ما الذي يمنع اللبنانيين من التوافق والتوصل الى مرشح رئاسي يكون على مسافة واحدة من جميع الاطراف والقوى؟

إن أكبر الاخطاء التي ترتكبها الادارة الأميركية هي سعيها لحل الازمة اللبنانية على حساب مأزقها الكبير في العراق.

فالاحداث وتطوراتها تؤكد أن هناك ترابطا بين أزمات المنطقة كلها وأنه لا يمكن حل أي أزمة بمعزل عن الاخرى بمعنى أن الولايات المتحدة عليها أن تبرم اتفاقا أو التوصل الى تفاهم مع كل من سوريا وإيران اذا كانت ساعية بإخراج لبنان من مأزقه الحالي بحيث يتم التفاهم على مرشح مقبول للرئاسة والمشكلة تكمن في أن واشنطن لا تدرك خصوصية وتاريخية العلاقات السورية - اللبنانية وأنه لا يمكن جلب رئيس للبنان يكون معاديا أو استفزازيا لسوريا فرئيس كهذا لا يستطيع الحكم ولا ضبط الاوضاع الامنية والسياسية على الساحة اللبنانية.

ويدرك معظم المرشحين للرئاسة اللبنانية ابعاد هذه الحقيقة وخصوصيتها الامر الذي يدفعهم الى المطالبة علنا بتصحيح الخلل في العلاقات السورية - اللبنانية لأنهم يدركون أن استمرار هذا الخلل سيحد من قدرتهم على العمل ودفع لبنان نحو حالة من التوافق والسلام والاستقرار.

والمشاغبات التي يقوم بها الثنائي جعجع - جنبلاط هي من أجل رفع أسهمهما وتحسين شروطهما في أي تسوية قادمة لأن الرجلين يقلقان من أي تفاهم أو توافق بين اللبنانيين على اعتبار أن ذلك سيضع حدا لهما في المجال السياسي وسيحسن من دوريهما وهما اللذان كبرا أكثر من اللازم بعدما أعلنا الولاء السافر للمشروع الأميركي - الصهيوني ليس في لبنان بل على مستوى الشرق الأوسط كله!!

مصادر
الوطن (قطر)