعرقية وغياب القانون والفلتان الامني وشلل الادارة والخدمات ودور الميليشيات التي لا يوازيها في المقابل الا تصرفات الشركات الامنية مثل شركة بلاك ووتر».
من جهة اخرى، شن رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي هجوما على المالكي. واعتبر ان «حزب الدعوة الذي ينتمي إليه المالكي يحكم قبضته على العراق لمضاهاة الطرق التي اتبعها حزب البعث المخلوع في الانقلاب الذي أوصله إلى السلطة أواخر الستينات». وأضاف «هذا ما نسميه نظام التهديد». كما دعا علاوي إلى تبديل المالكي برئيس وزراء مؤقت وإجراء انتخابات مبكرة.
ميدانيا، اعلن الاحتلال الأميركي مقتل احد جنوده في حادث غير قتالي في الأنبار. كما اعلن ان قواته قتلت زعيما بارزا للقاعدة يدعو ابو أسامة التونسي ويصنف على انه «أمير الإرهابيين الاجانب». بدوره، اعلن الجيش العراقي انه قتل 30 مسلحا يشتبه في انهم اعضاء في تنظيم القاعدة في بعقوبة. وقتل 10 عراقيين وأصيب اكثر من 20 بجروح في هجمات متفرقة في أنحاء العراق.
وقالت المتحدثة العسكرية باميلا مارشال ان اول وحدة عسكرية اميركية تقرر انسحابها من العراق بموجب خطة تقليص مستويات القوات في العراق قد غادرت منطقة الحرب بالفعل. وذكرت ان وحدة تضم 2200 من مشاة البحرية كانت متمركزة في الأنبار غادرت على متن قطعة بحرية في طريق عودتها الى البلاد.