املت الادارة الاميركية في ان يختار اللبنانيون رئيساً يحظى «بدعم واسع ويمثل مصالح لبنان»، وشددت على ضرورة «استكماله تطبيق القرارات الدولية» و «إنشاء المحكمة الخاصة» باغتيال الرئيس رفيق الحريري، في وقت أنهى زعيم الأكثرية النيابية سعد الحريري لقاءاته الرسمية في العاصمة الأميركية قبل أن ينتقل اليوم الى نيويورك.

وفيما أكد الحريري بعد لقائه رئيس البنك الدولي روبرت زوليك لبحث دعم البنك للبنان مالياً واقتصادياً، ان «ما يهم الأميركيين هو ما يهم الأوروبيين والعرب، ان تتم الانتخابات الرئاسية في جو ديموقراطي وعدم تدخل»، شدد على أنه «لم يتم طرح أي أسماء لا من قريب ولا من بعيد» خلال زيارته واشنطن.

وشهد الوضع السياسي اللبناني عودة الى التشنج، أمس، على خلفية السجال في شأن نشر مديرية قوى الأمن الداخلي صوراً لعناصر أكدت أنهم تابعون لـ «التيار الوطني الحر» الذي يتزعمه العماد ميشال عون يتدربون على السلاح، وبفعل حملة بعض رموز المعارضة، الحلفاء لسورية على تصريحات الحريري بعد لقاءاته مع كبار المسؤولين الأميركيين وفي مقدمهم الرئيس جورج بوش، هاجم فيها دمشق متهماً إياها بالتدخل في الانتخابات الرئاسية وبالاغتيالات. وتحدث عن رئيس يحمل تطلعات قوى 14 آذار.

وشن الوزير السابق وئام وهاب والنائب السابق ناصر قنديل هجوماً على الحريري فيما تساءلت قناة «المنار» الناطقة باسم «حزب الله» عما إذا كانت الأجواء التفاؤلية التي ظهرت قبل أيام في شأن التوافق على رئيس جديد للجمهورية «مفرطة».

وقالت مصادر ديبلوماسية لـ«الحياة» انها تتوقع أن يتصاعد التحرك الدولي والخارجي في اتجاه لبنان، وعلمت «الحياة» ان وزراء خارجية فرنسا برنار كوشنير واسبانيا ميغيل انخيل موراتينوس وإيطاليا ماسيمو داليما سيزورون بيروت في 19 أو 20 الشهر الجاري، بعد اجتماعهم قبل أيام في روما لبحث الوضع في لبنان.

وكان الناطق باسم الخارجية الإيطالية باسكوالي فيررا قال أول من أمس ان الدول الثلاث «معنية وملتزمة في شكل كبير بلبنان من خلال مشاركتها في القوة الدولية العاملة تحت لواء «يونيفيل» المعززة، لذا لدينا اهتمام خاص لتأكيد الأهمية السياسية لهذه القوة الدولية في منطقة شهدت العام الماضي حرباً جديدة».

وشدد فيررا على أن بلاده تعتبر «قوة يونيفيل - 2 معطى وأداة للاستقرار في لبنان وضمانة لأمن اسرائيل، وأكد الوزراء الثلاثة ذلك وشددوا على استمرار الالتزام الذي أقرته الأمم المتحدة، ونحن راغبون في إعطاء مؤشر قوي الى استمرار اهتمامنا والتزامنا السياسيين إزاء قوة يونيفيل».

وحول زيارة الحريري واشنطن، قال الناطق باسم مكتب شؤون الشرق الأدنى في الخارجية الأميركية ديفيد فولي لـ «الحياة» إنه فيما يتعذر على واشنطن «التكهن بما سيقوم أو يمتنع عنه اللبنانيون» في اختيارهم للرئيس المقبل، «نتمنى ان يختاروا رئيساً يحظى بدعم واسع ويمثل مصالح لبنان». وركز المسؤول الأميركي على ضرورة «استكمال» الرئيس المقبل «تطبيق المبادرات المهمة للبنان وبينها قرارا مجلس الأمن الرقم 1559 و1701، وإنشاء المحكمة الخاصة للبنان، وتطبيق المبادرات الاقتصادية الاصلاحية التي قدمتها الحكومة اللبنانية في مؤتمر باريس -3».

وشدد فولي على ضرورة إنجاز الانتخابات الرئاسية «تماشياً مع الدستور وفي بيئة حرة وعادلة، ومن دون اللجوء الى الترهيب أو التدخل الخارجي». وأضاف: «الشعب اللبناني يستحق رئيساً يرعى مصالح لبنان وشعبه، وليس مصالح دولة أخرى، ويضمن تطبيق الخطوات الضرورية نحو سيادة لبنان وازدهاره وديموقراطيته».

وجاءت تصريحات فولي بعد يوم على لقاء وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس الحريري الذي التقى أمس عضو مجلس الشيوخ البارز السناتور الجمهوري ريتشارد لوغار. وتوجه الحريري بعدها الى البنتاغون حيث التقى نائب وزير الدفاع غوردون انغلاند، نظراً الى وجود الوزير روبرت غيتس في أميركا اللاتينية. كما اجتمع بالرجل الثالث في البنتاغون أريك أدلمان، وتطرق البحث الى سبل مساعدة لبنان عسكرياً وأمنياً، خصوصاً في ضوء التحديات التي برزت في معارك مخيم نهر البارد.

وكان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي عاد فجر أمس من قطر، أعلن أنه بحث خلال الزيارة في استكمال المساعدات القطرية لإعمار لبنان ومخيم نهر البارد، ومساعدة القوى الأمنية والعسكرية والاستثمارات والمراكز الثقافية وفي مجال النفط.

وقال: «حريصون على استقلالنا وسيادتنا ولا نريد استبدال وجود بوجود آخر من أي نوع». وإذ شدد على رفض أي تدخل في الاستحقاق الرئاسي وأمل بانجازه قال عن العلاقة مع سورية: «نحن مهتمون بحل الإشكالات مع سورية بدءاً بضبط الحدود ومنع تسرب السلاح والمسلحين، وإقامة علاقات ديبلوماسية وترسيم الحدود بما يمكن من استرجاع مزارع شبعا».

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)