سقط 83 قتيلاً في العراق أمس، بينهم حوالي 20 مقاتلاً من «القاعدة في بلاد الرافدين» قضوا في ضربة جوية أميركية في شمال غربي بغداد. وأعلنت القوات الأميركية أنها صادرت صواريخ أرض - جو ايرانية الصنع من طراز «ميساغ - 1» في مواقع متفرقة، كانت في حوزة مسلحين لم تفصح عن انتماءاتهم.

الى ذلك، صعدت «القاعدة» في العراق عملياتها ضد شخصيات دينية وسياسية سنية انضمت أو تسعى الى الانضمام الى العملية السياسية، خصوصاً بعد اعلان عشائر سنية وشيعية تشكيل فصيل مسلح مشترك لمواجهة التنظيم الذي يعتمد ايديولوجيا التفرقة المذهبية.

وأوضح بيان للقيادة العسكرية الاميركية أن طائرة اميركية كانت تنفذ دورية على بعد 28 كيلومتراً الى شمال غربي بغداد «عندما تلقت معلومات تشير الى نشاطات متطرفة في هذه المنطقة»، حيث «شاهدت 25 عنصراً من القاعدة يحملون بنادق كلاشنيكوف آي كي - 47 وقاذفة صواريخ آر بي جي». وتعرضت الطائرة على الفور الى نيران أسلحة خفيفة واطلاق قذيفة «آر بي جي»، وردت في قصف أدى الى مقتل «أكثر من 20 عنصراً من هذه الخلية للقاعدة، وتدمير أربع من آلياتهم». وقع ذلك في منطقة «تعمل فيها (القوات الاميركية) الى جانب قوات الامن العراقية ومتطوعين من المدنيين العراقيين لمطاردة مقاتلي القاعدة والمتطرفين».

وأعلنت الشرطة أمس أن مسلحين اغتالوا ثلاثة من رجال الدين في الموصل. وقال مدير العمليات الأمنية في نينوى العميد عبدالكريم الجبوري ان» المسلحين اطلقوا النار على أزهر احمد حسين الدليمي، إمام وخطيب جامع الصحابة في حي 17 تموز غرب المدينة عند توجهه الى الجامع». واضاف ان «آخرين قتلوا الداعية الاسلامي سالم شيت محمد الحمداني إمام وخطيب جامع محمود الصادق في حي التحرير». وهو مدير الاعدادية الاسلامية، ومعروف بطروحاته الدينية الملتزمة وانتقاداته لـ «القاعدة». وكل الدلائل تشير الى تورط التنظيم في هذه العمليات.

الى ذلك، قال مسؤول في شرطة الموصل ان «الشيخ غانم محمود إمام وخطيب جامع الهدى الكائن في حي الكرامة اغتيل قرب داره في حي الميثاق». واغتيل أمس عضو مجلس محافظة نينوى عن الحزب «الاسلامي» ممتاز محمود ابراهيم مع ثلاثة من حراسه.

وشهدت الموصل (400 كم شمال بغداد) سلسلة عمليات طالت شيوخ عشائر ورجال دين مناوئين لـ «القاعدة»، كجزء من حملة اطلق عليها اسم «ابو مصعب الزرقاوي» أعلنها زعيم «دولة العراق الاسلامية» ابو عمر البغدادي في خطاب هاجم فيه الحزب «الاسلامي» وجماعات مسلحة انضمت الى العشائرالمناهضة لـ «القاعدة» في الانبار وديالى.

وكان تنظيم «حماس - العراق» أعلن في بيان بداية الاسبوع مقتل اثنين من مقاتليه، فيما اعلن بيان باسم «الدولة الاسلامية» المسؤولية عن مقتل عدد من قيادات «حماس» في ديالى و «ثوار العامرية» في بغداد.

في هذا الوقت، أكدت مصادر الشرطة في محافظة ديالى ان مجموعة مسلحة من «القاعدة» قتلت عنصرين من «كتائب ثورة العشرين». واضاف مصدر أمني في الشرطة ان «اشتباكات مسلحة وقعت السبت بين التنظيمين في مناطق شمال المقدادية، الى الشمال الشرقي من بعقوبة».

وقال قيادي في فصيل مسلح انضم الى جهود العشائر المناهضة لـ «القاعدة» لـ «الحياة» امس ان «حملة التنظيم لاغتيال قادة كتائب المقاومة السنية وتصفيتهم محاولة يائسة منه ليقول انه لا زال موجوداً»، موضحاً أن «العمليات الاخيرة التي استهدفت بعض قياديي مجموعات مسلحة سنية وعناصر من فصيل «ثوار العامرية»، فضلاً عن مقتل بعض قياديي «كتائب ثورة العشرين» الذين عملوا مع القوات الاميركية لتطهير محافظة ديالى، انما هي رسالة موجهة الى القوى الامنية وفصائل المقاومة مفادها ان «القاعدة» قادرة على تنفيذ مخططاتها الارهابية في كل مكان وزمان».

وكانت عشائر عراقية تنتمي الى المذهبين السني والشيعي أعلنت الاسبوع الماضي تشكيل فصيل مسلح مشترك لقتال «القاعدة» في مناطق جبلة وجرف الصخر جنوب بغداد. وأظهر هجوم انتحاري استهدف جلسة صلح لعشائر ومسلحين سنة وشيعة في قرية شفتة في محافظة ديالى مدى قلق التنظيم من تطبيع العلاقات الطائفية المتوترة في العراق.

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)