هناك من يعبر عن قلقه الشديد من هذا التحول الدراماتيكي في مواقف الاطراف اللبنانية المختلفة من موضوعا لاستحقاق الرئاسي والذي افرز ما يشبه الانقلابات السياسية والسبب يعود الى احتمال ان يكون هذا «التهادن» مؤقتا ومن اجل تقطيع الوقت وتمرير سيناريوهات الضربة الاميركية - الاسرائيلية التي ستوجه الى ايران، فالجميع في المنطقة والعالم لا يزال يحبس الانفاس بانتظار ساعة الصفر بالرغم من التصريحات التي تحاول الارتقاء الى مصاف الضمانات بأنه لا تلوح في الافق الآن حرب وشيكة بين ايران واميركا، وان كل ما ينشر في الصحف ووسائل الاعلام هو مجرد تكهنات ولا يستند الى اي معلومات سرية او دقيقة. وتقوم فرنسا ساركوزي بادوار متناقضة في هذا السياق، فهي من جهة تفجر القنابل السياسية والاعلامية التي تهدف الى تصعيد المواجهة بين اشنطن وطهران و من جهة اخرى، تعرض الوساطة وتبدي معارضة شديدة للحرب. والموقف الاوروبي ليس على هذا التذبذب الفرنسي لان الاوروبيين الذين يقطنون في جنوب اوروبا يشعرون بالخوف المشروع من ان يتعرضوا للصواريخ الايرانية في حال اقدمت الولايات المتحدة على مهاجمة ايران وسبق لطهران ان حذرت من ان الاهداف والمصالح الاميركية والاوروبية هي في مرمى الصواريخ الايرانية. والغريب ان يكون الموقف الفرنسي متقدما على المواقف الاوروبية وان يعارض حتى فرض العقوبات الاقتصادية لان ذلك سيقود لاحقا الى المواجهة العسكرية وفق ما قاله وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، مما يوحي وبأن فرنسا ساركوزي تمارس حاليا دور بريطانيا توني بلير في دعم السياسات لاميركية والترويج لها. وربما كان الولاء للصهيونية والالتزام بالدفاع عن امن اسرائيل وتفوقها هو القاسم المشترك او العامل الذي يوحد بين الموقفين الاميركي والفرنسي، وهنا يكمن خطر باريس التي تحاول الغاء استقلالية دورها وسياستها الخارجية لمصلحة الانخراط في المشاريع الاميركية المرسومة للشرق الاوسط، فهل سيكون ساركوزي قادرا على دفع الثمن

مصادر
الوطن (قطر)