من حق سوريا أن تضع شروطا للمشاركة في مؤتمر السلام الذي سيعقد في واشنطن خلال شهر نوفمبر القادم، وان تطالب بأن يتم إدراج قضية الجولان على جدول أعمال المؤتمر وإلا فإن الاجتماع سيكون مجرد ديكور لالتقاط الصور التذكارية أو في أحسن الأحوال لتثبيت شهادات زور عربية على استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في غزة والضفة.

وإذا كان البعض يرى أن من الضروري دعوة سوريا لحضور المؤتمر، فإن المسألة تتعدى في جوهرها، هذا الجانب الشكلي أو البروتوكولي، لأن المهم بالنسبة لدمشق ليس الحضور، بل مدى استعداد المؤتمر لبحث قضية الجولان. ذلك ان القيادة السورية، لا تستطيع أن تسكت على استمرار الاحتلال الإسرائيلي للجولان إلى ما لا نهاية لأسباب داخلية ووطنية وقومية.

ولا تستطيع الحكومة الإسرائيلية أن تناور كثيرا في هذا المجال لأن قادة تل أبيب يدركون أن استئناف المفاوضات مع سوريا، يعني الانسحاب من الجولان، وربما حتى خط الرابع من يونيو 1967، وحتى الأكثر تطرفا في إسرائيل باتوا على قناعة بأن إعادة الجولان، هو شرط أساسي لإقامة سلام عادل وشامل مع سوريا!

وبصرف النظر عن التداعيات التي يمكن ان ترافق مثل هذه التطورات فإنه لا جدوى من عقد مؤتمر للسلام في واشنطن، دون مشاركة سوريا، التي تعني البحث في موضوع الجولان، وهو ما تتهرب منه إسرائيل، التي تسعى ــ عبر الدعم الأميركي ــ لجعل المؤتمر منصبا على تطبيع العلاقات مع العرب.

مصادر
الوطن (قطر)