من المؤكد أن لجوء الاسرائيليين الى اساليب قذرة وسوداء في مجال الحرب التقنية لرفع معنويات الداخل الاسرائيلي المنهارة على إثر الهزيمة التي لحقت بالجيش الصهيوني في حرب يوليو العام الماضي هو تعبير واضح عن حجم المأزق الاستراتيجي الذي تواجهه اسرائيل خلال هذه المرحلة.

وقد يكون ذلك مؤشرا على استعدادات تجرى لشن عدوان مبيت ضد سوريا فقد بدا واضحا من خلال الروايات الملفقة التي أوردتها الصحف ووسائل الإعلام الاسرائيلية المختلفة بشأن قيام الطائرات الحربية الاسرائيلية بإغارة على محطة بحوث علمية عائدة لمركز «اكساد» في محافظة دير الزور تابع للجامعة العربية وصدور بيان رسمي عن ادارة المركز ينفي بشدة كل ما أورده مراسل صحيفة «يديعوت أحرنوت»، الذي زار الموقع وادعى أنه قصف من قبل سلاح الجو الإسرائيلي، بأن الإسرائيليين يسعون إلى صنع نصر معنوي ما، ولو باللجوء الى الاكاذيب وبالتالي فإن كل الروايات الإسرائيلية التي سربت حول استهداف الطائرات الصهيونية لمصنع سوري - كوري - إيراني لإنتاج الصواريخ البالستية، والادعاء أن عددا من الخبراء قد قتلوا في ذلك الهجوم ومن ثم التأسيس على ذلك لحزمة من الروايات والقصص الاضافية قد سقطت الآن.

ولأن إسرائيل في مأزق استراتيجي فإن عناصر المغامرة والحماقة فيها قد ازدادت وهذا مؤشر قوي على أن حكومة أولمرت وبضغط من المؤسسة العسكرية الصهيونية قد تقدم على شن عدوان مبيت ضد سوريا بأمل استعادة هيبة أو قوة الردع المفقودة لدى الجيش الاسرائيلي.

لكن المحصلة ستكون أشبه بالكارثة الكبرى لأن هذه الحرب سرعان ما ستتحول الى حرب اقليمية وربما دولية ولن تستطيع إسرائيل تحمل تداعياتها ومضاعفاتها لأن الخبراء العسكريين يتوقعون أن تتعرض - الدولة الصهيونية - لهزيمة أكبر وأخطر من الهزيمة التي لحقت بها العام الماضي.

مصادر
الوطن (قطر)