حذرت الحكومة العراقية امس، من ان توجيه ضربة عسكرية لايران «سيكون بمثابة كارثة» على العراق والمنطقة والعالم، فيما شن الأمين العام لهيئة علماء المسلمين الشيخ حارث الضاري، هجوما على قرار مجلس الشيوخ الاميركي تقسيم العراق، معتبرا ان هذا الأمر سيقود الى توسيع رقعة الفتنة المذهبية والطائفية، منتقدا القوى العراقية التي تؤيد مبدأ التقسيم وتنتظر أوامر الادارة الاميركية لتطبيقه.

وفي مؤتمر صحافي في بغداد، قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ان «الاعلام يضخم مسألة الأزمة الايرانية، لكن رغم ذلك ربما يكون من الوارد توجيه ضربة عسكرية الى ايران». وتابع «هذا ما لا نتمناه لأنه لن يكون كارثة على العراق وحده، وإنما على المنطقة بأسرها والعالم».

وحول موقف الحكومة من التحقيق الجاري في قضية شركة «بلاك ووتر» الاميركية، قال المالكي ان «الملاحقة القضائية للشركة كشفت انها متورطة بقتل 190 عراقيا». وأضاف «بالتأكيد لن نجعل هناك مجالا لعمل تلك الشركة في العراق، والإجراءات الخاصة بعمل كل الشركات الامنية في العراق ستخضع للتعديل».

وتطرق المالكي الى القرار الذي أصدره مجلس الشيوخ الاميركي والقاضي بتقسيم العراق مذهبيا وعرقيا. وقال ان الطائفية في العراق تم القضاء عليها «باستثناء الطائفية السياسية التي يحاول البعض الانتفاع بها ويبني على أساسها برامجه السياسية بعيدا عن المشاريع الوطنية التي تخدم العراق».

بدوره، اعتبر الضاري، ان مشروع تقسيم العراق ليس جديدا، بل انه مشروع قديم ولكن ما يختلف الآن هو وجود جهات عراقية موالية للإدارة الاميركية ومستعدة للتنفيذ. ورأى ان «الفدرالية هي التقسيم والتقسيم هو الفدرالية.. واذا كانوا يقولون ان قرار التقسيم قد ينهي الفتنة، فهذا يكذبه الواقع، بل سيكون طريقا الى توسيع الفتنة الطائفية والمذهبية.. ستكون هناك فتن على الحدود والمناطق المختلف عليها من الآن، وستكون هناك خلافات على القيادات في كل قسم».

وتوقع الضاري اندلاع «حرب متعددة العناوين والاتجاهات والأهداف، وستتدخل قوى خارجية وقوى اقليمية لتمد هذا الطرف او ذاك.. وسيكون العراق بؤرة شر لا يعلم الا الله مداها ومدتها». وتابع «الموقف الاميركي هو موقف تصعيدي في الوقت الذي تشعر فيه الادارة الاميركية انها محرجة والشعب العراقي يتوقع منها ان تقوم بشيء بعدما هدمت العراق وأسالت دماء مئات الآلاف».

يذكر ان مجلس النواب الاميركي تبنى امس الأول، وبغالبية 377 صوتا في مقابل ,46 نصا غير ملزم لا يتضمن طلبا من الرئيس جورج بوش تغيير إستراتيجيته في العراق، الا انه يطلب منه ان يعرض خططه الطارئة لانسحاب القوات من العراق، رغم ان النص لا يتضمن برامج زمنية للانسحاب.

من جهة اخرى، اعلنت «الحكومة» الاقليمية لمنطقة كردستان شمال العراق في بيان، أنها وافقت على اربع صفقات جديدة للنفط والغاز تجتذب نحو 500 مليون دولار من الاستثمارات لأعمال التنقيب، رغم الاعتراضات المستمرة من قبل وزارة النفط.

ميدانيا، أصيب سفير بولندا لدى العراق بجروح عندما تعرضت قافلته الدبلوماسية لهجوم بالقنابل في وسط بغداد قتل فيه حارسه البولندي وأحد المارة العراقيين. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البولندية في وارسو «كانت محاولة اغتيال. اصطدمت سياراتنا الثلاث بألغام». وأضاف «أصيب عدد صغير من الاشخاص. وخرج سفيرنا الجنرال ادوارد بيتريزك (من وسط الحطام) بنفسه».

وأعلن رئيس الوزراء البولندي ياروسلاف كاتشينسكي بعد الهجوم، ان بولندا لن تسحب قواتها البالغ قوامها 1000 جندي من العراق. وقال «الانسحاب هو دائما أسوأ خيار.. إنه موقف صعب لكن من ينخرط في الأمر ويظل هناك لسنوات ثم ينسحب يكون قد ارتكب أسوأ خطأ ممكن ارتكابه». والسفير البولندي هو القائد السابق لقوات الدفاع التي انضمت الى الغزو.

الى ذلك، ذكرت قناة «العربية» ان مجموعات مسلحة أبرزها «جيش رجال الطريقة النقشبندية» شكلت تحالفا جديدا التحق بنائب الرئيس العراقي السابق عزة ابراهيم الدوري. وظهر في شريط عرضته القناة رجل يعلن «تشكيل قيادة عليا للجهاد.. المؤتمر انتخب بالإجماع شيخ المجاهدين الفريق الاول الركن عزة ابراهيم (الدوري) قائدا اول للجهاد والتحرير، وانتخب نائبا اول للقائد الاعلى ونائبا ثانيا للشؤون العسكرية».

في النجف، أعلنت مصادر امنية وأخرى رسمية عراقية فرض حظر على تجول السيارات منذ ظهر امس في المدينة، استعدادا لإحياء ذكرى استشهاد الامام علي اليوم الخميس. وخوفا من اندلاع مواجهات جديدة تصعب السيطرة عليها، طلبت القوات العراقية من قوات الاحتلال الاميركي دعمها وإرسال اعداد كبيرة من قواتها تحسبا لاي طارئ.

وقتل 9 عراقيين وأصيب 22 بجروح، في هجمات متفرقة في أنحاء العراق. واعلن مصدر امني ان مسلحين خطفوا 13 رجلا عراقيا بعدما أوقفوا 4 سيارات عند نقطة تفتيش وهمية في شمالي بغداد.

وأعلن الجيش العراقي مقتل اثنين من المسلحين واعتقال 33آخرين خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، فيما أشار الاحتلال الى قتله 6 مسلحين واعتقاله اثنين آخرين خلال عمليات جرت يومي الاثنين والثلاثاء في وسط العراق.

كما ذكر الاحتلال انه عثر على قائمة تضم نحو 500 من مقاتلي القاعدة «جاءوا من مجموعة كبيرة من الدول الأجنبية منها ليبيا والمغرب وسوريا والجزائر وسلطنة عمان واليمن وتونس ومصر والأردن والسعودية وبلجيكا وفرنسا والمملكة المتحدة».