يعمل النظام الحاكم في مصر بشكل ناشط من اجل ضمان انتقال السلطة بشكل سلس إلى خليفة الرئيس حسني مبارك، إلا أن السؤال الكبير الذي ما زال مطروحا هو: من سيخلفه؟.
وقد قامت السلطات المصرية مؤخرا بمحاكمة عدد من رؤساء الصحف المستقلة بتهمة التشكيك بصحة مبارك، في ما يبدو أنها محاولة لترهيب منتقدي توريث الحكم إلى نجله جمال. كما تتواصل محاكمة عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، فيما قدمت الحكومة تنازلات لعمال مصانع الغزل والنسيج لوقف إضرابهم. وأجرى الحزب الوطني الحاكم تعديلات كبيرة في قياداته.
ويبدو أن الحكومة المصرية، التي تعرضت إلى انتقادات من داخل مصر وخارجها، مصممة على فرض الاستقرار، حتى لا تتعرض مصر إلى خضة أمنية وسياسية عندما يحين وقت انتقال السلطة.
ولا يوجد نائب للرئيس المصري ، والخليفة المحتمل لمبارك، الذي تنتهي ولايته في العام ,2011 هو نجله جمال، الذي ترفضه المعارضة. واحد أسباب القمع الذي تقوم به الحكومة الآن هو ترجيح عدم تدخل الجيش لفرض مرشحه الرئاسي كما حصل في الماضي.
ويعتبر البعض، حتى في المعارضة، أن على العسكر القيام بهذا الأمر، لان مرشحهم سينال موافقة واسعة، إلا أن الجيش، الذي يقوده المشير حسين طنطاوي حاليا، ابعد نفسه عن السياسة منذ اغتيال الرئيس أنور السادات.
وقال الرئيس السابق لمركز الأبحاث الاستراتيجية في القوات المسلحة المصرية الجنرال حسام سويلم «لقد أقصينا أنفسنا عن السياسة منذ وقت طويل جدا»، مضيفا «إذا انتخبوا (الراقصة) فيفي عبدو أو (جمال) مبارك، فإنهم أحرار. إنها ليست مهمتنا».
واعتبر العضو البارز في الحزب الحاكم جهاد عودة «إذا ظهر الحزب الحاكم اضعف مما يتوقع وقرر الجيش عدم التدخل في السياسة، فهناك احتمال لحصول فوضى».
وقال الخبير في شؤون الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك ستيفن كوك «إن نجل الرئيس هو المنافس الرئيسي لخلافته، إذا لم يكن الوحيد».
إلا أن عودة، المقرب من جمال، يخالفه الرأي، مشيرا إلى «أن جمال مبارك لاعب رئيسي، إلا انه ليس الوحيد في هذه اللعبة الكبيرة... إن اللعبة كبيرة جدا، ودور جمال قد يكون في المرحلة الأولى أو الثانية أو الثالثة»، موضحا أن الحزب الحاكم، وتحضيرا لهذا الأمر، ينفذ «خطة دمج قبل فترة انتقال السلطة».
وأوضح رئيس الحزب الوطني صفوت الشريف أن الانتخابات الداخلية في الحزب أدت إلى هزة كبيرة في القرى والمدن والمحافظات، وتغيرت حوالى 70 في المئة من قيادات بعض المناطق، وازداد التمثيل المسيحي والنساء والشباب. ويهدف التغيير إلى تقوية قواعد الحزب بعد الأداء الضعيف في الانتخابات النيابية في العام .2005
ويعتقد العديد من المحللين أن ضغط السلطة على جماعة الإخوان يهدف إلى منع الجماعة من تحدي الرئيس الجديد. وقال مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن جون الترمان «هناـــك تعــــطش بين المصريين للاستقرار، ولا اعتقد أن الإخوان سيهددون هذا الأمر».